قال أحد الأئمة ووجيه عشيرة في القامشلي، إن مبادرة  تحديد ساعات تقديم واجب العزاء وإلغاء الطعام خلال أيام العزاء، جاءت تخفيفا للأعباء عن كاهل الناس في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

ومطلع الأسبوع الجاري، قرر شيوخ دين ووجهاء عشائر في ريف القامشلي، تحديد واجب تقديم العزاء، وإلغاء بعض العادات التي من شأنها تجديد الأحزان كالأربعينية والسنوية.

اجتماع الوجهاء تم عقده في قرية حلوة شرق القامشلي وصدر عنه بيان موقع باسم الدكتور أحمد معاذ حقي العلواني، وأعلن البيان إلغاء المولد المتعارف محليا بـ(الخير) والتعويض عنه بأعمال خيرية أخرى.

إمام وخطيب جامع الفاروق، عبدالكريم محمد، قال في حديث لموقع “الحل نت“، إن عددا من وجهاء العشائر الكردية والعربية في القامشلي، بادروا بالتنسيق مع شيوخ دين خلال بيان بتحديد ساعات واجب تقديم العزاء وإلغاء الطعام لتخفيف الأعباء المالية والأتعاب عن عائلة المتوفي.

مواعيد العزاء

وأضاف الإمام عبدالكريم محمد، أن البيان حدد مواعيد استقبال المعزين من الـ 9 صباحا حتى الـ 12 ظهرا ومن الـ 4 عصرا حتى الـ 9 ليلا، ودعا لتعليق هذه المواعيد على أبواب الصالات وخيم العزاء.

وتم إصدار بيانات مماثلة من قبل بعض العشائر في ريف القامشلي، التزاما بالمبادرة ودعوة لأبناء العشائر للالتزام بالأيام والمواعيد المحددة للعزاء.

وأشار إمام الجامع، إلى أن نحو 10 عشائر كردية وعشيرتي الجوالة العربية والمحلمية، بادروا بإيعاز الشيخ أحمد العلواني في قرية الحلوة بريف القامشلي، لمكانته الكبيرة بين العشائر ووجهاء المنطقة لتحديد أيام واجب العزاء.

عادات “دخيلة”

إمام وخطيب جامع الفاروق في القامشلي، قال إن الأربعينية والسنوية وتجديد العزاء أيام الأعياد عادات دخيلة لا أصول لها في الإسلام.

وتتجدد أحزان عائلة المتوفي خلال الأربعينية والسنوية وكذلك في العيد الأول بعد حالات الوفاة، وهي عادات دخيلة لا يجوز الالتزام بها، بحسب إمام جامع الفاروق.

واشترط البيان على ألا تزيد أيام الأحزان والعزاء عن ثلاثة أيام، والالتزام بالساعات المحددة لمواعيد العزاء، وفق إمام الجامع.

وشدد إمام جامع الفاروق على ضرورة التزام الأهالي بالمبادرة وترك العادات الدخيلة كالمولد والأحزان في الأربعينية والسنوية.

تكاليف كبيرة

الوجيه الديني والإداري في هيئة أعيان الدرباسية، هيثم خليل، قال لموقع “الحل نت“، إن هذه المبادرة صدى لمبادرات سابقة، موضحا أنهم بادروا قبل عام بإلغاء تقديم الطعام خلال أيام العزاء في الدرباسية بسبب التكاليف الكبيرة.

وأضاف خليل، أن التكاليف تبلغ في بعض العزاوات إلى نحو 10 ملايين ليرة سورية، وهي تفوق مقدرة العوائل الفقيرة، وتتسبب بديون وأعباء مالية باهظة.

الوجيه الديني أشار إلى أن تحديد الاستراحة خلال فترة الظهيرة، هي راحة لعائلة المتوفي وتوفير للتكاليف، إذ أن إغلاق الخيم خلال فترة الظهيرة تقلل من عدد المعزين وبإمكان أصحاب العزاء تقديم وجبة لاتكلفهم الكثير.

وتأتي هذه المبادرة في القامشلي، بعد مبادرات عدة دعا إليها وجهاء عشائر وفعاليات اجتماعية في مناطق الدرباسية وعامودا والحسكة في الجزيرة السورية، لما لها من أهمية في تخفيف الأعباء المالية في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تشهدها المنطقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.