بدأت تظهر بعض التسريبات التي عمدت دمشق على إخفائها، بشأن الأضرار التي أصابت مطار دمشق الدولي، بفعل الغارات المركزة للقوات الإسرائيلية، التي استهدفت خلالها شحنات الأسلحة التابعة للميليشيات الإيرانية في المطار خلال الأسابيع القليلة الماضية.

التكلفة باهظة

وبعد توقف الرحلات المدنية وتعطيل حركة الاستيراد والتصدير، أفادت صحيفة “الشرق للأخبار” الأربعاء، نقلا عن مصادر في وزارة النقل السورية بأن: ” تكلفة إصلاح مطار دمشق الدولي الذي خرج عن الخدمة بعد استهدافه بغارات إسرائيلية، باهظة جدا”.

وبحسب المصادر فإن الكوادر الفنية، قلقة من عمليات صيانة المطار، حيث تخشى من إعادة قصفه من قبل إسرائيل، “وتعمل حاليا على إزاحة الأنقاض، بانتظار الحصول على تعليمات بوجود ضمانات بأن المطار لن يقصف من جديد إذا ما تم إصلاحه”.

وتحدثت مصادر في مطار دمشق، عن عدم إمكانية نقل طائرتين على أرض المطار إلى مطار بديل بسبب الأضرار في المدرجين، لكنها أكدت عدم تعرض أي من الطائرتين إلى أضرار جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة.

قد يهمك: بعد دمشق.. إيران تستخدم مطارات أوروبية لتهريب الأسلحة

وتركت “السورية للطيران” المسافرين ممن ألغت رحلاتهم أمام خسارة مضاعفة بعد أن اضطروا للسفر عبر شركات أخرى في العاصمة اللبنانية بيروت أو الأردنية عمان، بعد اعتمادها الإلغاء اليومي للرحلات، ورفضها التعويض بشكل كامل.

ونقلت الصحيفة عن مديرة بشركة سفريات تعمل بين دمشق ودبي فضلت عدم الكشف عن اسمها، قوله: “نحن في حالة عراك مع الزبائن.. ونعمل على إعادة تحويل الزبائن ليصلوا إلى وجهاتهم”، مؤكدة أن أغلب المسافرين فضلوا العودة إلى سوريا عبر مطار بيروت.

مطار بيروت هو البديل

رئيس اتحاد شركات شحن البضائع الدولي، أكد في تصريحات نقلتها صحيفة “البعث” المحلية الثلاثاء، أن أصحاب الشحنات الجوية في سوريا، اتجهوا إلى مطار بيروت كـ“خيار بديل“، بعد توقف مطار دمشق عن الخدمة.

وحول ذلك أوضح كيشور: “ترسل الشحنات بريا لبيروت ومنها للدول المستوردة، والاعتماد على مطار بيروت لم يتوقف أبدا، حيث كان المصدّرون يلجؤون إليه في التصدير للدول التي لا تصل إليها الخطوط السورية، كدول أوروبا مثلا، إذ يتجه يوميا نحو 6 أطنان إلى بيروت ومنها إلى العالم، تتضمن إكسسوارات ومواد أولية“.

توقف عمل المطار

وزارة النقل السورية أوضحت في بيان سابق، أن العديد من مهابط الطائرات خرجت عن الخدمة في المطار الدولي في دمشق، كذلك تضررت الإنارة الملاحية، والعديد من أقسام البنى التحتية بفعل الهجمات الإسرائيلية.

وجاء في البيان الذي نشرته الوزارة مساء الجمعة، أن القصف استهدف أيضا مبنى الصالة الثانية للمطار وتسبب بأضرار مادية، ونتيجة لهذه الأضرار تم تعليق الرحلات الجوية القادمة والمغادرة عبر المطار حتى إشعار آخر“.

ولم تحدد وزارة النقل موعد عودة رحلات الطيران من المطار، مشيرة إلى أن: “كوادر الطيران المدني المتخصصة تعمل، على إزالة آثار العدوان وإصلاح الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمطار، وسيتم فور إصلاحها والتأكد من سلامتها وأمانها إعادة واستئناف الحركة التشغيلية للمطار وبالتنسيق مع النواقل الجوية” بحسب البيان.

من جانبها أعلنت شركة “أجنحة الشام” للطيران أنها ستحول جميع رحلاتها الجوية “مؤقتاً” إلى مطار حلب الدولي مع تأمين نقل مسافريها من دمشق إلى حلب وذلك إثر تعليق الرحلات الجوية القادمة والمغادرة عبر مطار دمشق الدولي.

وفي استهداف هو الرابع على الأقل خلال شهر، استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي فجر الجمعة، عددا من المواقع جنوبي العاصمة السورية، بينها مطار دمشق الدولي، ما أسفر عن خروج المطار عن الخدمة ، وذلك في القصف الثاني من نوعه على المنطقة منذ مطلع حزيران/يونيو الجاري.

وتستخدم الميليشيات الإيرانية مطار دمشق الدولي، لنقل شحنات الأسلحة بين طهران ودمشق، فيما تتحدث بعض التقارير عن نقل معدات إلى لبنان لإيصالها إلى “حزب الله” عبر مطار دمشق.

للقراءة أو الاستماع: قواعد لعب جديدة في سوريا بين إسرائيل وإيران

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.