لا تتوقف انتهاكات ميليشيات إيران تجاه المدنيين ضمن مناطق سيطرتها في دير الزور عند حد معين، وإنما تتزايد بشكل مستمر يوم بعد آخر، وسط عجز وتجاهل الجهات الحكومية والأجهزة الأمنية التابعة لها عن المحاسبة والردع.

وفي آخر انتهاك لها، أقدمت ميليشيا “الفوج 147″ التابعة لـ “الحرس الثوري” الإيراني، على قتل شاب نازح في بلدة الهري بريف مدينة البوكمال، الاثنين، خلال محاولتهم اعتقاله.

الانتقام بالقتل

الصحفي فيصل السيد من البوكمال، تحدث لـ “الحل .نت” قائلا، إن “عناصر حاجز الميليشيا آنفة الذكر في مدخل البلدة، حاولوا تفتيش هاتف الشاب حسن القنديل (نازح في البلدة)، إلا أن الأخير اعترض ورفض إعطائهم إياه، حيث حاول العناصر توقيفه في لحظتها، لكن وصول أقرباء له على الحاجز حال دون ذلك“.

مضيفا أن “العناصر الميليشيا عاودوا ليل الاثنين- الثلاثاء، لاعتقاله من منزله، إلا أن الشاب حاول الهرب منهم، ليطلقوا عليه النار ويردوه قتيلا أمام منزل عائلته“، مشيرا إلى أن “الشاب هو المعيل الوحيد لعائلته، ويعمل في مجال الإنشاءات“.

وهذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها ميليشيا “الفوج 47” على قتل مدني على حاجز لها بريف البوكمال، ففي أواخر العام الفائت، أقدم عناصر حاجز تابع للميليشيا ذاتها في بلدة السيال، على قتل الشاب عامر محمد النايف، الذي رفض التفتيش، ليقوم العناصر بإطلاق الرصاص عليه مما أدى إلى مقتله على الفور، وفقا لذات المصدر.

ابتزاز متكرر

وفي السياق ذاته، أفاد مراسل “الحل نت” أن ميليشيا “الحرس الثوري“، اعتقلت، الجمعة، أربعة شبان في مدينة الميادين، بحجة تصوير مقرات لهم، وإرسالها لجهات معادية.

مضيفا أن “الغاية كانت من وراء اعتقال الشبان الأربعة، هو ابتزاز ذويهم من خلال طلب مبلغ مالي عن كل واحد منهم قدره أربعة ملايين ليرة سورية، وإلا سيتم تحويلهم إلى الأفرع الأمنية التابعة للحكومة“.

وأوضح المراسل أن “الشبان كانوا يقومون بتصوير أنفسهم بالقرب من ضفة النهر في منطقة الكورنيش لحظة مرور دورية تابعة لـ “الحرس الثوري“، حيث اتهمتهم بتصوير مقراتها القريبة من المكان“.

مَن المسؤول؟

مِن جانبهم، يُحمّل أهالي المنطقة على العموم مسؤولية هذه الانتهاكات والتجاوزات للجهات الحكومية، والتي تتخذ موقف الحياد وعدم اتخاذ أي شكل من أشكال العمل للحد منها، لتترك الساحة لميليشيات إيران وبقية القوى الأخرى على تداول السلطة فيما بينهم بعيدا عن حماية المواطن، في ظل الخلل الأمني الذي بات يعتري المنطقة.

وتنتشر ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني وبقية الميليشيات الموالية له في عموم مناطق سيطرة الحكومة في دير الزور، وتعد هي صاحبة القرار والمتحكم الرئيسي في كافة القطاعات، ولا يمكن لأمر أن يتم في المنطقة بدون أذنها، متجاهلة أي تواجد للقوات الحكومية والأجهزة الأمنية التابعة لها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة