ها هو الصيف اللاهب يقترب من اقتحام العراق، فذروته تبدأ من منتصف الشهر السادس وتستمر حتى نهاية الشهر التاسع من كل عام، ولذا فإن مواجهته لا تتم إلا عبر توفير الكهرباء، فهل تنجح بغداد بذلك؟

يعاني العراقيون سنويا من درجات حرارة ملتهبة، يرافقها نقص حاد في تحهيز الكهرباء، ما يتسبّب بحالة تذمر تنتشر بنطاق واسع على امتداد محافظات العراق، لكن الحكومة تحاول هدا الصيف مواجهة الأزمة المتكررة سنويا.

في التفاصيل، ترأس رئيس مجلس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، اليوم الاثنين، اجتماعا للجنة الطاقة بحضور عدد من الوزراء، خُصص لمناقشة وضع الطاقة الكهربائية في هذا الصيف، حسب بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء.

الاجتماع أكّد على تذليل العقبات والعوارض التي يمكن أن تواجه عمل وزارة الكهرباء، ونوقشت فيه عمليات الإدامة والصيانة لشبكات نقل الطاقة الكهربائية، والوقوف على آليات توفير الوقود لمحطات توليد الطاقة الكهربائية، فضلا عن إيجاد المعالجات السريعة للمشكلات التي قد تعترض ديمومة عملها.

توجيه من الكاظمي

وزير لكهرباء عادل كريم، بيّن في الاجتماع، أن هذا العام يشهد زيادة واضحة في إنتاج الطاقة الكهربائية وفي ساعات تجهيز الكهرباء للمواطنين نقارنة بالعام الماضي والأعوام التي سبقته، وقال إن هذا الصيف لن سيشهد تحسنا واضحا بتجهيز الكهرباء.

من جهته، شدّد الكاظمي خلال الاجتماع على “أهمية مواصلة الجهود والعمل بأعلى وتيرة؛ من أجل توفير الطاقة الكهربائية للمواطنين، والاستعداد لمواجهة أي أزمة محتملة خلال الصيف الحالي، وتوفير الحلول الممكنة لمعالجتها سريعا”.

كذلك وجه، “الوزارات المعنية بإسناد وزارة الكهرباء وتلبية احتياجاتها، والمساعدة في تذليل العقبات التي قد تواجهها؛ لضمان تقديم الخدمة الأفضل لأبناء وبنات العراق”، بحسب تعبيره.

يذكر أن وزير الكهرباء العراقي، عادل كريم، قال في وقت سابق من هذا الشهر، إن العراق بحاجة للغاز الإيراني ما بين 5 – 10 سنوات، “حيث نعتمد على الغاز الإيراني لتوليد من 7 – 8 آلاف ميغاواط من الكهرباء يوميا”.

وأردف كريم في حوار أجراه معه “التلفزيون العراقي”، آنه تم الاتفاق مع الجانب الإيراني على تزويد العراق بـ 50 مليون متر مكعب يوميا من الغاز، من أجل توفير الكهرباء بشكل جيد خلال هذا الصيف.

معاناة منذ التسعينيات

تشهد المحافظات العراقية منذ سنوات عديدة، احتجاجات واسعة تخرج في كل صيف ضد أزمة انقطاع الكهرباء في العراق، في ظل درجات حرارة عالية يشهدها العراق في الصيف تصل لنصف درجة الغليان، وتتعداها قليلا في أحايين كثيرة.

وشهدت إحدى ليالي آب/ أغسطس من العام المنصرم، انقطاع التيار الكهربائي عن عموم محافظات العراق. ونام العراقيون حينها بلا كهرباء لأول مرة منذ 3 عقود، قبل أن يتم إصلاح التيار الكهربائي.

ويعاني العراق من تردي المنظومة الكهربائية منذ التسعينيات، بعد اجتياح رئيس النظام السابق، صدام حسين للكويت. ما أدى لقصف البلاد، ليتضرر القطاع الكهربائي بعد أن ناله القصف آنذاك.

ولم بنجح صدام منذ 1991 وحتى سقوطه في 2003، بإصلاح المنظومة الكهربائية. ولم تنجح الحكومات العراقية المتعاقبة بعده في إصلاحها أيضا، رغم مرور 19 سنة على التغيير.

ومنذ عراق ما بعد 2003، أنفقت الحكومات العراقية المتعاقبة ما مقداره 62 مليار دولار. تعادل ميزانيات الأردن لـ 4 سنوات، وتكفي لبناء أحدث الشبكات الكهربائية. والنتيجة كهرباء رديئة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.