تستمر أزمة تضخم الأسعار في تركيا مؤثرة بذلك على أسعار إيجارات المنازل، حيث أعلن معهد الإحصاء التركي عن معدل الزيادة المسموح للمؤجر بتحديدها في إيجارات المنازل خلال شهر حزيران/ يونيو الحالي، لتصل إلى 39،33 بالمئة.

وبات كل من انتهى عقد إيجاره في شهر حزيران/ يوليو الحالي معرّض لهذه الزيادة، فمن كان إيجار منزله 1000 ليرة تركية، يمكن للمؤجر زيادة الإيجار لتصل إلى 1393،3 ليرة تركية.

ويبدو أنه لا يلتزم الكثير من المؤجرين عن تحديد الزيادة بهذه النسب في الوقت الذي يخشى فيه لاجئون سوريون من تقديم شكاوى بحقهم خوفا من حصول أية مشكلة قانونية لهم.

ومنذ بداية العام الحالي، ارتفعت أسعار إيجارات المنازل في تركيا بشكل جنوني قابله في ذلك ارتفاع نسب الزيادة السنوية على قيمة الإيجار، فيما تحضر وزارة العدل التركية قانونا مؤقتا لتنظيم أسعار إيجارات المنازل.

ما آثاره على السوريين في تركيا؟

ارتفعت الأزمات الاقتصادية لدى اللاجئين السوريين في تركيا حيث أثرت عليهم بشكل مباشر وامتدت لمعظم مناحي الحياة، فيما تفيد شهادات للاجئين سوريين، أن بعض أصحاب المنازل رفعوا عليهم الإيجارات لأرقام مضاعفة.

ويقول عبد القادر وهو لاجئ سوري يقيم في غازي عنتاب لـ “الحل نت”: إن “صاحب المنزل رفع الإيجار عليه من 1400 إلى 2500 ليرة تركية، وكان يفكر بترك المنزل ولكن بعد أن اطلع على أسعار الإيجارات الجديدة استسلم للأمر الواقع”.
وحسب حديثه، فإن قيمة إيجار المنزل أثر على معيشته بشكل كبير وبات يكاد يصل الشهر بشهره من حيث تغطية التكاليف المعيشية.

من جهته، يقول بلال شغري وهو لاجئ سوري آخر يقيم في غازي عنتاب، لـ “الحل نت”: إن “صاحب منزلهم رفع الإيجار 200 ليرة تركية في بداية السنة، وبعد مرور شهرين عاد ورفع الإيجار 200 أخرى، ليصبح إيجار المنزل اليوم 2000 ليرة تركية”.

ويكمل، أن هذه الزيادة لم تكن كبيرة على عكس الزيادات التي فرضت على مستأجرين سوريين آخرين يعرفهم يقيمون في المدينة.

ويأتي التأثير الكبير لزيادة الإيجارات على اللاجئين السوريين كون الغالبية العظمى منهم مستأجرين لمنازل وليسوا مالكين لها.

إقرأ:السوريون في تركيا..هل حان وقت الترحيل؟

أزمة إيجارات خانقة على السوريين

ترافق أزمة الإيجارات وارتفاع نسب الزيادة الشهرية في قيمتها بشكل مستمر، مشكلة أخرى ألا وهي إيجاد منزل بسعر معقول للإيجار إضافة إلى موافقة المؤجر على تأجير السوريين.

ومع انتشار خطابات الكراهية والعنصرية بحق اللاجئين السوريين في تركيا، بات يمتنع بعض المؤجرين الأتراك عن تأجير السوريين منازلهم، ما ضيق الخيارات أمام السوريين الذين يبحثون عن منزل للإيجار.

وزاد من أزمة البحث عن منزل للإيجار في تركيا على السوريين هو تحديد أحياء محظور على السوريين تثبيت عناوينهم فيها وتأثير ذلك على فعالية قيد وثائق “الكيملك” التي يحملونها، ما جعلهم مجبرين على البحث عن منزل في أحياء أخرى.

قد يهمك:تركيا تخطط لإعادة مليون ونصف لاجئ إلى سوريا خلال 15 شهر

وكانت قد أصدرت وزارة الداخلية التركية، قرارا في شباط /فبراير الماضي، منعت فيه الأجانب بما فيهم السوريين من تقييد نفوسهم في 800 حي تتوزع في 52 ولاية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.