العام الحالي، ومنذ مطلعه يعتبر الأسوأ على السوريين من حيث ارتفاع الأسعار، حيث باتت هذه الارتفاعات تتم بشكل يومي ولأسباب مختلفة، في ظل فوضى إدارية من الحكومة وعجز واضح عن كبح جماح الأسعار.

وككل المواد الاستهلاكية وغير الاستهلاكية التي يطالها ارتفاع الأسعار، ارتفعت أسعار القهوة خلال الفترة الماضية لدرجة غير مسبوقة، حتى باتت مشروبا كماليا لدى السوريين، بعد أن كانت مشروبا يميز جلساتهم.

القهوة بالغلوة

الغلوة، مفهوم جديد في ثقافة الاقتصاد السوري، وتعني شراء مقدار بسيط من القهوة يكفي لركوة واحدة، ويعود ذلك إلى ارتفاع أسعار القهوة لأعلى مستوى خلال 10 سنوات، نتيجة لأزمة النقل وزيادة الطلب، والطقس الجاف، حيث انخفضت كمية استيراد القهوة في سوريا من 30 ألف طن سنويا إلى 12 ألف طن في العام الحالي، بحسب متابعة “الحل نت”.

موقع “سناك سوري” المحلي، أشار اليوم الأحد، إلى أن بيع القهوة بالغلوة بات أمرا دارجا، فالبعض يطلب ملعقة واحدة وآخرين يشترون ملعقتين، وبات من المألوف شراء مقدار ملعقة أو 3 ملاعق، حيث أن كيلو القهوة يقسم على نحو 20 زبون غالبية الأحيان، نقلا عن أصحاب محال تجارية.

من جهة ثانية، يرى مواطنون بحسب الموقع، أن للرواق ثمن باهظ هذه الأيام بعد تجاوز كيلو القهوة متوسط النوعية الـ34 ألف ليرة، وهو مبلغ لا يمكنهم من شرائه كما في السابق، حيث كانوا يشترون ما مقداره نصف كيلو ويعيدون الكرة كلما نفذ، بينما لا يشترون اليوم إلا كميات قليلة تكفي لفنجان الصباح.

أما الموظفون، فنقل الموقع عن عدد من الموظفين، أن كل مجموعة منهم من أربعة أشخاص يتشاركون بمبلغ 500 ليرة يوميا، لشراء كمية قهوة تكفي لإعداد 4 فناجين قهوة، وعند غياب أحد منهم يتم اختصار الكمية.

إقرأ:التقنين وصل إلى فنجان القهوة في سوريا

الأسعار فوق طاقة الموطنين

في نيسان/أبريل الماضي، ارتفعت أسعار القهوة بشكل ملحوظ ، حيث يصل سعر الكيلو إلى ما بين 30 و45 ألف ليرة، ما اضطر المواطنين من ذوي الدخل المحدود العزوف عن شراء القهوة إلا بـ”الغلوة”.

حيث بدأت القهوة تغلي في الأسواق بأسعار كاوية، حيث تتراوح الأوقية من 6 إلى 9 آلاف ليرة، فلا يمكن أن يحتويها الراتب الحكومي، خاصة إذا كان شاربوها يحبون نكهة الهيل، وهو ما يعد الآن في ميزان بائعي القهوة يحسب له حساب، بحسب متابعة “الحل نت”.

من جهة ثانية، انخفضت مبيعات القهوة مع ارتفاع سعرها في الأسواق المحلية، والتي كما يصفها أصحاب المحامص، أنها دخلت سوق الأوراق المالية إلى جانب مواد أخرى في السوق، لافتين إلى أن سعر البن ارتفع عالميا وليس محليا فقط.

وأوضح أصحاب محال القهوة، أن الناس باتوا يشترون ربع أوقية من القهوة – أي 50 غم- ويطلب البعض شرائها مقابل مبلغ زهيد، بألف أو ألفين ليرة، حسب مقدار المال المتاح للمشتري، وفق متابعة “الحل نت”.

وحول أسعار قهوة، فإن سعر الكيلو يبدأ من 25 ألف ليرة للقهوة الفيتنامية والهندية، يليها البن البرازيلي من 30 إلى 34 ألف ليرة للكيلو، والقهوة الكولومبية بأكثر من 45 ألف ليرة.

قد يهمك:أرباح غير متوقعة لتجار القهوة في سوريا.. والذهب أكبر الخاسرين

يذكر أنه وفي سنة وصفت بالنموذجية، حققت أسهم القهوة أرباحا كبيرة قاربت 80 بالمئة وهي الأعلى منذ عشر سنوات. حيث كانت مبيعات الربع الأول عالية، وأظهرت مبيعات الربع الثاني والثالث بعض المكاسب. في حين ارتفعت المبيعات في الربع الأخير من عام 2021، ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار القهوة بجميع أنواعها بمعدل غير مسبوق في السوق السورية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.