من الواضح أن شبح ارتفاع الأسعار بدأ يخيم على كل المواد خاصة المواد الغذائية في سوريا، وما يزيد الأمور تعقيدا هو الظاهرة الغريبة التي بدأت مؤخرا هي أن تكون التكاليف في المناطق الريفية أعلى مما هي عليه في المدن الكبرى.

تفاوت بين الريف والمدينة

الأسعار بين الريف والمدينة تفاوتت بشكل كبير بالنسبة لمعظم المنتجات، فوفقا لصحيفة “الوطن” المحلية، فإن الفرق في بعض أنواع الخضار والفواكه مثلا، بلغ 50 بالمئة أو أكثر.

ونقل تقرير الصحيفة، عن عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق، ياسر اكريم، أمس الأحد، قوله إن ارتفاع أسعار المواد في الريف عن المدينة يعود إلى أجور النقل المرتفعة بين المدينة والريف، بالإضافة إلى شح المواد وقلة المنافسة وعدم حركة البيع في الريف مقارنة بالمدينة.

وتابع قائلا “بما أن القوة الشرائية في الريف أقل منها في المدينة، فإن حركة البيع أقل مما هي عليه في المدينة، مما دفع التاجر إلى رفع أسعاره لتغطية نفقاته، وفي بعض الحالات يكون التاجر قادرا على الوصول إلى هوامش ربح هائلة تصل إلى 50 بالمئة”.

وحث أكريم حكومة دمشق، على العمل على تعزيز انخراط “التجارة السورية” بشكل إيجابي في الريف، وتقديم المواد في القاعات التابعة لها بمعدل أقل من السوق في حال وجود نقص في موقع معين.

تبريرات مكررة

أسعار معظم الفواكه الصيفية ارتفعت بشكل ملحوظ في أسواق دمشق، حيث وصلت بعض أنواعها إلى أكثر من 11 ألف ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، فيما أكدت صحف محلية وجود تفاوت كبير في الأسعار بين المدينة والريف.

وبحسب صحيفة “تشرين” المحلية، تراوحت أسعار الفاكهة الصيفية المعروضة في محلات العاصمة دمشق بين 5000 و11000 ليرة سورية، إذ تراوح أسعار الخوخ بين 8 و11 ألف ليرة سورية، والمشمش بين 5 و9 آلاف ليرة سورية، والكرز من 5 إلى 10 آلاف ليرة سورية، وكيلو البطيخ الأحمر بات يكلف 1500 ليرة، وأحيانا أكثر.

وبحسب الصحيفة، عزا رئيس لجنة الرصد والمتابعة في جمعية حماية المستهلك في دمشق وريفها، أدهم شقير، ارتفاع أسعار الفاكهة إلى “قلة الإنتاج نتيجة قلة الأشجار التي كانت متواجدة في الغوطة قبل سنوات، والآن أصبحت كمية الأشجار المنتجة للفواكه في دمشق وريفها قليلة جدا”.

وتابع شقير، بأن ارتفاع التكاليف يعود إلى صعوبة النقل من المحافظات الأخرى، وكذلك ارتفاع أسعار حاملات الطاقة وأجور النقل واحتياجات العمّال والتصنيع والتصدير العشوائي.

الفواكه “للفرجة”

الأسواق السورية خلال الأيام السابقة، شهدت ارتفاعا كبيرا في أسعار فواكه الصيف رغم انخفاضها الطفيف قبل أيام مقارنة بالأسبوعين الفائتين، وهذا الانخفاض الذي حصل لم يصل بعد إلى مستوياته المعهودة والتي يجب أن تتناسب مع مستوى رواتب المواطنين بطبيعة الحال، وسط فشل حكومة دمشق في تحقيق وعودها بضبط الأسعار وتخفيف الحمل على عاتق المواطنين.

ضمن السياق ذاته، ونظرا لضعف القدرة الشرائية تحولت هذه الأنواع من الفواكه إلى مواد للفرجة في أغلب الأحيان، أو الشراء بكميات قليلة جدا أي ما يساوي حبات معدودة، بينما يواصل التجار على عرض وترتيب بضاعتهم بشكل لافت جدا من حيث تنوع الأصناف والأحجام والألوان في واجهات محالهم التجارية أو على ما يقابلها من الأرصفة المجاورة كطريقة تقليدية متبعة لجذب الزبائن للشراء.

وأكد شقير، أن الغلاء الحاصل يفوق قدرة معظم المواطنين الشرائية نتيجة قلة الرواتب والمداخيل والفجوة الكبيرة بين الدخل ولوازم الحياة الأساسية والواقع المعيشي، على حد وصفه للصحيفة المحلية اليوم السبت.

وفي ظل هذه الارتفاعات المتتالية، أصبحت فاكهة الصيف ترفا، أو قد يلجأ البعض لشرائها بالحبة الواحدة، حيث بات المواطن يوّدع كل يوم نوع من المواد الغذائية ويتساءل من التالي، وفقا لما رصده “الحل نت” عن الظروف التي وصل إليها حال السوريون.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.