تتسابق الحكومة العراقية مع الزمن، من أجل توفير الكهرباء في فصل الصيف اللاهب، قبل دخوله في الذروة، خشية من السخط الشعبي المتجدّد في كل موسم.

ومن أجل إخماد فتيل تظاهرات متوقعة، أعلنت وزارة الكهرباء العراقية، اليوم الخميس، حصول اتفاق مع طهران، يقضي بإعادة ضخ الغاز الإيراني لبغداد لتوفير الكهرباء طيلة فصل الصيف.

وزير الكهرباء عادل كريم، قال لوكالة الأنباء العراقية “واع”، إنه “تم الاتفاق مع الجانب الإيراني خلال زيارتنا لطهران على توريد الغاز للعراق في الصيف، وهم ملتزمون بذلك لتجهيز المحطات والوحدات التوليدية الإنتاجية للطاقة الكهربائية”.

للقراءة أو الاستماع: وعود مؤجلة.. وزير الكهرباء العراقي يطمئن بشأن الصيف

وأضاف كريم، أن “بغداد مدينة لطهران بمبالغ عن توريد الغاز، وتم التوصل إلى اتفاق لتسديدها، وهم قدّروا الوضع العراقي ونتوقع أن يكون التجهيز جيدا في فصلي الصيف المقبل والشتاء أيضا”.

زيادة بنسبة 600 بالمئة

كريم أكّد أن “هناك شحا في توريد الغاز عالميا، وهو أصبح سلعة مطلوبة جدا، وأن حصول العراق على ما يحتاجه يمثل إنجازا، ونتوقع أن يكون تجهيز المواطنين بالكهرباء في الصيف جيدا، وندعو المواطنين لترشيد الاستهلاك لضمان توزيع جيد للجميع”.

وأشار كريم، إلى أن الكمية الكلية المنتجة من الطاقة في العراق جيدة، ولكن الاستهلاك عال جدا، والكمية المطلوبة منذ 2003 وحتى يومنا هذا، زادت لأكثر من 600 بالمئة.

للقراءة أو الاستماع: وفد عراقي إلى إيران لجدولة ديون أزمة الكهرباء

وقبيل أيام، توجه وفد عراقي برئاسة وزير الكهرباء عادل كريم إلى العاصمة الإيرانية طهران، لبحث إعادة توريد طهران الغاز إلى بغداد، من أجل توفير خدمة الكهرباء للمواطنين بفصل الصيف.

وكانت إيران، قطعت إمدادات الغاز إلى العراق، الشتاء الماضي، وسط موجة برد قاسية ودرجات حرارة صفرية، ما ولّد حالة من السخط الشعبي ضد الحكومة العراقية.

وبحسب تصريح سابق لوزارة الكهرباء، فإن الغاز المجهز من إيران، انحسر في الشتاء وبات يصل منه 8.5 مليون متر مكعب قياسي يوميا فقط، من أصل الكمية المتفق عليها البالغة 50 مليون قدم مكعب قياسي يوميا.

وبررت إيران سبب توقف خطوط إمدادها للعراق بالغاز وقتئذ؛ بسبب تأخر سداد بغداد لمستحقات مالية واجبة الدفع إلى طهران، فضلا عن مرورها بفصل ذروة وتحتاج لمزيد من الطاقة.

مجموع الديون

يذكر أن الناطق باسم وزارة الكهرباء العراقية، أحمد العبادي، بيّن في تصريح صحفي سابق، أن “هنالك مليار و692 مليون دولار، هي مستحقات الغاز للأعوام السابقة الواجبة الدفع لإيران”.

وتشهد المحافظات العراقية منذ سنوات عديدة، احتجاجات واسعة تخرج في كل صيف ضد أزمة انقطاع الكهرباء في العراق، في ظل درجات حرارة عالية يشهدها العراق في الصيف تصل لنصف درجة الغليان، وتتعداها قليلا في أحايين كثيرة.

للقراءة أو الاستماع: العراق يلجأ إلى الغاز القطري لحل أزمة الكهرباء

وشهدت إحدى ليالي آب/ أغسطس المنصرم، انقطاع التيار الكهربائي عن عموم محافظات العراق. ونام العراقيون حينها بلا كهرباء لأول مرة منذ ربع قرن، قبل أن يتم إصلاح التيار الكهربائي.

ويعاني العراق من تردي المنظومة الكهربائية منذ التسعينيات، بعد اجتياح رئيس النظام السابق، صدام حسين للكويت. ما أدى لقصف البلاد، ليتضرر القطاع الكهربائي بعد أن ناله القصف آنذاك.

ولم بنجح صدام منذ 1991 وحتى سقوطه في 2003، بإصلاح المنظومة الكهربائية. ولم تنجح الحكومات العراقية المتعاقبة بعده في إصلاحها أيضا، رغم مرور 19 سنة على التغيير.

للقراءة أو الاستماع: الكاظمي يحدد دور إيران في أزمة الكهرباء بالعراق

ومنذ عراق ما بعد 2003، أنفقت الحكومات العراقية المتعاقبة ما مقداره 62 مليار دولار. تعادل ميزانيات الأردن لـ 4 سنوات، وتكفي لبناء أحدث الشبكات الكهربائية. والنتيجة كهرباء رديئة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.