وفد عراقي رفيع يتجه إلى إيران لحلحلة أزمة ملف الكهرباء في العراق، بعد قطع تصدير الغاز الإيراني الذي تستورده بغداد من طهران.

الناطق باسم وزارة الكهرباء في العراق أحمد العبادي، قال اليوم الأحد، إن الوفد الذي وصفه بـ “الرفيع” سيبحث ملفي انحسار تدفق الغاز الايراني للعراق وتسديد الديون الواجبة على بغداد.

وأضاف العبادي في تصريح لوكالة الأنباء العراقية “واع“، إن “هناك عقودا حكومية موقعة مع الجانب الإيراني، حيث أن التجهيز الفعلي للغاز في هذا الوقت هو 8 مليون متر مكعب”.

مدة تسديد الديون

وبين العبادي أن، تجهيز الغاز الإيراني إلى العراق انحسر بنحو 40 مليون متر مكعب.

وأشار إلى أن توجه الوفد العراقي إلى إيران، جاء بعد قرار مجلس الوزراء بجدولة الديون الواجبة الدفع للجانب الإيراني.

وأردف العبادي، أن “هنالك مليار و692 مليون دولار، هي مستحقات الغاز للأعوام السابقة الواجبة الدفع لإيران.

وأكد أن، الوفد سيمضي إلى إيران لجدولتها بعد اصدار قرار مجلس الوزراء لتسديدها بكميات متساوية خلال 3 سنوات.

موضحا أن “الوفد سيبحث معاودة اطلاقات الغاز؛ لأن الحاجة ما تزال حاكمة لإدامة العمل في محطات الإنتاج”.

للقراءة أو الاستماع: العراق يلجأ إلى الغاز القطري لحل أزمة الكهرباء

وقطعت إيران منذ بدء الشتاء الحالي، الغاز الذي يستورده العراق منها لتجهيز الكهرباء في البلاد، الأمر الذي أدى إلى شبه انقطاع التيار الكهربائي عن المحافظات العراقية.

ساعات تجهيز الكهرباء

ويتم حاليا تجهيز الكهرباء في العراق، ساعة واحدة مقابل 6 ساعات إطفاء، في ظل درجات حرارة منخفضة، وبرودة غير معهودة في البلاد منذ عدة سنوات.

وكانت وزارة الكهرباء العراقية، ألقت باللوم على إيران، نتيجة تراجع ساعات تجهيز التيار الكهربائي للمواطنين، بسبب قطع طهران للغاز الذي يستورده العراق منها.

إذ قالت الوزارة حينها في تصريح لصحيفة “الصباح” الرسمية، إن “هناك سببين وراء تراجع تجهيز الكهرباء للمواطنين. الأول يتعلق بقطع إيران للغاز المورد للكهرباء، والثاني قلة التخصيصات المالية للوزارة”.

للقراءة أو الاستماع: الكاظمي يحدد دور إيران في أزمة الكهرباء بالعراق

وبينت وزارة الكهرباء، أن “الغاز المجهز من إيران، انحسر وبات يصل منه 8.5 مليون متر مكعب قياسي يوميا فقط، من أصل الكمية المتفق عليها البالغة 50 مليون قدم مكعب قياسي يوميا”.

وبررت إيران سبب توقف خطوط إمدادها للعراق بالغاز، بسبب تأخر سداد بغداد لمستحقات مالية واجبة الدفع إلى طهران، فضلا عن أنها تمر بفصل ذروة وتحتاج لمزيد من الطاقة.

ويأتي التراجع في ساعات تجهيز الكهرباء في فصل الشتاء على غير عادته. لأن الكهرباء غالبا ما تكون جيدة في فصول الشتاء فقط في العراق.

عجز عن حل الأزمة

وينذر التراجع الحاد في ساعات تجهيز الكهرباء في هذا الشتاء، بأزمة كبيرة في الصيف المقبل على العراقيين، بحسب كثير من المراقبين، خاصة بعد مأساة الصيف المنصرم مع الكهرباء.

للقراءة أو الاستماع: “خليها تخيس”: مقاطعة عراقية لمنتجات إيران بسبب الكهرباء

وشهدت إحدى ليالي آب/ أغسطس المنصرم، انقطاع التيار الكهربائي عن عموم محافظات العراق. ونام العراقيون حينها بلا كهرباء لأول مرة منذ ربع قرن، قبل أن يتم إصلاح التيار الكهربائي.

ويعاني العراق من تردي المنظومة الكهربائية منذ التسعينيات، بعد اجتياح رئيس النظام السابق، صدام حسين للكويت. ما أدى لقصف البلاد، ليتضرر القطاع الكهربائي بعد أن ناله القصف آنذاك.

ولم بنجح صدام منذ 1991 وحتى سقوطه في 2003، بإصلاح المنظومة الكهربائية. ولم تنجح الحكومات العراقية المتعاقبة بعده في إصلاحها أيضا، رغم مرور 19 سنة على التغيير.

وتشهد المحافظات العراقية منذ سنوات عديدة، احتجاجات واسعة تخرج في كل صيف ضد أزمة انقطاع الكهرباء في العراق، في ظل درجات حرارة عالية يشهدها العراق في الصيف تصل لنصف درجة الغليان، وتتعداها قليلا في أحايين كثيرة.

للقراءة أو الاستماع: أزمة الكهرباء في العراق: هل ستجد بغداد بديلاً للاحتكار الإيراني لملف الطاقة؟

ومنذ عراق ما بعد 2003، أنفقت الحكومات العراقية المتعاقبة ما مقداره 62 مليار دولار. تعادل ميزانيات الأردن لـ 4 سنوات، وتكفي لبناء أحدث الشبكات الكهربائية. والنتيجة كهرباء رديئة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة