في إطار المتغيرات السياسية الدولية الأخيرة، جرت العديد من التحركات على الساحة الدولية وبشكل خاص في الشرق الأوسط وكان من أبرزهم إسرائيل، لما لها صراعات مع عدة دول في المنطقة وأبرزهم إيران.

سياسة “السماء المفتوحة” في سوريا

في مقابلة صحفية، قال السفير الروسي في إسرائيل، أناتولي فيكتوروف، إن روسيا وإسرائيل ما تزالا صديقتين، وفقا لما نشرتها صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، يوم أمس.

وأردفت الصحيفة الإسرائيلية، “حتى الآن” هي كلمة المفتاح، وقد وضعت إسرائيل في معضلة معقدة في مسألة أوكرانيا. وإن ترددها حتى قررت الانضمام لقرار الجمعية العمومية في شباط/فبراير، الذي أدان غزو روسيا لأوكرانيا وألعاب الوساطة التي قام بها رئيس الحكومة نفتالي بينيت، وامتناع إسرائيل عن الانضمام للعقوبات التي فرضت على روسيا، إنما استهدفت في الواقع الحفاظ على “الصداقة” مع روسيا، التي ضمنت حتى الآن حرية عمل إسرائيل في سوريا، ويبدو أن روسيا بدأت تفقد الصبر.

بعد الهجمات الإسرائيلية على سوريا يوم الخميس الفائت، أفاد الأدميرال أوليغ غيور افلوف، رئيس المركز الروسي للمصالحة ومقره سوريا، أن أحد الصواريخ تم اعتراضه بصاروخ سوري مضاد للطائرات. والصاروخ السوري من إنتاج روسيا وقد تم بيعه لسوريا في صفقة أسلحة في عام 2007.

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية بأن الشكل العلني للاعتراض، ولا سيما من قبل ممثل روسي رفيع المستوى، هو أكثر من مجرد علامة على أن روسيا ستفحص سياسة “السماء المفتوحة” التي تعطيها لإسرائيل.

قد يهمك: ما سر غموض الموقف الإسرائيلي من الغزو الروسي لأوكرانيا؟

التنسيق الروسي-الإسرائيلي ضد إيران في سوريا

في سياق متصل، أكد مصدر عسكري إسرائيلي للصحيفة أن “إسرائيل تحاول السير بحذر على الحبل الدقيق، لكن الحديث لم يعد فقط عن الحذر العملياتي، وعدم المس بالأهداف الحساسة لروسيا، مثل قواعد الجيش السوري، بل عن اعتبارات سياسية. لم يتم مس التنسيق الجوي حتى الآن. لأننا نعلم أن الجدول الزمني آخذ في التقلص، فربما يتعين علينا زيادة وتيرة الهجمات الجوية”.

وفي حديث سابق للكاتب السياسي، عمر قدور، مع موقع “الحل نت”، أشار إلى أن التفاهم الروسي-الإسرائيلي قائم ضمن الخطوط العامة، وأحيانا في التفاصيل يكون هناك تبادل للرسائل. “مثلا طريقة التصدي للقصف الإسرائيلي وتشغيل أنظمة دفاع جوي، وكذا الرد الإسرائيلي الذي حدث بقصف مواقع دفاع جوي للأسد”.

وأضاف قدور، أن هناك اتفاق بين موسكو وتل أبيب مفاده ألا تصدر الثانية أسلحة لأوكرانيا، وهذا بالنسبة لإسرائيل له ثمن في الجانب السوري. وحتى الآن إسرائيل خارج الاستقطابات الحادة، ولا أظنها ستكون من ضمنها إلا إذا سار الوضع الدولي إلى تأزم شديد الخطورة.

كذلك، قال الباحث السياسي، كريم شفيق، في وقت سابق لموقع “الحل نت”، أن الضربات الإسرائيلية على سوريا تتم بالتنسيق بين الجانبين الروسي-الإسرائيلي وبشكل غير مباشر، وكل هذا بالتأكيد يحدث بموافقة موسكو، وإذا تم اتفاق نووي قريب، أعتقد أن موسكو ستترك النقاط الإيرانية في مرمى الضربات الإسرائيلية، طالما أنها لا تضر بمصالحها، وكذلك لا تمانع في تقليص الوجود الإيراني في سوريا.

وهو ما أكدته الصحيفة الإسرائيلية، بأن التنسيق العسكري في سوريا بين روسيا وإسرائيل يرتكز حتى الآن على المصالح المشتركة، الذي هدفه منع وصد تمركز إيران في سوريا. حيث استقبلت إيران هذه التفاهمات بامتعاض.

كذلك، سبب هذا التنسيق الروسي-الإسرائيلي في إبعاد إيران عن الساحة الاقتصادية في سوريا وسيطرة موسكو على حقول النفط هناك. وأضيف إلى ذلك مطالبة روسيا من الولايات المتحدة الإعفاء من العقوبات بشأن عقد صفقات مستقبلية مع سوريا عندما سيتم التوقيع على الاتفاق النووي. وهذا طلب أثار ردا غاضبا من إيران؛ فقد اعتبرته مناورة روسية تستهدف أن تحقق منه روسيا مسارا يتجاوز العقوبات على حساب إيران، وفقا لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية.


وثمة عدة أسباب أخرى ما يقلق إسرائيل، فحسب تقارير صحفية، تخفف روسيا من قواتها في سوريا، من بينها مئات المرتزقة من منظمة “فاغنر” من أجل تعزيز منظومتها العسكرية في أوكرانيا. ويحتل مكانهم الآن ميليشيات إيرانية.

وبحسب تقارير إعلامية، فإن الانتشار الإيراني الجديد تم بناء على طلب الرئيس السوري بشار الأسد وبموافقة روسيا. ويشير إلى اعتماد حكومة دمشق على القوى البشرية الإيرانية لسد الفجوة التي خلفتها القوات الروسية.

وبالتالي، فإن التوتر بين إيران وروسيا قد يبقي على التفاهمات بين روسيا وإسرائيل مستمرة. بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد لدى إيران رد جوي على الهجمات الإسرائيلية في سوريا. لكن كلما زاد اعتماد حكومة دمشق على القوات الإيرانية في حال إضعاف القوات الروسية في سوريا، يمكن أن تقف إسرائيل أمام “قواعد لعب جديدة”.

قد يهمك: متى سيتوقف القصف الإسرائيلي على سوريا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة