الهجرة من سوريا، أو السعي للعمل خارجها، ظاهرة ليست جديدة على السوريين، وخاصة شريحة المعلمين، ففي السنوات التي سبقت العام 2011، كانت دول الخليج العربي تعتبر الوجهة الرئيسية للمعلمين السوريين، وتعود أسباب ذلك إلى تدني الرواتب بشكل رئيسي، ولكن بعد العام 2011 بدأت هذه الظاهرة بالازدياد، فلم تعد تقتصر على البحث عن عقود عمل في الخليج، إنما البحث عن الهجرة الدائمة، وهذا ما يفقد المؤسسة التعليمية السورية كوادرها.

استقالات وهجرة

موقع “سناك سوري” المحلي نقل اليوم عن رئيس الشؤون الإدارية في تربية القنيطرة، علي السمور، أن بعض المعلمين، حصلوا على عقود عمل خارج البلاد، أو داخلها في المدارس الخاصة، معتبرا ذلك من مفرزات الأزمة وهجرة العقول والكوادر العلمية والتربوية، بحسب تعبيره.

وبين السمور، أنه منذ بدء العام الحالي، ازداد عدد المعلمين والمعلمات الذين قدموا استقالاتهم، في القنيطرة، حيث أن، 27 معلما ومعلمة قدموا استقالاتهم، بالإضافة إلى 11 مدرسا، و18 مدرسا مساعدا، لتشمل الاستقالات المستخدمين أيضا، بعدد بلغ 14 مستخدما، واثنين من الإداريين، بينما بلغ عدد المستقيلين عام 2021، 19 مدرسا ومدرّسة، و45 مدرسا مساعدا، و71 معلما ومعلمة، و5 إداريين.

وحول أسباب الاستقالات، أشار السمور، إلى أن البعض بلغوا الخدمة القانونية المحددة بـ30 عاما، كذلك وجود فئة أخرى لم تتمكن من الانسجام والعمل، نظرا لظروف مادية حيث الدخل لا يتناسب مع الإنفاق، وغلاء المعيشة، أو ممن هم غير قادرين على الاستمرار نتيجة لعدم القدرة على التأقلم وضبط القاعة الصفية، والتعامل مع الطلاب، بالإضافة إلى تكرار حوادث الاعتداء من قبل الطلاب على المعلمين.

هذه الاستقالات، لم تشمل محافظة القنيطرة فقط، ففي السنوات الأخيرة ازدادت أعداد المعلمين الذي تقدموا باستقالاتهم في عموم سوريا، بسبب تدني الأجور وتدني المستوى التعليمي، ما دفعهم للبحث عن فرص أفضل، سواء في الدول العربية، أو في الغرب.

إقرأ:هجرة واسعة للكوادر الطبية من سوريا.. ما الأسباب الحقيقية؟

الأطباء على رأس المهاجرين

في حديث سابق لـ”الحل نت”، أكد الطبيب، عبد الرحمن حاج هشام، أن هجرة الأطباء من سوريا مستمرة حتى اليوم، وأن أي طبيب يجد فرصة وعقد عمل يسافر على الفور، لا سيما بعد انهيار الوضع الاقتصادي للأطباء من جهة، وللمواطنين من جهة أخرى.

وبيّن حاج هشام، أن الضائقة المالية انعكست على الأطباء، قائلا، “الطبيب خلال عمله لا يستطيع أخذ كشفية من مواطن لا يملك ثمن ربطة خبز، كما أن الطبيب حاليا في سوريا لا يستطيع جلب أجهزة طبية حديثة بسبب الوضع الاقتصادي، وغلاء ثمنها الذي لا يتوفر حاليا مع الطبيب”.

وأشار تقرير سابق لـ”الحل نت”، إلى أن العشرات من الأطباء يفضلون العمل خارج سوريا، وفي بلدان تعاني من اضطرابات، لكن الفارق أنهم يحصلون على أجور أعلى بكثير مما هو الحال عليه في سوريا.

وأوضح التقرير أن العراق يعتبر أحد الوجهات المهمة للكوادر الطبية السورية، إضافة للفنيين مثل مساعدي الأشعة ومساعدي التخدير والعناية المشددة وفنيي المختبر وطفل الأنبوب، والتمريض التخصصي كممرضات العمليات والعناية المشددة والحواضن.

وبين التقرير أن المؤسسات الطبية العراقية تدفع للممرضة السورية ما بين 600 دولار وألف دولار، بالإضافة إلى أن القابلات اللاتي تصل رواتبهن إلى 800 بل وحتى 1500 دولار شهريا لذوي الخبرة.

قد يهمك:هذه أسباب هجرة الأطباء السوريين إلى أفريقيا

يذكر أنه وعلى الرغم من أن الرئيس السوري، بشار الأسد، وقع في منتصف كانون الثاني/يناير الفائت، مرسوما تشريعيا هو الأول في عام 2022، لتعويض العاملين في مستشفيات السرطان الحكومية عن طبيعة عملهم على أساس راتب شهري مقطوع في موعد أداء العمل، إلاأن ذلك لم يوقف أو يحد من هجرة هذه الكوادر، فالأوضاع الاقتصادية مستمرة بالتدهور ما دفع شرائح أخرى كالمعلمين أيضا للهجرة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.