السويداء تعود من جديد إلى واجهة الأحداث في الجنوب السوري، حيث تعد العلاقة بين الفصائل المحلية، والأجهزة الأمنية والميليشيات الإيرانية الداعمة لها متوترة، وقابلة للإنفجار في أي وقت، وفي هذه المرة كان انفجار هذه العلاقة في بلدة خازمة إحدى أصغر بلدات المحافظة.

ما سبب الاشتباكات؟

مصدر محلي قال لموقع “الحل نت” اليوم، أن الأمن العسكري يتهم قوة مكافحة الإرهاب المحلية، بسلب سيارة تابعة لفرع السويداء يوم أمس، في بلدة خازمة مع عنصر أمني، وبناء على هذا الاتهام استنفرت قوات الأمن العسكري في السويداء، تساندها ميليشيا الدفاع الوطني “المدعومة إيرانيا” بحجة استرجاع السيارة.

وأضاف المصدر،أن هذه القوات توجهت صباح اليوم نحو بلدة خازمة في ريف السويداء الشرقي، حيث اندلعت اشتباكات بين الطرفين، أدت لسقوط جرحى بينهم الطفل سلطان الحكيم ابن قائد قوة مكافحة الإرهاب في المنطقة، سامر الحكيم.

وبين المصدر، أن الأمن العسكري، والدفاع الوطني، من خلال هذه العملية يسعون للسيطرة على البلدة التي تعتبر من الطرق المهمة لتجارة المخدرات وتهريبها نحو الأردن.

من جهة أخرى، أفادت مواقع محلية، أنه تم تسجيل عدة إصابات في صفوف الأمن العسكري، والمجموعات الداعمة لها، جراء الاشتباكات مع قوة مكافحة الإرهاب، في قرية خازمة، أقصى جنوب شرقي السويداء، وإسعاف المصابين إلى مشفى سالي.

كما صدرت مناشدات من أهالي قرية خازمة، بتحييدهم عن الاشتباكات الدائرة في القرية، والتي أدت لتضرر المنازل، وسط قلق شديد من الأهالي، بسبب اندلاع الاشتباكات داخل القرية.

وخلال ذلك، قامت قوات الأمن العسكري، والدفاع الوطني بالانتشار على أطراف القرية وحصارها، في حين لا يزال عناصر قوة مكافحة الإرهاب يتحصنون داخلها.

إقرأ:توتر أمني جديد في السويداء.. ما الأسباب الحقيقية؟

ما هي قوة مكافحة الإرهاب

في تموز/يوليو 2021 برزت مجموعة عسكرية في السويداء تحت اسم “قوة مكافحة الإرهاب” كفصيل عسكري محلي جديد، يُضاف إلى فصائل أخرى أنتجتها الحرب في سوريا.

وفي نفس الشهر من العام 2021، شكلت هذه القوة جناحا سياسيا لها أطلق عليه اسم “حزب اللواء السوري” حيث يتواجد قادة هذا الحزب خارج سوريا.

وأعلن الحزب في حينه أن هدفه، محاربة الفلتان الأمني وتجارة المخدرات في السويداء، والعصابات التي تخطف المدنيين، والتي يحمل معظمها بطاقات أمنية من الفاسدين في أجهزة الأمن التابعة للسلطة السورية.

كما أعلنت قوات مكافحة الإرهاب، في مطلع يوليو/تموز 2021، أنها ستشارك في الحرب ضد “كل من يهدد سلامة المدنيين”، وفي محاربة عودة تنظيم الدولة الذي قالت، إن عناصره في بادية السويداء تهدد سلامة القرى الشرقية.

واعتبرت هذه القوة أن تشكيلها جاء بسبب، الانفلات الأمني الكبير في الجنوب السوري وتحديدا في السويداء، وانتشار العصابات الإرهابية التي تخطف وتروع المدنيين والتي تحمل بطاقات أمنية مدعومة من أجهزة الأمن وتعمل على نشر المخدرات بين جيل الشباب.

قد يهمك:الجماعات المسلحة في السويداء: هل تقاتل العصابات بالوكالة في النزاع الأميركي الإيراني؟

من الجدير بالذكر، أن الأوضاع في السويداء توترت بشكل كبير في شباط/فبراير الماضي، بعيد صدور قرار الحكومة إلغاء الدعم عن العديد من حاملي البطاقات الذكية، ما دفع أهالي السويداء للخروج بمظاهرات واعتصامات، تخللها توترات أمنية بين فصائل محلية والأجهزة الأمنية وصلت لحد الاشتباكات في عدة مرات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.