إسرائيل ولبنان، على قائمة التوترات الجديدة في المنطقة، إثر الخلاف بين الطرفين على ترسيم الحدود، حيث وجهت إسرائيل خطابا تصعيديا إزاء لبنان متوعدة بنشوب حرب غير مسبوقة بسبب التوتر الذي نشأ بين البلدين على خلفية الحدود البحرية بينهما والمناطق المتنازع عليها. فهل يمتد التصعيد الذي قد يستهدف لبنان إلى سوريا؟

تهديدات متبادلة

رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي قال في بيان له يوم أمس الأحد، “لقد حددنا آلاف الأهداف في لبنان بينها منظومات صواريخ يمتلكها العدو وسندمرها في حال نشوب حرب”، في إشارة منه لـ”حزب الله” اللبناني.

وأضاف كوخافي، “كل الأهداف موجودة في خطة الهجوم، لاستهداف مقار القيادة والقذائف الصاروخية والراجمات ومزيد من هذه الأهداف، كل ذلك سيتم ضربه في لبنان”، موضحا أن إسرائيل ستعطي تحذيرا مسبقا لسكان الحدود اللبنانية للمغادرة قبل اندلاع أي حرب.

تصريحات كوخافي جاءت بعد أيام من إعلان “حزب الله” اللبناني، أنه قادر على منع إسرائيل من استخراج النفط والغاز من المنطقة البحرية المتنازع عليها جنوبي البلاد، في حين لم يصدر تعليق فوري من لبنان حول التصريحات الأخيرة.

الصحفية اللبنانية سوسن مهنا، ترى خلال حديثها لـ”الحل نت”، أن الخلاف جاء على خلفية توقف مفاوضات ترسيم الحدود، والخلاف هو على الخطين 23 و29، “للبنان حق قانوني في الخط 29، لكن الحكومة اللبنانية تحاول الهروب نحو الخط 23 وحسن نصرالله صرح أنه سيقف خلف قرار الحكومة”.

من جهتها، الصحفية والكاتبة اللبنانية، منى فياض، ترى خلال حديثها لـ”الحل نت”، أنه في هذا الشهر (حزيران) لن تتضح الأمور كثيرا، والتجاذبات بين الأطراف ستبقى؛ مع الأخذ بعين الاعتبار أن التصعيد وارد جدا، وكل الاحتمالات واردة، على الرغم من أنه لن يسمح أحد من الأطراف الدولية بالذهاب نحو الحرب.

قد يهمك:تفاصيل جديدة حول هجمات إسرائيل على مطار دمشق الدولي

لا أحد يرغب بالحرب؟

رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، أعلن أمس عن تحديد آلاف الأهداف بينها منظومة الصواريخ والقذائف والراجمات التي سيتم ضربها في حال نشوب حرب مع لبنان، مضيفا أن إسرائيل قامت ببلورة آلاف الأهداف التي سيتم تدميرها في منظومة الصواريخ والقذائف التي يمتلكها خصمهم في لبنان.

ولكن العالم بشكل عام يعاني من توترات كبيرة وتداعيات سلبية نتيجة للغزو الروسي لأوكرانيا، ونشوب حرب جديدة في منطقة أخرى كالشرق الأوسط من المؤكد أنها ستزيد الأمور سوءا بشكل لا يمكن وقفه لاحقا.

سوسن مهنا، ترى أن التصعيد الإسرائيلي هو تصعيد إعلامي، فإسرائيل حاليا لن تستطيع الدخول بحرب، وفي لبنان لا أحد يرغب بأي تصعيد في لبنان، حتى الدول الكبرى والسعودية وإيران التي تعاني موقفا صعبا بعد تجميد المفاوضات الخاصة بالملف النووي، وتريد مهادنة المجتمع الدولي.

وبالإضافة لذلك، فإن هناك وضعا داخليا لبنانيا يضغط على “حزب الله”، كذلك فإن إسرائيل لديها مشاكل داخلية أيضا، “لذلك لن يكون هناك حرب، حتى وإن حدثت بعض المناوشات وإطلاق بعض الصواريخ على الحدود”.

وأيضا منى فياض، ترى أن لبنان غير قادر على احتمال حرب جديدة، فحسب الوضع الكارثي الحالي بلبنان، فإن أي حرب ستكون بمثابة ضربة قاضية لـ”حزب الله”، “على الرغم من ذلك فإن التجاذبات موجودة بين الطرفين، ولكن التصعيد حاليا تصعيد كلامي”.

إقرأ:قواعد لعب جديدة في سوريا بين إسرائيل وإيران

أين سوريا من التصعيد ضد لبنان؟

التصعيد الإسرائيلي ضد الأهداف الإيرانية في المنطقة، وحتى الحيوية السورية لم يتوقف منذ سنوات، وكانت الضربة الإسرائيلية فجر يوم الجمعة الماضي على مطار دمشق الدولي وإخراجه من الخدمة هي الأخيرة حتى الآن، ولكن جميع المؤشرات، تؤكد أن الهجمات الإسرائيلية لن تتوقف، ولكن حتى الآن لم ترتبط الهجمات على سوريا باستهداف إسرائيل للبنان.

منى فياض، تعتقد أن أي تصعيد يربط سوريا ولبنان، سيكون متعلقا بكيفية رد حكومة دمشق على استهداف المطار، ومدى تدخل “حزب الله” وإيران بهذا الرد لو حصل، فتدخل الحزب إلى جانب دمشق سيجر البلدين لحرب مع إسرائيل.
وكذلك أشارت سوسن مهنا، إلى أن التصعيد الإسرائيلي في سوريا لم يتوقف، ولا تزال إسرائيل تستهدف سوريا، وذلك سيستمر.

قد يهمك:متى سيتوقف القصف الإسرائيلي على سوريا؟

من الجدير بالذكر، أن كل الاحتمالات مفتوحة لحدوث تصعيد محدود على الحدود بين إسرائيل ولبنان، لكن الأوضاع الدولية والإقليمية، ووضع الملف النووي الإيراني قد تمنع من نشوب حرب كتلك التي وقعت في العام 2006 في لبنان.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة