يبدو أن المشكلة الموسمية المعروفة، عادت مرة أخرى لتتكرر مع اقتراب دخول العراق في عمق فصل الصيف. تتمثل المشكلة بتراجع ساعات تجهيز الكهرباء.

إذ تعاني بغداد ومحافظات الفرات الأوسط من تراجع واضح بساعات تجهيز الكهرباء منذ أمس الاثنين، لكن وزارة الكهرباء كشفت عن السبب الذي لم يقنع الكثير من سكنة تلك المدن.

الوزارة قالت في بيان، إن تقليل ساعات تجهيز الكهرباء في بغداد والفرات الأوسط، يعود إلى “خضوع خط الغاز الإيراني الداخل إلى العراق لأعمال الصيانة الدورية لمدة ثلاثة ايام متتالية”.

للقراءة أو الاستماع:

وأضافت، أن أعمال الصيانة “ستتضمن تأهيل معدات الضخ داخل الأراضي الإيرانية بحسب شركة الغاز الايرانية، مما سيترتب عليه تقليل كمية الغاز الداخلة إلى المنطقة الوسطى مؤقتا إلى 7 ملايين متر مكعب يوميا، ونزول أحمال المنظومة الوطنية بسبب فقدان طاقة كهربائية تصل إلى 3500 ميگا واط، وهذا سيتسبب بتقليل ساعات التجهيز نسبيا”.

دعوة إلى المواطنين

وزارة الكهرباء بيّنت، أنه “سيتم ضخ كميات إضافية من الغاز الإيراني إلى المنطقة الجنوبية تصل إلى 20 مليون متر مكعب يوميا، لغرض تعويض الكميات التي تم تقليلها من الوسط، لتشغيل الطاقات المتاحة في محطات الفرات الأوسط وبغداد”.

ودعا بيان وزارة الكهرباء، إلى تعاون المواطنين معها “عبر ترشيد استهلاك الطاقة، لحين اكتمال أعمال الصيانة وعودة المنظومة إلى وضعها الطبيعي”.

الأسبوع الماضي، قال وزير الكهرباء العراقي، عادل كريم، إن العراق بحاجة للغاز الإيراني ما بين 5 – 10 سنوات، “حيث نعتمد على الغاز الإيراني لتوليد من 7 – 8 آلاف ميغاواط من الكهرباء يوميا”.

وأردف كريم في حوار أجراه معه “التلفزيون العراقي”، آنه “تم الاتفاق مع الجانب الإيراني على تزويد العراق بـ 50 مليون متر مكعب يوميا من الغاز”.

وأشار كريم، إلى أن إيران تزود العراق الآن ما بين 35 – 38 مليون متر مكعب يوميا من الغاز.

احتجاجات صيفية

تشهد المحافظات العراقية منذ سنوات عديدة، احتجاجات واسعة تخرج في كل صيف ضد أزمة انقطاع الكهرباء في العراق، في ظل درجات حرارة عالية يشهدها العراق في الصيف تصل لنصف درجة الغليان، وتتعداها قليلا في أحايين كثيرة.

وشهدت إحدى ليالي آب/ أغسطس المنصرم، انقطاع التيار الكهربائي عن عموم محافظات العراق. ونام العراقيون حينها بلا كهرباء لأول مرة منذ ربع قرن، قبل أن يتم إصلاح التيار الكهربائي.

ويعاني العراق من تردي المنظومة الكهربائية منذ التسعينيات، بعد اجتياح رئيس النظام السابق، صدام حسين للكويت. ما أدى لقصف البلاد، ليتضرر القطاع الكهربائي بعد أن ناله القصف آنذاك.

للقراءة أو الاستماع:

ولم بنجح صدام منذ 1991 وحتى سقوطه في 2003، بإصلاح المنظومة الكهربائية. ولم تنجح الحكومات العراقية المتعاقبة بعده في إصلاحها أيضا، رغم مرور 19 سنة على التغيير.

ومنذ عراق ما بعد 2003، أنفقت الحكومات العراقية المتعاقبة ما مقداره 62 مليار دولار. تعادل ميزانيات الأردن لـ 4 سنوات، وتكفي لبناء أحدث الشبكات الكهربائية. والنتيجة كهرباء رديئة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة