في خضم التصعيدات الإسرائيلية المستمرة ضد المواقع الإيرانية في سوريا والتي اتخذت منعطفا جديدا خلال الأيام القليلة الماضية، خاصة مع ارتفاع وتيرة القصف الإسرائيلي على مواقع في محيط العاصمة دمشق خلال مؤخرا.

ومن الواضح أن الغارات الإسرائيلية مستمرة على سوريا، فإسرائيل التي أعلنت مرارا أن مقرات الميليشيات الإيرانية في سوريا هدف مشروع لها، تنفذ تهديداتها دون توقف، وبشكل مركز على مواقع تنشط فيها هذه الميليشيات بشكل علني.

ويبدو أن إسرائيل باتت تتخذ خطوات تصعيدية أخرى، فبحسب تقرير صحفي، فقد هددت إسرائيل رأس الحكومة السورية بشار الأسد وجاء فيه: “أحد قصور بشار الأسد يمكن أن يكون على قائمة الأهداف”. وحذرته من دعم الوجود الإيراني في سوريا وجعلها ممرا لتهريب الأسلحة النوعية.

رسالة تهديد للأسد

وضمن السياق، وعلى خليفة القصف الإسرائيلي الأخير على مطار “دمشق” الدولي، والذي أدى إلى خروجه بالكامل عن الخدمة، نقل موقع “إيلاف” الإخباري، ومقره لندن، أمس الإثنين، عن مصدر إسرائيلي كبير، لم يكشف هويته، أن إسرائيل بعثت برسالة تهديد إلى الأسد، تحذره من التستر على عمليات إيران في سوريا أو نقل الأسلحة النوعية إليها.

وجاء في رسالة التهديد، وفق المصدر الإسرائيلي، أن تل أبيب أبلغت الأسد أن “أحد قصوره سيكون هدفا في الغارة التالية التي تنفذها المقاتلات الإسرائيلية في سوريا”.

وفي إطار قصف إسرائيل مطار دمشق الدولي، الجمعة الفائتة، تقول إسرائيل إنها استهدفت خط تهريب إيراني جديد يستخدم الطيران المدني لنقل معدات قتالية.

الأمر اللافت في هذا الخبر، أن الصحافة الإسرائيلية، من بينها صحيفة “معاريف”، نقلت هذا التهديد عن موقع “إيلاف” أيضا، من دون تأكيد أو نفي.

وحول الضربة الجوية الإسرائيلية الأخيرة على دمشق، رأى الباحث السياسي عصام زيتون، في حديث سابق لموقع “الحل نت”، أن تصاعد القصف الإسرائيلي على مواقع عسكرية في العاصمة دمشق، مرتبط بتزايد النشاط الإيراني في مناطق الجنوب السوري، وذلك في محاولة من القوات الإيرانية ملء الفراغ الذي تتركه القوات الروسية في المنطقة.

وأردف زيتون في حديثه، “الاستهدافات الإسرائيلية لشحنات الأسلحة الإيرانية في سوريا، لا ترتبط بأي تطور سياسي.. زيادة النشاط الإيراني نتيجة محاولته لملء الفراغ الذي تتركه القوات الروسية، أدى ذلك لزيادة النشاط الإسرائيلي لضرب الشحنات الإيرانية في دمشق ومحيطها”.

ويعتقد زيتون أن زيادة النشاط الإيراني في المنطقة، ربما سيؤدي لنشوب حرب إقليمية، لا سيما وأن إسرائيل لن تسمح لإيران باستمرار توسيع نفوذها في سوريا، والعديد من دول منطقة الشرق الأوسط.

وحول ذلك يضيف الباحث السياسي: “سوف نشهد في الفترة القادمة مواجهات أكبر، ومن غير الممكن أن نتوقع شيء غير نشوب حرب إقليمية، هناك تطورين خطيرين حصلا مؤخرا، أولا الغارة قبل الأخيرة على مواقع بريف دمشق، أُطلقت صواريخ إس من مضادات الطيران التي تملكها دمشق ويديرها الروس، هناك أيضا مناورات سورية روسية جرت على طول الحدود مع الجولان، هي رمزية لكن معنويا يمكن أن تكون تطورا خطيرا“.

قد يهمك: ما السر وراء تكرار القصف الإسرائيلي على دمشق؟

الدور الروسي

وزارة الخارجية الروسية كانت قد أصدرت بيانا يدين بشدة الغارة الجوية الإسرائيلية على مطار “دمشق” الدولي، وطالب الجانب الإسرائيلي بوقف هذه الممارسة الشريرة.

وبحسب المصدر الإسرائيلي لموقع “إيلاف”، فإن العلاقات بين موسكو وتل أبيب تشهد تراجعا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، ووفق المصدر ذاته، بدأ الروس بالسماح للإيرانيين بالتوجه نحو الجنوب السوري خلافا لاتفاق الـ “80 كيلومترا” من الشريط الحدودي الذي كان ساريا بين روسيا وإسرائيل.

وقال المصدر الإسرائيلي إنه بموجب الاتفاق المذكور أبعدت روسيا إيران إلى ما بعد 80 كيلومترا عن السياج الحدودي بين سوريا وإسرائيل، وصدت بذلك إمكانيات التموضع الإيراني بمحاذاة الأراضي الإسرائيلية.

وأكد أن إسرائيل بدأت تستعد لعمليات في العمق السوري من دون إبلاغ روسيا كما كان متبعا، وأشار إلى أن عمليات القصف في الشهر الأخير في كل المناطق كانت بعلم الجانب الروسي، قبل حدوثها بساعات.

وبحسب الخبير في الشأن الروسي، سامر إلياس، في حديث سابق لـ”الحل نت”، فإنه لن يكون هناك تغيير جوهري في مواقف روسيا، وستواصل ذات السياسة بانتقاد هذه الغارات، وربما تواصل دعم دمشق بإسقاط بعض الصواريخ الإسرائيلية في بعض الأحيان، وذلك عندما تكون موسكو متأكدة بأن ذلك لن يؤدي إلى تردي العلاقات مع تل أبيب، وعندما تكون متأكدة أن الأهداف المستهدفة ليس فيها تواجد إيراني.

وأضاف إلياس، أن أكثر ما قامت به روسيا هو استخدام أنظمة تشويش تعطل بعض الغارات، كما يمكن أن تعطل حركة الطيران المدني في مطار “بن غوريون” قرب تل أبيب، وهذا ما يقلق إسرائيل، لذلك طلبت إسرائيل من روسيا عدة مرات وقف هذه الأنظمة، لكن روسيا ربطت ذلك بالحد من عمليات القصف.

بينما يرى الكاتب الصحفي، أحمد مظهر سعدو، خلال حديث سابق لـ”الحل نت”، أن هناك تفاهمات سابقة ومازالت بين الإسرائيليين والروس بما يخص عمليات إسرائيل في الجغرافيا السورية والتي غالبا ما تستهدف القوات الإيرانية المتمركزة في أي مكان من الأراضي السورية.

وبيّن سعدو، أنه لوحظ مؤخرا وبعد التصريحات الإسرائيلية التي تتماهى مع موقف الولايات المتحدة والغرب من الغزو الروسي لأوكرانيا أن هناك بعض الارتدادات الروسية التي تجسدت بإطلاق تصريحات نارية من لافروف ضد إسرائيل لكن سارع بوتين بعدها إلى الاعتذار من إسرائيل، ومع ذلك بقيت بعض الخلافات بين الجهتين دون أن تؤدي إلى انهيارات كبرى للتفاهمات الروسية الإسرائيلية.

وكان سامر إلياس، قال لـ”الحل نت” في وقت سابق، أنه إذا أرادت روسيا وقف الغارات الإسرائيلية على سوريا، فإنها تملك الآليات الكافية لذلك”.

وتستخدم الميليشيات الإيرانية مطار “دمشق” الدولي، لنقل شحنات الأسلحة بين طهران ودمشق، فيما تتحدث بعض التقارير عن نقل معدات إلى لبنان لإيصالها إلى “حزب الله” عبر مطار دمشق. إزاء ذلك، قد تشهد سوريا توترات وتصعيدات أخرى خلال الفترة المقبلة، ما لم تفك حكومة دمشق ارتباطها ودعمها لإيران وميليشياتها.

قد يهمك: تفاصيل جديدة حول هجمات إسرائيل على مطار دمشق الدولي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.