منذ بداية الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية قبل نحو 50 يوما، لم تعلن إسرائيل عن موقفها الصريح من هذا الغزو، وذلك رغم بعض التصريحات الإسرائيلية التي عكرت أجواء العلاقات الروسية الإسرائيلية بعد أن شهدت العلاقات بين الجانبين تفاهمات عديدة خلال الأشهر الماضية.

حذر إسرائيلي

تحاول إسرائيل أن تكون حذرة في تصريحاتها المتعلقة بما يجري في أوكرانيا، ما يعكس الرغبة الإسرائيلية في مسك العصا من المنتصف، في إطار صياغة موقف تل أبيب من غزو القوات الروسية لأوكرانيا.

محللون رأوا أن موقف إسرائيل هو رافض لغزو أوكرانيا، إلا أنها لا تجرؤ على التصريح بذلك خوفا من تدهور العلاقات مع روسيا، نظرا للمصالح التي تجمع الجانبين مؤخرا، فيما يرى البعض أن موقف إسرائيل نابع من الدور السياسي والاجتماعي الذي يلعبه الإسرائيليون الناطقون بالروسية من دول الاتحاد السوفييتي السابقة وخاصة رجال الأعمال الروس-الإسرائيليين المرتبطين بالكرملين.

قد يهمك: إسرائيل تخيّر الأسد بينها وإيران.. من يختار؟

فيما تجنّب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت انتقاد روسيا بشكل مباشر عموما، تاركا توجيه الإدانات لموسكو إلى وزير خارجيته يائير لبيد.

إسرائيل وسيطة؟

فيما ترى صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن إسرائيل تحاول أن تلعب دور الوساطة، بين الجانبين الروسي والأوكراني، وتجنب تعريض اليهود في روسيا وأوكرانيا لهجمات معادية للسامية، والحفاظ على العلاقة الحساسة مع الجيش الروسي في سوريا، في موقف مشابه ربما لما تحاول أن تلعبه تركيا.

ويرى الباحث في العلاقات الدولية، د.طارق وهبي، أن هناك عوامل داخلية وخارجية، تتحكم بوقوف إسرائيل على الحياد، من الغزو الروسي لأوكرانيا.

ويقول وهبي في حديثه لـ“الحل نت“: “العامل الداخلي هو الأهم لأن الخليط اليهودي القادم من شرق أوروبا وروسيا أصبح قوة سياسية واقتصادية في الأحزاب الإسرائيلية، ولذلك أي موقف باتجاه روسيا قد لا يفيد عملية الهجرة إلى إسرائيل من هذه الدول“.

ويشير وهبي إلى عامل الاستثمار الروسي داخل إسرائيل منذ بدء العقوبات على موسكو، وهو الأعلى منذ تحرير الاقتصاد الروسي والدول السابقة في الاتحاد السوفياتي، ما يصب في مصلحة تل أبيب اقتصاديا، لذلك إسرائيل لا تريد خسارة تلك الأوراق بموقف متهور ضد روسيا.

أما عن العوامل الخارجية فيؤكد الباحث في العلاقات الدولية، أن الشق الأول منه مرتبط بالحضور الروسي في سوريا، والتنسيق العالي والدقيق حول ضرب كل المواقع التي قد تكون عدوة لاسرائيل، والمعلومات الاستخبارية لاية حركة من اذرع ايران اينما كانوا على البر في البحر أو في الجو، بحسب تعبيره.

ويضيف وهبي: “الشق الثاني مرتبط بالاقتصاد وأهمها التنقيب والتسويق الغاز والنفط في المتوسط ودور ’سرائيل في المنظمة الجديدة “منتدى النفط والغاز” الذي مركزه القاهرة، وكيف روسيا وتركيا تريدان أن تمارسا ضغوطا على شرق المتوسط للدخول في هذه العملية المربحة للخمسين سنة القادمة“.

توتر في العلاقات بسبب الحرب في أوكرانيا

وكانت العلاقات بين الجانبين شهدت توترا، بعد بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، وعقب البيان الإسرائيلي بدعم تل أبيب لـ“وحدة أراضي وسيادة أوكرانيا“، في مواجهة الغزو الروسي، ردت روسيا على هذا البيان بإعلانها “عدم الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي لمرتفعات الجولان السورية“.

ويراقب محللون عن كثب مستقبل العلاقات الروسية الإسرائيلية، ومدى تأثير الغزو الروسي على العلاقات بين الجانبين، لا سيما بعد أن جمعتهما علاقات جيدة خلال الفترة الأخيرة، لا سيما فيما يتعلق بالملف السوري والاتفاق غير المباشر ربما بشأن تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا.

قد يهمك: خط إسرائيلي غير مباشر تجاه الأسد.. ما حقيقة ذلك؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة