في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية في عموم سوريا، يطالب آلاف السوريين في محافظة السويداء منذ فترة طويلة بتحسين الظروف المعيشية والاستقلال عن حكومة دمشق، ويبدو أن الحكومة من جانبها تحاول إخماد الاحتجاجات الشعبية بطريقة أو بأخرى.

حيث قطعت مجموعات أهلية في بلدة المزرعة بريف محافظة السويداء الغربي الطريق المؤدية إلى البلدة، مطالبة بعدم حضور محافظ السويداء إليها، إلا بعد توفير احتياجات السكان من المحروقات والمواد الأساسية.

وعقب الحادثة عقدت اللجنة الأمنية اجتماعا في مبنى المحافظة بحضور جميع رؤساء الأفرع الأمنية وقائد الدفاع الوطني وسكرتير فرع حزب البعث، وفقا لموقع “السويداء 24” المختص بشأن المحافظة.

اجتماع أمني طارئ

وضمن الاجتماع الطارئ للجنة الأمنية في محافظة السويداء قبل عشرة أيام، وبّخ محافظ السويداء نمير مخلوف، قادة الأفرع الأمنية، وطلب منهم مغادرة الاجتماع، على خلفية منع جماعة أهلية في بلدة المزرعة، زيارة له كانت مقررة إلى البلدة، وفقا لموقع “السويداء 24” في تقرير نشرته يوم أمس.

وأكدت مصادر خاصة للموقع الإعلامي أن مخلوف أصر على التوجه إلى بلدة المزرعة، لاعتقاده أنه يستطيع التفاوض مع شباب البلدة. مع العلم أن رؤساء الأفرع الأمنية طالبوه بعدم الذهاب خوفا من توتر الأوضاع.

فيما رد مخلوف عليهم بلهجة غاضبة، ملاما إياهم بتدهور الوضع الأمني ​​في السويداء، وطلب منهم المغادرة، بعد أن تحدث بحدة لرئيس فرع الأمن العسكري.

وعلى الرغم من نفي مصدر في المحافظة لهذه التفاصيل، لكن مصادر مطلعة على الاجتماع أكدتها، وقالت إن انتشار هذه المعلومات قد تضر بالمحافظ، الذي يبدو أنه بات مدركا للدور السلبي الذي تلعبه بعض الأفرع الأمنية في المحافظة، ومدى ارتباطها بجماعات مسلحة متورطة بانتهاكات في المدينة.

قد يهمك: هذه أسباب استمرار التوتر الأمني في السويداء

فلتان “أمني”

وبحسب الموقع الإعلامي، فمنذ تعيين مخلوف محافظا للسويداء أواخر العام الماضي، شهدت المحافظة توترات وصدامات أمنية بين مجموعات محلية محسوبة لشعبة المخابرات العسكرية، وأجهزة تابعة لوزارة الداخلية السورية، مثل “الشرطة”و”قوات حفظ النظام” التي يبدو أن مخلوف حاول تفعيل دورها بعد وصوله إلى السويداء.

وبرز صراع خفي بين المخابرات العسكرية، والجهات التابعة لوزارة الداخلية، كانت معالمه واضحة عند هجوم جماعات أفرادها يحملون بطاقات شعبة المخابرات العسكرية السورية، على قيادة الشرطة مرتين متتاليتين خلال الأشهر الماضية.

كما وعمقت السياسة الأمنية التي تتبعها أجهزة المخابرات في محافظة السويداء، الحالة “الميليشياوية”، وساهمت في ترسيخ حالة الفلتان الأمني، حيث تفشت جرائم القتل والخطف وغيرها، وفقا للموقع المحلي.

دخل صراع الجماعات المسلحة في السويداء مرحلة جديدة، بعد ظهور جماعة جديدة، تطلق على نفسها اسم “المقاومة الشعبية”، ويؤكد معظم المتابعين أنها تتبع عمليا لإيران.

هذا ويبدو أن هذه الجماعة قد دخلت في اصطدام مع قوة مكافحة الإرهاب، التابعة لحزب اللواء السوري، الذي يعتبر مواليا للولايات المتحدة. إذ تقوم الجماعتان حاليا بعمليات اغتيال وخطف متبادل، وتسلّم “المقاومة الشعبية” المخطوفين للأجهزة الأمنية السورية، فيما سلمت قوة مكافحة الإرهاب بعض من اختطفتهم لقاعدة “التنف” الأميركية في البادية السورية.

ووسط صراع الجماعات المسلحة في السويداء يعاني ما يزيد عن ثلاثمئة ألف مواطن في المحافظة الجنوبية من تبعات الفوضى الأمنية والحوادث الدموية، منتظرين توضّح الأمور، والمآلات التي سينتهي إليها صراع العصابات في الجنوب السوري، وفقا لتقرير سابق لموقع “الحل نت”.

طرد “دوريات أمنية مشتركة”

أفاد موقع “السويداء 24″، اليوم، أن مقاتلي حركة “رجال الكرامة” طردوا دوريات أمنية مشتركة من دوار الجرة في مدينة السويداء، وبالمثل، طردت مجموعة “أحرار جبل العرب”، دوريات أمنية مشتركة عن طريق المستشفى الوطني في المدينة.

وذلك ردا على اعتقال الأجهزة الأمنية السورية لأحد أعضاء وفد ديني من دروز لبنان، أثناء قدوم الوفد إلى سوريا للقيام بواجب عزاء وفاة والدة شيخ عقل الطائفة في سوريا.

وأردف الموقع الإعلامي، إن وفدا من شيوخ الطائفة في لبنان جاء لتقديم العزاء في وفاة والدة سماحة الشيخ العقل حكمت الهجري. وأضاف أن الأجهزة الأمنية السورية اعتقلت أحد أعضاء الوفد اللبناني وهو من عائلة آل زين الدين.

وأن الأجهزة الأمنية أفرجت عن المعتقل، نتيجة ضغوط كبيرة من مشايخ الطائفة في سوريا، وتحشيد الفصائل المحلية في محافظة السويداء، التي حذرت من التصعيد في حال لم تفرج السلطات عن المعتقل، بحسب مصدر مطلع للموقع الإعلامي.

ورغم إفراج السلطات السورية عن الشيخ الموقوف، إلا أن حالة غضب شهدتها المدينة، إذ انتشرت حركة “رجال الكرامة” ومجموعة “أحرار جبل العرب” وجماعات أهلية أخرى، وطردت دوريات الأمن المنتشرة في شوارع السويداء.

قد يهمك: الجماعات المسلحة في السويداء: هل تقاتل العصابات بالوكالة في النزاع الأميركي الإيراني؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.