قادة تنظيم داعش الإرهابي، باتوا الهدف الأبرز لقوات التحالف الدولي في سوريا، خاصة في العامين الأخيرين، وبحسب الوقائع فإنه لم يعد هناك أي مكان يمكن أن يكون آمنا لهم من الاستهداف قتلا أو اعتقالا، حتى لو كان ضمن مناطق من المفترض أن تكون آمنة، كمناطق شمال سوريا، التي يخضع قسم منها لهيئة تحرير الشام، والآخر للجيش الوطني التابع لأنقرة.

والي الرقة بيد التحالف

في فجر يوم أمس الخميس، نفذت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، عملية إنزال جوي قرب بلدة الغندورة في ريف مدينة جرابلس شرقي حلب، وقال التحالف في بيان له، إنه تم اعتقال قيادي بارز في تنظيم داعش بسوريا، وهو صانع قنابل من ذوي الخبرة، وأصبح من أحد كبار قادة التنظيم.

من جهتها، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميريكية، أن القيادي هو هاني أحمد الكردي، والذي سبق أن شغل منصب والي الرقة خلال سيطرة التنظيم على المدينة.

إقرأ:مقتل خليفة آخر .. ما الذي يربط بين بن لادن والبغدادي والقريشي؟

لماذا يلجأ قادة التنظيم للشمال السوري؟

لم يكن تواجد القيادي في داعش الذي اعتقل أمس في الشمال السوري هو الأول لقيادي في التنظيم، إذ سبق أن تخفى مؤسس التنظيم أبو بكر البغدادي، وخليفته أبو إبراهيم القريشي في المنطقة، قبل مقتلهما على يد التحالف الدولي، حيث تعتبر هذه المناطق ملائمة للعيش على مستوى جيد، وذلك في الوقت الذي يعيش عناصرهم في جحيم البادية، وعائلات عناصر التنظيم تعيش في مخيمات أبرزها مخيم الهول، الذي يضم نساء وأطفال عناصر التنظيم.

الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، عباس شريفة، خلال حديثه لـ”الحل نت”، يفسر تواجد قادة داعش في هذه المناطق بسبب الهشاشة الأمنية وانعدام الضبط الأمني اللذين تعاني منهما، ما يسهل على هؤلاء القادة العيش بشكل مريح، والوصول السهل لمختلف وسائل التواصل التي قد يحتاجونها.

وأضاف شريفة، أن مناطق شمال سوريا، هي مناطق عمليات للتنظيم، ومستهدفة من قبله بالتفجيرات، وفي الأشهر الأخيرة شن التنظيم عددا من العمليات في هذه المناطق، فهي غير مستثناة من عمليات داعش، وبالتالي لا يمكن اعتبارها مناطق آمنة بشكل كامل، ووجود القادة فيها مهم للتخطيط لمثل هذه العمليات.

قد يهمك:لماذا يستمر “داعش” في البادية السورية؟

بنك أهداف للتحالف لا مهرب منه

عباس شريفة، يرى أن التحالف لديه دائما بنك أهداف يضم قادة تنظيم داعش، والذين هم دائما تحت المراقبة، وتستطيع قوات التحالف الوصول إلى الهدف الذي تريده في الوقت الذي تريد، وبالنسبة لعملية اعتقال والي الرقة السابق في التتنظيم، فهي رسالة إلى تركيا بشكل خاص، أن التحالف موجود في المنطقة، ومستمر بمحاربة الإرهاب، وأن على تركيا أن تحذو حذوه، ولذلك بعد عملية جرابلس دخلت قوات تابعة للجيش الوطني المرتبط بأنقرة، وأقامت حواجز في مكان العملية، بحسب شريفة.

الباحث الأردني في شؤون الجماعات الإسلامية، حسن أبو هنية، قال لموقع”الحل نت” في وقت سابق، إن التنظيمات الراديكالية، سواء الإسلامية أو غيرها، وخاصة تنظيمي القاعدة وداعش، يتعرضون لملاحقة كبيرة، منذ أحداث 11 أيلول / سبتمبر، وهي ملاحقة استخباراتية، وأمنية، وعسكرية مكثفة، من دول العالم، وعل رأسها الولايات المتحدة، وهنا التعامل ليس مع دول محلية فقط، إنما مع دول كبرى.

وأضاف أبو هنية، أن هذه الدول تملك قدرات استخباراتية، وعسكرية ومالية ضخمة، وقدرات تقنية عالية، وهذه الجماعات تدرك ذلك، وتحاول قدر الإمكان أن تمارس عمليات التخفي واستخدام البريد الصوتي، والتقليل من استخدام التقنيات، ومع ذلك فالعالم صغير بالنسبة لهذه الدول، وبالتالي فالتنظيم وقادته لن يبقوا قادرين على التخفي والهروب.

إقرأ:شبكة في إندونيسيا وتركيا لتمويل “داعش” بسوريا.. هذه قصتها

تكرار أسلوب التخفي أودى بقادة التنظيم

في مطلع أيار / مايو من العام 2011، نفذت قوة عسكرية أميريكية خاصة، عملية عسكرية في بلدة أبوت آباد في باكستان، استهدفت منزلا كان يتواجد فيه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، حيث قام بن لادن بتفجير نفسه عندما تم تضييق الخناق عليه، حسب معلومات أكدها جنود من المهاجمين، وهذا ما يفسر عدم وجود جثة تم إظهارها على الإعلام ي حينه، بحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”.

وفي نهاية تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2019، نفذت قوات خاصة أميريكية عملية عسكرية دقيقة في بلدة باريشا شمال إدلب وتبعد عن أطمة نحو 20 كم، أسفرت عن مقتل أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش والذي قام بتفجير نفسه قبل وصول الأميريكيين إليه.

وفي شباط/فبراير الماضي، نفذ التحالف إنزالا جويا في بلدة أطة الحدودية مع تركيا، أدى إلى مقتل زعيم تنظيم داعش أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، بحسب التقرير.

والعملية الأخيرة، يوم أمس، جرت بأسلوب مماثل، وفي مناطق الشمال السوري، ولكن الهدف اعتقل في هذه المرة ولم يقتل كما في المرات السابقة.

قد يهمك:هل نشط تنظيم “داعش” مع اقتراب عمل عسكري لأنقرة في سوريا؟

من الجدير بالذكر، أنه كانت لهزيمة التنظيم في العام 2019، دور كبير في تشتيت قياداته وعناصره، وحتى عائلاته، فالعناصر يعيشون بشكل مجموعات خفيفة متخفية في مناطق البادية بشكل رئيسي، والعائلات تقطن في مخيم الهول،ما يشبه الجحيم لكليهما، بينما ينعم القادة بالعيش في مدن وبلدات مريحة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.