تتزايد التوجهات الأوروبية لمخالفة قوانين اللجوء الدولية من خلال السعي لترحيل اللاجئين، وخاصة السوريين من عدة دول أوروبية، فبريطانيا باتت قاب قوسين أو أدنى من ترحيل أول دفعة من اللاجئين السوريين المتواجدين على أراضيها نحو رواندا.

بريطانيا تختار السوريين كأول المُرحلين

من المقرر أن تتم أول عملية لترحيل طالبي لجوء سوريين من بريطانيا إلى رواندا يوم غد الثلاثاء، وبحسب تقرير لموقع “الجزيرة“، نشر في التاسع من الشهر الحالي، فإن أول دفعة سيتم ترحيلها ستكون من طالبي اللجوء السوريين وعددهم حوالي 15 شخصا كلهم وصلوا للبلاد بمفردهم وليس رفقة أسرهم.

وأضاف التقرير، أنه بعد ترحيلهم ستبدأ عملية دراسة طلبات لجوئهم وبعدها يمكنهم الحصول على حق البقاء والعيش في رواندا.

التقرير نقل عن عثمان مقبل رئيس مؤسسة “سوريا للإغاثة” في بريطانيا، خوفه من أن يكون لطالبي اللجوء السوريين حصة الأسد من عملية الترحيل هذه، والذي أكد أن العديد من المؤسسات تعمل على تعطيل عملية الترحيل، لكن الحكومة البريطانية تتعامل بمنطق أصم ولا ترد على أحد لأنها تعلم أن لديها أغلبية مطلقة في البرلمان، بحسب تعبيره.

ووصف مقبل، طالبي اللجوء السوريين بأنهم “الحلقة الأضعف وهناك رسالة تريد الحكومات الغربية إيصالها لهم وهي العودة إلى سوريا تحت مبرر أنها باتت آمنة”، مؤكدا أن الشهادات التي حصل عليها من السوريين “تؤكد أن كل من يعود إلى دمشق يختفي”.

إقرأ:الدنمارك تستعد لنقل لاجئين إلى رواندا.. ما خطر ذلك على السوريين؟

تحضيرات الترحيل أُعدت مسبقا

بحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”، فقد بدأ المسؤولون في وزارة الداخلية البريطانية، مطلع الشهر الحالي، بإصدار توجيهات رسمية للدفعة الأولى من المهاجرين الذين سيتم نقلهم جوا إلى الدولة الإفريقية رواندا، والذين سيغادرون في 14 من حزيران/يونيو الحالي.

وحسب خطة تجريبية مدتها خمسة أعوام، يتم إرسال بعض طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى بريطانيا إلى رواندا، حيث ستتم معالجة طلباتهم في أثناء وجودهم هناك.

في حين سمحت محكمة بريطانية بنقل طالبي لجوء من المملكة المتحدة إلى رواندا على الرغم من محاولة نشطاء وقف عملية الترحيل المقررة يوم غد الثلاثاء، وبموجب سياسة الحكومة البريطانية، سيتم نقل أولئك الذين يدخلون المملكة المتحدة بشكل غير قانوني إلى رواندا لتقديم طلبات لجوء هناك.

وكانت الحكومة البريطانية، أقرت في منتصف نيسان/أبريل الماضي قانونا جديدا يقضي بترحيل طالبي اللجوء الواصلين إلى المملكة منذ مطلع العام الحالي إلى رواندا، بموجب تطبيق قانون الهجرة البريطاني الجديد، حيث قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، في ذلك الوقت، أن عشرات الآلاف من المهاجرين غير المصرح لهم الذين يبحثون عن ملاذ في المملكة المتحدة، سيتم نقلهم جوا لمسافة تزيد على 4000 ميل إلى رواندا بموجب مجموعة جديدة من سياسات الهجرة الجديدة.

من جهة ثانية، أعلنت الدنمارك في العشرين من شهر أيار/مايو الفائت، بدء محادثات مع رواندا لنقل اللاجئين إليها، أسوة ببريطانيا التي وقعت اتفاقا بهذا الشأن مع البلد المذكور الأسبوع الماضي، وذلك في إطار سعي بعض الدول الأوروبية للتخفيف من عدد اللاجئين على أراضيها.

وفيما يتعلق باللاجئين السوريين، فإنه على خلاف الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي تعتبر الدنمارك سوريا آمنة لعودة اللاجئين منها، ولكن نظرا لأنه يمكن تجنيد الرجال في الجيش وغالبا ما يكون لدى النساء الأكبر سنا أطفالا مسجلون في المدارس الدانماركية، فإن السياسة الجديدة تؤثر في الغالب على شريحتي الشباب واللاجئين الأكبر سنا، حيث تعمل الدنمارك مؤخرا وفق سياسة “صفر طلبات لجوء”، بحسب تقرير “الحل نت”.

الحقوقي السوري بسام الأحمد، قال في حديث سابق، لـ”الحل نت”، أن السياسة التي تتبعها الدنمارك وبريطانيا، تخالف المواثيق والقوانين الدولية، المتعلقة بطريقة التعامل مع طالبي اللجوء والفارين من مناطق الحروب، فهي تحاول الالتفاف على القوانين عبر الادعاء أن هناك مناطق آمنة في سوريا.

وأشار الأحمد، إلى أنه من الممكن أن تبدأ الدول الأوروبية الأخرى بإجراءات مماثلة، وحول ذلك يضيف: “ممكن جدا أن تتوسع هذه الإجراءات وتشمل دول أخرى. الموقف الأوروبي من المهاجرين تغير، ليس هو الموقف ذاته الذي كان عام 2015 مثلا، لأسباب عديدة منها اليمين المتطرف، إضافة لحديث تركيا أنها أنشأت مناطق آمنة شمال سوريا، وهذا طبعا غير صحيح.

قد يهمك:خيارات سفر جديدة للسوريين بعد تضييق تركيا والدول العربية والأوروبية

هولندا على خطى الدنمارك وبريطانيا

صحيفة “فولكسكرانت” الهولندية نشرت تقريرا، في 29 نيسان/أبريل الماضي، تحدثت فيه عن احتمالات إعادة هولندا لاجئين سوريين، على خطى الدنمارك، وذلك بعد أن أعلنت هولندا أن سوريا آمنة، ويمكن إعادة لاجئين إليها.
وبحسب التقرير، فإن عملية الإعادة تتعلق بالأشخاص الذين ليس لديهم تصريح إقامة دائمة بعد، لأن وجودهم في هولندا لم يتجاوز خمس سنوات، أو لم يجتازوا امتحان الاندماج حتى الآن، وعددهم نحو 90 ألف، بحسب متابعة “الحل نت”.

الصحيفة نقلت عن مختصين في قانون الهجرة، أنه بعد تحديد سوريا آمنة يجب فحص كل شخص، وما إذا كان بإمكانه العودة بأمان إلى سوريا، مضيفة أنه من الناحية العملية، لا يزال الترحيل إلى سوريا مستحيلا، لأن ذلك يتطلب التعاون مع دمشق، التي قطعت هولندا علاقاتها الدبلوماسية معها عام 2012.

قد يهمك:الترحيل يقلق معظم اللاجئين السوريين في تركيا

وعلى الرغم من ذلك، يخشى هؤلاء القانونيون أن تتخذ الحكومة الهولندية خطوات مماثلة للدنمارك وبريطانيا في المستقبل المنظور، وسط زيادة الدعوة في المجتمع إلى اتباع نهج أكثر صرامة تجاه اللاجئين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة