منازل مفروشة ومبالغ مالية والإبقاء على وثائق “الكيملك” قيد التفعيل ومزايا أخرى أثيرت مؤخرا حول خطة إعادة مليون لاجئ سوري من تركيا “بشكل طوعي” خلال الأشهر القادمة.

ومع تسارع عمليات بناء الوحدات السكنية شمال غربي سوريا، أثير مؤخرا تفاصيل عن خطة عودة مليون لاجئ سوريا ضمن محاولات تشجيعية لحث السوريين في تركيا على العودة إلى شمال غربي سوريا.

وعلى عكس ما جاءت به العديد من الدراسات والأبحاث مؤخرا وأبرزها ما أعلن عنه مدير مركز أبحاث الهجرة في أنقرة، مراد أردوغان، أنه استطلاعا للرأي كشف أن هناك قرابة 80 بالمئة من اللاجئين لا يريدون العودة إلى بلادهم، وانخفضت نسبة من كانوا يقولون إنهم سيعودون في السابق من 60 إلى 16 بالمئة.

ووفق لاجئين سوريين في تركيا، تواصل معهم مراسل الحل نت في تركيا خلال إعداد المادة، فإن الغالبية لم تثير انتباههم الإغراءات الأخيرة للعودة إلى شمال غربي سوريا، وكان لهم آراء مختلفة.

معظمهم يرفضون العودة

تصدرت نقاشات السوريين في الآونة الأخيرة الخطة التي تحدث عنها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حول التحضير لعودة مليون لاجئ سوري “بشكل طوعي” في الأشهر القادمة.

ووفق ما نقلته وكالة الأناضول، فإن تركيا تواصل بناء “منازل الطوب” في شمال سوريا وذلك بدعم من منظمات إنسانية دولية ومنظمات المجتمع المدني في تركيا تحضيرا لعودة تناسب اللاجئين السوريين في تركيا، مؤكدة أن وتيرة بناء المنازل ازدادت.
ويأتي ذلك في ظل انتشار تفاصيل حول خطة إعادة مليون لاجئ سوري “طوعا”، فمن المتوقع أن يحصل العائدون على منازل مفروشة وبمساحة بين 40 أو 60 أو 80 مترا حسب عدد أفراد الأسر مع بقاء وثيقة الحماية المؤقتة قيد التفعيل.

ومن بين المتوقع تنفيذه، أنه سيسمح أيضا للعائدين بزيارة تركيا أربع مرات كل سنة إضافة لمنحهم مساعدات مالية دورية ودعمهم بمشاريع لسبل العيش وغير ذلك.

ويرفض غالبية اللاجئين السوريين في تركيا ممن تواصلنا معهم العودة إلى سوريا معيدين ذلك لأسباب عديدة أبرزها مدى توفر الأمان في المنطقة.

منير الجاسم أحد اللاجئين السوريين المقيمين في غازي عنتاب، يقول لـ “الحل نت”: إن “الأمان شبه منعدم في المنطقة ولو أمنوا لنا قصورا حتى نعود فلا يفيد ذلك إن كنت لا تؤمن على حياتك وحياة عائلتك، عندما يتوفر الأمان في المنطقة سنعود من تلقاء أنفسنا”.

ويعيد من تواصلنا معهم أسباب عدم العودة إلى انعدام الأمان وقلة فرص العمل التي تتناسب مع تكاليف المعيشة هناك.

قسم منهم نحو الاندماج

يسعى خلال السنوات الأخيرة، العديد من اللاجئين السوريين للاندماج في المجتمع التركي من حيث تعلم اللغة التركية وتأمين فرص عمل تقودهم نحو الاستقرار في البلاد بشكل نهائي.

ويرفض هؤلاء العودة بشكل نهائي إلى سوريا ولو تحسنت الأوضاع فيما بعد، خصوصا أن قسما منهم اشترى محالا ومنازلا ويسيرون نحو الاستقرار في تركيا.

وكان لمحمود العلي وهو لاجئ آخر يقيم في غازي عنتاب رأيه في مسألة العودة الطوعية، حيث يقول لـ “الحل نت”: “بعد مرور عشر سنوات على إقامتنا في تركيا وتعلمنا اللغة وافتتاحنا لمشاريع، أعتقد أن هناك العديد من اللاجئين مثلي لا يرغبون بالعودة ولو تحسنت الأوضاع”.

في السياق، كانت قد ظهرت عدة أصوات حتى بين أواسط المعارضة التركية تدعو لدمج اللاجئين السوريين في المجتمع التركي ضمن إطار التعامل مع الواقع الحالي.

ومن بينهم ما قاله مؤخرا، النائب البرلماني عن حزب الشعب الجمهوري المعارض (CHP) حيث دعا إلى اعتبار 754 ألف طفل سوري ولد على الأراضي التركي بأنهم باتوا “أطفالا أتراكا” ولا يمكن إرسالهم إلى سوريا بل لابد من التفكير حول طرق دمجهم بالمجتمع.

كما كانت رئيسة حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول، جنان كافتانجي أوغلو، قد قالت مؤخرا، إنه “لا يمكن ترحيل 10 مليون أجنبي يعيشون في تركيا، هذا يتعارض مع القوانين الدولية، يمكن أن يذهب بعضهم طواعية، ويمكن منع قدوم آخرين، أما البقية فيجب دمجهم في المجتمع”.

الجدير بالذكر أن ملف “عودة اللاجئين السوريين” لا يزال من بين الملفات الأساسية التي تثار بشكل شبه يومي في تركيا في ظل تحضير الأحزاب التركية لانتخابات 2023 في الوقت الذي يتخوف غالبية السوريين في تركيا مما قد تحمله لهم الأشهر القادمة في البلاد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.