مع تصاعد وتيرة الهجمات الإسرائيلية على المواقع العسكرية التابعة لإيران في سوريا، لجأت الميليشيات الإيرانية إلى استخدام بعض المطارات الأوروبية لنقل الأسلحة، إثر توقف نشاطها عبر مطار دمشق الدولي بفعل الصواريخ الإسرائيلية.

استغلال الرحلات المدنية

وكشفت “القناة 13” العبرية، عن قيام بعض الإيرانيين بنقل مجموعات الصواريخ الدقيقة وأشياء أخرى، داخل الأمتعة الشخصية من خلال الرحلات الجوية التجارية في أوروبا، وذلك بهدف تحويل الصواريخ التي يمتلكها حزب الله إلى صواريخ دقيقة“.

وأضافت القناة في تقرير حول تلك العمليات: “بدأ ذلك بعد أن فهمت إيران أن الطريق بين طهران ودمشق هو طريق تتمتع فيه المخابرات الإسرائيلية بقوة، وذلك بعد تدمير مدرج الهبوط في مطار دمشق الدولي“.

وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن “حزب الله” يستخدم خط تهريب جديد، عبر رحلات الطيران المدنية بين إيران وأوروبا ودمشق وبيروت، وذلك لتهريب مكونات عسكرية متطورة إلى “حزب الله“، بهدف التخفي عن أعين وكالات الاستخبارات في إسرائيل والغرب، تحت غطاء مدني يمر عبر أوروبا.

وعلى مدار السنوات الماضية، استخدمت الميليشيات الإيرانية سوريا كممر لتهريب الأسلحة إلى جنوب لبنان، سواء عبر الطريق البري من مدينة البوكمال، أو جواً عبر مطار دمشق، وبحراً عبر موانئ اللاذقية وطرطوس.

استهداف دمشق

وقصفت إسرائيل مرات عديدة شحنات أسلحة تابعة لإيران، في دمشق ومناطق في الساحل السوري، كما دمرت مواقع عدة تستخدمها طهران في محيط مطار دمشق الدولي لتهريب وتخزين الأسلحة.

ونشر موقع “إميجست إنترناشيونال” الإسرائيلي الثلاثاء، صورة قال إنها التقطت حديثا تبيّن تعرّض أحد مدارج الطائرات في مطار دمشق الدولي لأضرار من جراء غارات إسرائيلية سابقة.

وأظهرت الصورة، التي التُقطت في الأول من شهر حزيران/يونيو الجاري، تضرر المدرج في 3 مواقع بفعل 3 غارات.

القوات الإسرائيلية قصفت ليلة الثلاثاء مواقع في ريف العاصمة دمشق الجنوبي، ما تسبب بوقوع خسائر مادية، وذلك بحسب ما أكدت وكالة الأنباء المحلية “سانا“.

وفي 20 من أيار/مايو الماضي، قُتل ثلاثة أشخاص جراء قصف إسرائيلي على بعض النقاط جنوبي دمشق.

كذلك أكدت وسائل إعلام محلية مقتل مدني إلى جانب أربعة من القوات السورية، في قصف إسرائيلي استهدف منطقة مصياف على الساحل السوري منتصف الشهر ذاته.

تصعيد إسرائيلي مستمر

ويتوقع الباحث في الشأن الإيراني محمد خيري، استمرار إسرائيل في توجيه ضربات إلى مواقع الحرس الثوري الإيراني في سوريا، خاصة مع ورود أنباء تتعلق برغبة أمريكية في رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة العقوبات.

وقال خيري في حديث سابق مع لـ“الحل نت“: “إسرائيل ترفض بالطبع رفع الحرس الثوري من قائمة العقوبات، وهو أمر ربما سيحصل في حال تم توقيع الاتفاق النووي، تل أبيب تقدمت بتعليقات إلى الإدارة الأمريكية بضرورة أخذ التخوفات الإسرائيلية من توسع نشاط الحرس الثوري في الإقليم خلال الفترة المقبلة، وبالتالى سيستمر الضغط العسكري الاسرائيلي على مراكز الحرس الثوري الإيراني في سوريا كلما اقتربت أميركا من التوقيع على مسودة الاتفاق النووي مع إيران“.

وفيما يتعلق بتبعات التصعيد الإسرائيلي على سوريا يضيف خيري:” يمكن القول إن ذلك سيخلق أجواء صعبة في سوريا في الفترة المقبلة، فما دام هناك تصعيد بين الطرفين فإن هناك أماكن كثيرة ستتضرر جراء ذلك التصعيد خاصة وأن كلا الطرفين (إيران وإسرائيل) ماهرين في خلق مناطق صراع خارج جغرافيا بلادهم وحدودهم الجغرافية وبالتالي فهما يسعيان لخلق حلبة صراع في خارج بلادهم ما يتسبب في أزمات كبيرة لمناطق الصراع تلك وأبرزها سوريا“.

للقراءة أو الاستماع: قواعد لعب جديدة في سوريا بين إسرائيل وإيران

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.