بدأت إيران مؤخرا باتباع أسلوب جديد لزيادة مناطق نفوذها داخل مدينة دير الزور التي تخضع لسلطة القوات العسكرية الروسية، من خلال عمليات ترميم قبور قديمة في منطقة الجبل المطلة على المدينة، وبالقرب من مطار دير الزور العسكري، بحجة أنها قبور صحابة “علي بن أبي طالب”.

حجج واهية

مصادر محلية من المدينة، أفادت لـ “الحل نت” أن منظمة “جهاد البناء” الإيرانية بدأت منذ قرابة الأسبوع بترميم قبور قديمة في منطقة الجبل وبالقرب من كتيبة الرادار، بحجة أنها قبور لسادة أشراف وفق قولهم، حيث بدأت بإنشاء أسوار حديد حولها، وقامت بجلب بعض العمال لحراثة المنطقة المسورة، وزراعتها بأشجار النخيل، لتحويلها إلى مزارات، يمنع على أي أحد الاقتراب منها، في الفترة الحالية.

وأضافت المصادر أن أعضاء من “المركز الثقافي” الإيراني يشرفون على عمليات ترميم القبور، والتي امتدت لتصل إلى قبور قديمة بالقرب من المطار العسكري أيضا.

تزوير للحقائق

عمر يونس العكل، معيد سابق في كلية “الفرات”، قال لـ “الحل نت” إن “ما تقوم به إيران من خلال أذرعها العاملة في المنطقة، ما هو إلا تزوير للحقائق، ودليل ذلك عمليات ترميم القبور التي أطلقوا عليها اسم “قبور السادة”، والتي تعود لمدنيين من المدينة، وليس كما أدعوا أنها قبور لصحابة”، وأن جميع أهالي المدينة يعرفون بذلك، لكن لا يمكن لأحد أن يعلق على الموضوع خوفا من الاعتقال.

مضيفا أن “الحاج أميري” مسؤول “الحرس الثوري” في مدينة دير الزور، أمر في آذار/مارس الفائت، بتسوير رقعة من الأرض بالقرب من دوار البانوراما في مدخل المدينة، لذات السبب المذكور، على أنها قبور تعود لسادة أشراف، وفق زعمه، مشيرا إلى أنه “أنشأ نقطة حراسة بمحيط المقبرة المزعومة بغرض حمايتها، وعدم السماح للأهالي بالاقتراب منها، مؤكدا أنها كانت خطوة تمهيدية، لما يقومون به الآن.

وفي مطلع حزيران/يونيو الجاري، أقدمت منظمة “جهاد البناء” الإيرانية بالتعاون مع “المركز الثقافي” الإيراني على بناء “مزار” جديد في قرية حطلة شمالي المدينة، تحت إشراف مهندسين من العراق، وسيكون وجهة جديدة للحجاج الشيعة ومركز استقطاب للمتشيعين الجدد، وفقا لمراسل “الحل نت”.

مضيفا أن “السبب الرئيسي وراء إنشاء المزار، وفقا لرواية قادة “الحرس الثوري“، أن “الحسين” مر من ذات المكان، ويجب أن يكون مزارا ودارا للعبادة“

ويرى ناشطون من المحافظة أن إيران تعمل على تثبيت أقدامها في عموم المنطقة، وفي مركز مدينة دير الزور بشكل خاص، عبر نشاطها الثقافي والاجتماعي إلى جانب النشاط العسكري والإغاثي، مستغلة الأوضاع المادية المتردية للمدنيين، وتعمل من أجل ذلك حتى وإن تطلب الأمر تزوير حقائق تاريخية أو حديثة، لبسط سيطرتها عليها كما فعلت بمدينة البوكمال.

كما أن القبور التي تعمل ميليشيات إيران على ترميمها الآن، تعود لعوائل “البعاج” و”السند” و”الحيزة” و”الحباش”، وهم من العوائل القديمة في المدينة، وليس كما أدعت الميليشيات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.