عاد التشاؤم يطغى مرة أخرى على سوق الغذاء العالمي، يغذي هذا الشعور احتمالات تعطل الإمدادات من الغذاء والوقود والأسمدة، مع توقعات بأن يكون الأرز التالي على خط السلع التي ترتفع أسعارها بعد القمح.

الأزمة تطال الأرز

مواقع اقتصادية ومنها موقع “الخليج“، أكدت ارتفاع عقود الأرز الآجلة لشهر تموز/ يوليو بنسبة 0.6 بالمئة لتسجل 16.34 دولارا للقنطار.

وأظهر مؤشر أسعار الغذاء لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو“، ارتفاع أسعار الأرز الدولية للشهر الخامس على التوالي، لتصل إلى أعلى مستوى لها في 12 شهرا، وفقا لآخر بيانات مايو التي نُشرت الأسبوع الماضي.

وعلى حد قول الخبراء لـ“الخليج“، فإن إنتاج الأرز من المؤكد أنه لا يزال وفيرا، ولكن ارتفاع أسعار القمح، وارتفاع تكاليف الزراعة بشكل عام، سيجعل أسعاره ترتفع.

قناة “سي إن بي سي” الأميركية نقلت عن كبيرة الاقتصاديين في بنك نومورا الياباني سونال فارما، قولها إن أسعار الأرز تحتاج إلى مراقبة، مؤكدة أن ارتفاع أسعار القمح يمكن أن يؤدي إلى بعض الاستبدال تجاه الأرز، ما يمكن أن يزيد الطلب، ويقلل من المخزونات الحالية.

أكبر منتجي الأرز

تعد الهند والصين أكبر منتجي الأرز في العالم، واللتان تمثلان نصف إجمالي الإنتاج، وفقا للمنتدى الاقتصادي العالمي، فيما تعد فيتنام وتايلند خامس وسادس أكبر منتجي الأرز على التوالي.

وتعد أوكرانيا من أكبر المنتجين العالميين للحبوب والزيوت النباتية، لكن صادراتها هبطت بشدة منذ اندلاع الحرب يوم 24 شباط/فبراير الماضي وحصار روسيا لموانئها على البحر الأسود.

قد يهمك:بعد الأمن الغذائي.. الأمن المائي للسوريين مُهدّد

وفي هذا السياق، دعا قادة الأمم المتحدة الاثنين الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية إلى عدم فرض قيود على صادرات المواد الغذائية لتفادي مخاطر أزمة غذائية عالمية.

وتحمل الرسالة المفتوحة توقيع مفوضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه والأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية ريبيكا غرينسبان.

وكتبت المسؤولتان، في الرسالة الموجهة إلى دول منظمة التجارة العالمية قبل عقد اجتماعها هذا الأسبوع في جنيف، أن “الحرب في أوكرانيا تلحق معاناة فظيعة بالشعب الأوكراني، وزادت مخاطر الجوع والمجاعة على عشرات ملايين الأشخاص الذين باتوا على شفير انعدام الأمن الغذائي أو يعانون منه“.

وباتت الصورة داخل أسواق الحبوب مظلمة إلى حد كبير مع تراجع الاحتياطي والمخزون، وتحمل علامات مقلقة أكثر من أي وقت مضى من منظور القائمين على الأمن الغذائي.

حيث يشهد العالم بوادر أزمة غذائية حادة مع مواصلة الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى معدلات قياسية، وزيادة أسعار القمح بأكثر من 60 بالمئة منذ شهر شباط/فبراير الماضي، وارتفاع أسعار الزيوت النباتية بأكثر من 40 بالمئة، كما قفزت أسعار القمح الأوروبي بنسبة 52 بالمئة والسعر القياسي لزيت النخيل 25 بالمئة منذ شهر كانون الثاني/يناير.

زاد الصورة ظلمة فشل الأمم المتحدة والولايات المتحدة في إقناع نحو 35 دولة حول العالم فرضت حظرا على صادراتها من الحبوب بالعدول عن قرارها، وتعثر مفاوضات أنقرة التي جرت نهاية الأسبوع الماضي وسعت إلى استئناف تصدير الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود، ودفع البلدين المتحاربين لتخفيف أزمة الغذاء.

اقرأ أيضا: كيلو البوظة بـ20 ألف ليرة سوريّة.. رفاهية ومواد مسرطنة!

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.