قضية آيات الرفاعي، التي قُتلت مطلع العام الحالي على يد زوجها، وبمشاركة والديه، عادت إلى الواجهة اليوم، بعد أن تداولت وسائل التواصل خبرا مفاده أنه تمت تبرئة زوجها القاتل، وذلك تحت مبرر التأديب والقتل بدون قصد.

ما القصة؟

تداولت العديد من المواقع والحسابات الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، اليوم الأحد، أخبارا عن إسقاط تهمة القتل العمد عن غياث الحموي، زوج آيات الرفاعي والتي قتلها في مطلع العام الحالي وبمشاركة والديه، وذلك دون التحقق من مصادر رسمية.

معلقون اعتبروا أن قتل النساء في سوريا بات أمرا سهلا وتم تشبيهه كما يقال باللهجة العامية “مثل شربة المي”، كما انتقد البعض القوانين بقولهم أنه لا أمل بسوريا فكل يوم سيكون هناك ضحية جديدة وخاصة بوجود قوانين تدافع عن مرتكبي هذا النوع من الجرائم، تحت مسمى التأديب.

كما شبه آخرون سوريا بالحظيرة التي لا يمكن العيش فيها، مبدين خوفهم من أن حياة الناس معرضة للهدر وسط سكوت المجتمع على ما يجري، مشيرين إلى أن سوريا أصبحت  الأولى عالميا باستباحة قتل النساء بأية حجة كانت.

إقرأ:دمشق: قتلها بدم بارد ليتزوج غيرها

المحامي العام يوضح

المحامي العام الأول بدمشق، محمد أديب مهايني، قال إن قضية آيات الرفاعي لا تزال قيد النظر في محكمة الجنايات الأولى، ولم يصدر فيها أي حكم حتى الآن، نافيا كل ما يتم تداوله عن تبرئة زوجها.

وأوضح المهايني، في تصريحات لصحيفة “الوطن” المحلية، بعد ظهر اليوم الأحد، بأن زوج الرفاعي ووالديه المتهمين بقتل المغدورة، لا يزالون موقوفين ولم يتم إخلاء سبيل أي شخص منهم حتى الآن.

وكانت قصة آيات الرفاعي بدأت يوم 2 كانون الثاني/ يناير الماضي، حين شارك السوريون على مواقع التواصل الإجتماعي ورقة نعوة للرفاعي، التي توفيت في “ظروف غامضة” آنذاك، وتناقلوا منشورا يتهم زوجها ووالدته بقتلها.

واستطاع موقع “الحل نت” في ذلك الوقت، الوصول إلى مصادر تواصلت مع مشفى المجتهد، ليتم التأكيد على أن آيات الرفاعي وصلت إلى المشفى متوفية ولم تتوفى هناك، ورفض المصدر حينها  ذكر اسمه لأسباب اجتماعية وأمنية على حد قوله.

قد يهمك:المحامي العام الأول بدمشق يكشف عن مرتكبي جريمة قتل الشابة آيات

الزوج ووالديه هم القتلة

لم يمض يومان على مقتل آيات الرفاعي، حتى كشف المحامي العام في دمشق عن مرتكبي الجريمة، حيث قال إن الفاعلين هم زوجها ووالده وأمه وأن السبب الرئيس للوفاة هو الضرب بواسطة عصا على الرأس ومن ثم ضرب رأسها بالحائط مؤكدا أن العدالة ستأخذ مجراه.

ونشر المهايني في ذلك الوقت، عبر صفحة وزارة العدل تعليقا على قصة آية ما يلي: “توضيحا لما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي حول وفاة المدعوة آيات الرفاعي، أكد المحامي العام الأول بدمشق القاضي أديب مهايني أنه تم الاعتداء بالضرب على الرفاعي ما أدى إلى وفاتها، وتم إلقاء القبض على الفاعلين والتحقيقات جارية لمعرفة حيثيات القضية”.

وكانت آيات تزوجت  في عمر صغير وسكنت مع عائلة زوجها في منزل واحد، وعانت من سيطرة والدته ومعاملة زوجها الصعبة، وكانت تتعرض للضرب من قبل زوجها وأمه، في حين تحملت الفتاة الصغيرة أعباء المنزل كاملة وكانت تقف في طوابير الخبز والغاز، كما أنها كانت مكلفة بإحضار كل ما يخص المنزل. فيما لم تحظ بأية عناية أو اهتمام من قبل الزوج أو عائلته.

من الجدير بالذكر، أن جرائم قتل النساء من قبل أحد أفراد العائلة كالأخ أو الأب أو الزوج أو غيرهم هي ممارسات شائعة. وتشير بعض الإحصائيات إلى أن سوريا مصنفة الخامسة عالميا. أما عربيا فهي الثالثة من بين الدول التي تنتشر فيها جرائم قتل النساء باسم “جريمة الشرف”.

إقرأ:ذهب ليسرق فقُتل على يد “عشيق” زوجته.. القصة كاملة في حماة

وكان مجلس الشعب السوري وافق في آذار/مارس العام الماضي، على مشروع القانون المتضمن إلغاء المادة 548 من قانون العقوبات الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 148 لعام 1949 والتي كانت تمنح العذر المخفف لمرتكبي ما يسمى “جرائم الشرف”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.