يعيش المزارعون في سوريا قلقا مضاعفا مع دخول فصل الصيف، لا سيما بعد أن شهدت البلاد خلال المواسم السابقة، حرائق كبيرة، التهمت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والغابات، إذ تسبب 187 حريقا وقع بين آب/أغسطس وتشرين الأول/أكتوبر، في طرطوس وحمص وحماة وأجزاء أخرى من البلاد بأضرار لحوالي 370 منزلا، بقيمة 23 مليون دولار.

موقع “أثر برس” أكد الجمعة أن قرية الحسانية بريف الحسكة الشمالي، سجلت أضرار مادية نتيجة حريق ضرب أراضي مزروعة بالقمح والشعير، في حريق يعد هو الأول من نوعه خلال الموسم الحالي.

وأكد المصدر أن النيران امتدت على مساحة 10دونمات، في حين حاولت سيارات الإطفاء السيطرة على الحريق.

هذا العام وقبل الموسم الذي يضرب البلاد كل عام، برزت تحذيرات باندلاع الحرائق قبل موسمها، ما ينذر بكارثة، إذ وبحسب البيانات الصادرة عن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي التابعة للحكومة السورية، اندلع 57 حريقا، ما أدى إلى تدمير 1.7 هكتارا من الأراضي المحمية منذ بداية العام الفائت وحتى 9 أيلول/سبتمبر.

خطر النيران يتصاعد

بناء على متغيرات العوامل الجوية الأساسية المؤثرة على الحرائق وهي الحرارة والرطوبة والرياح وتأثيرها على عوامل النبات، توقعت منصة مراقبة الغابات والحرائق بالهيئة العامة للاستشعار عن بُعد، أمس الأربعاء، بدء موسم الحرائق مبكرا العام الجاري. مؤكدة أنها تعمل على نشر خرائط مخاطر الحريق هذا العام.

قد يهمك: روسيا تغازل تركيا وإسرائيل في سوريا.. ما الذي يحصل؟

في تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، أعلنت السلطات السورية، أنها أعدمت أكثر من 20 شخصا على خلفية حرائق غابات مميتة في البلاد العام الماضي.

أنواع الغابات التي تمتلكها سوريا

كانت الغابات تغطي معظم الأراضي السورية في العصور القديمة كما يتضح من الآثار التاريخية. إلا أن هذه المنطقة الخضراء انحسرت عبر القرون حتى أدركت الحكومة أهمية الغابات والأشجار، وأعلنت الخميس الأخير من كل عام، يوم الشجرة.

أصبحت مشاريع التحريج جزءا من خطط الحكومة الخمسية، وتم تخصيص ميزانية خاصة لهذا الغرض لأن الغابات ذات أهمية اقتصادية كبيرة لتوفير الأخشاب الصناعية والمواد الخام، لإنتاج الصناديق الورقية والخشبية، والفحم ومواد أخرى للسوق المحلي.

وقسم التقرير مساحة الغابات البالغة 445 ألف هكتار إلى 150 ألف هكتار من الصنوبر والأرز والتنوب والبلوط في طرطوس واللاذقية وإدلب وحماة، و225 ألف هكتار من الغابات المتفرقة الصالحة فقط لتصنيع الفحم النباتي في دمشق، حمص وحلب والسويداء، و70 ألف هكتار معظمها من الفستق والعرعر في حماة ودمشق.

وعلى الرغم من أن منظمة “الفاو“، سجلت زيادة في حجم مساحات الغابات والأراضي الحرجية في سوريا بين عامي 1997 و2017، من 2.3 بالمئة إلى 2.7 بالمئة، فإن عدد الأشجار المزروعة، وفقا لإحصاءات وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، لم يتجاوز 104 مليون من 1995 إلى 2018، أي أقل من أربع سنوات من خطة الاستصلاح الحكومية.

وضعت سوريا نظام إنذار مبكر للحريق عام 1984. ومع ذلك، لم يكن فعالا في تقليل عدد الحرائق أو شدتها، بحسب التقرير الصادر من دمشق، لأن مرافق مكافحة الحرائق الأخرى، بما في ذلك رجال الإطفاء، والمعدات، المعلومات، وما إلى ذلك، لم يتم تجديدها. ويبدو أن الوضع ظل على ما هو عليه حتى الآن، حيث بلغ عدد حرائق الغابات في عام 2019 وحده 627 بحسب إحصائيات دائرة الغابات.

اقرأ أيضا: معلومات جديدة عن رامي مخلوف بعد عامين من انقلاب الأسد عليه

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.