قالت وزارة الكهرباء في العراق، اليوم الاثنين، إنها ستستعين بـ الغاز القطري لتأمين حاجتها من الوقود لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية، بعد انخفاض حاد في ساعات تجهيز الكهرباء بعموم البلاد.

وذكرت الوزارة في بيان نشرته صحيفة “المدى” البغدادية أن، وزير الكهرباء بالوكالة عادل كريم، بحث مع وزير الطاقة القطري سعد شريدة الكعبي، إمكانية توريد الغاز القطري للعراق لمعالجة وسد النقص الحاصل من الغاز؛ لإدامة زخم عمل محطات إنتاج الكهرباء.

وبحسب البيان، فإن كريم بحث مع الكعبي خلال زيارة سريعة للدوحة، القضايا اللوجستية اللازمة لتوريد الغاز عبر الموانئ القطرية إلى العراق.

وأشار البيان إلى ان، “الجانب القطري أبدى استعداده لتزويد العراق بالغاز”.

ولفت بيان الوزارة الى أن، “هذا الأمر يستلزم إجراءات سريعة وتعضيد الجهود من قبل وزارات النفط والنقل والمالية والجميع مع الكهرباء لإنجاز هذا المشروع الحيوي والمهم”.

ويأتي التوجه العراقي نحو الغاز القطري، بعد قطع إيران مؤخرا الغاز الذي يستورده العراق منها لتجهيز الكهرباء في البلاد، الأمر الذي أدى إلى شبه انقطاع التيار الكهربائي عن المحافظات العراقية.

ما هو تبرير إيران؟

ويتم حاليا تجهيز الكهرباء في العراق، ساعة واحدة مقابل 6 ساعات إطفاء، في ظل درجات حرارة منخفضة، وبرودة غير معهودة في البلاد منذ عدة سنوات.

وكانت وزارة الكهرباء العراقية، ألقت باللوم على إيران، نتيجة تراجع ساعات تجهيز التيار الكهربائي للمواطنين، بسبب قطع طهران للغاز الذي يستورده العراق منها.

للقراءة أو الاستماع: الكاظمي يحدد دور إيران في أزمة الكهرباء بالعراق

إذ قالت الوزارة حينها في تصريح لصحيفة “الصباح” الرسمية، إن “هناك سببين وراء تراجع تجهيز الكهرباء للمواطنين. الأول يتعلق بقطع إيران للغاز المورد للكهرباء، والثاني قلة التخصيصات المالية للوزارة”.

وبينت وزارة الكهرباء، أن “الغاز المجهز من إيران، انحسر وبات يصل منه 8.5 مليون متر مكعب قياسي يوميا فقط، من أصل الكمية المتفق عليها البالغة 50 مليون قدم مكعب قياسي يوميا”.

وبررت إيران سبب توقف خطوط إمدادها للعراق بالغاز، بسبب تأخر سداد بغداد لمستحقات مالية واجبة الدفع إلى طهران، فضلا عن أنها تمر بفصل ذروة وتحتاج لمزيد من الطاقة.

ويأتي التراجع في ساعات تجهيز الكهرباء في فصل الشتاء على غير عادته. لأن الكهرباء غالبا ما تكون جيدة في فصول الشتاء فقط في العراق.

للقراءة أو الاستماع: “خليها تخيس”: مقاطعة عراقية لمنتجات إيران بسبب الكهرباء

معاناة مستمرة منذ 3 عقود

وينذر التراجع الحاد في ساعات تجهيز الكهرباء في هذا الشتاء، بأزمة كبيرة في الصيف المقبل على العراقيين، بحسب كثير من المراقبين، خاصة بعد مأساة الصيف المنصرم مع الكهرباء.

وشهدت إحدى ليالي آب/ أغسطس المنصرم، انقطاع التيار الكهربائي عن عموم محافظات العراق. ونام العراقيون حينها بلا كهرباء لأول مرة منذ ربع قرن، قبل أن يتم إصلاح التيار الكهربائي.

ويعاني العراق من تردي المنظومة الكهربائية منذ التسعينيات، بعد اجتياح رئيس النظام السابق، صدام حسين للكويت. ما أدى لقصف البلاد، ليتضرر القطاع الكهربائي بعد أن ناله القصف آنذاك.

ولم بنجح صدام منذ 1991 وحتى سقوطه في 2003، بإصلاح المنظومة الكهربائية. ولم تنجح الحكومات العراقية المتعاقبة بعده في إصلاحها أيضا، رغم مرور 19 سنة على التغيير.

للقراءة أو الاستماع: أزمة الكهرباء في العراق: هل ستجد بغداد بديلاً للاحتكار الإيراني لملف الطاقة؟

وتشهد المحافظات العراقية منذ سنوات عديدة، احتجاجات واسعة تخرج في كل صيف ضد أزمة انقطاع الكهرباء في العراق، في ظل درجات حرارة عالية يشهدها العراق في الصيف تصل لنصف درجة الغليان، وتتعداها قليلا في أحايين كثيرة.

ومنذ عراق ما بعد 2003، أنفقت الحكومات العراقية المتعاقبة ما مقداره 62 مليار دولار. تعادل ميزانيات الأردن لـ 4 سنوات، وتكفي لبناء أحدث الشبكات الكهربائية. والنتيجة كهرباء رديئة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.