تمكنت الولايات المتحدة الأميريكية يوم الخميس الفائت من شن هجوم نفذته قوة عسكرية خاصة، استهدف أمير تنظيم داعش أبو إبراهيم القريشي، وكان الرئيس الأميريكي جوبايدن، قد أعلن عن مقتل زعيم التنظيم في سورية بعملية عسكرية أميريكية، إلا أن تفاصيل تم الكشف عنها في وقت لاحق، أكدت أن القريشي فجر نفسه قبل وصول الأميريكيين إليه، وهذا ما وضحه مسؤول أميريكي كبير بعد العملية، بأن القريشي أقدم على تفجير قنبلة أدت لمقتله وأفراد عائلته وبينهم نساء وأطفال في بداية العملية.

من هو القريشي، وهل كان يقطن في المنزل المستهدف؟

أمير محمد عبدالرحمن المولى، هو الاسم الحقيقي للقريشي الملقب بـ” عبدالله قرداش”، وعرف لاحقًا بأبي إبراهيم القريشي بعد أن أصبح خليفة لتنظيم داعش عقب مقتل أبو بكر البغدادي عام 2019، وهو عراقي الجنسية، من أطراف مدينة الموصل، وكان أحد مقاتلي تنظيم القاعدة في بداياته، واعتقل من قبل القوات الأميريكية في سجن بوكا في العراق، حيث التقى فيه بالبغدادي.

وحسب معلومات متعددة، فإن القريشي كان يتردد كضيف على المنزل المستهدف، والذي تعود ملكيته لشخص من بلدة أطمة الحدودية، حيث كان قد أجره لثلاثة عائلات.

من بن لادن، إلى البغدادي والقريشي .. أساليب تخفي متشابهة ومصير مشترك

في مطلع أيار / ماية من العام 2011، نفذت قوة عسكرية أميريكية خاصة، عملية عسكرية في بلدة أبوت آباد في باكستان، استهدفت منزلًا كان يتواجد فيه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، حيث قام بن لادن بتفجير نفسه عندما تم تضييق الخناق عليه، حسب معلومات أكدها جنود من المهاجمين، وهذا ما يفسر عدم وجود جثة تم إظهارها على الإعلام ي حينه.

وفي نهاية تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2019، نفذت قوات خاصة أميريكية عملية عسكرية دقيقة في بلدة باريشا شمال إدلب وتبعد عن أطمة نحو 20 كم، أسفرت عن مقتل أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش والذي قام بتفجير نفسه قبل وصول الأميريكيين إليه.

وفي العملية التي نفذت الخميس الفائت، واستهدفت القريشي، قام الأخير بتفجير نفسه، قبل أن يصل إليه المهاجمون.

واللافت أن هناك تشابهًا كبيرًا بين القادة الثلاثة، في أسلوب التخفي، حيث عمدوا إلى السكن في منازل طابقية مستقلة عما حولها ومحاطة بالأشجار، بالإضافة إلى مصيرهم المشترك بأسلوب الموت وهو تفجير أنفسهم بواسطة أحزمة ناسفة.

وهذا ما يفسر بعض الدراسات حول عقيدة أفراد التنظيمات الراديكالية الإسلامية، والتي تشير إلى أنهم يفضلون قتل أنفسهم، وبشكل خاص بأسلوب التفجير على ألا يقوموا بتسليم أنفسهم لأعدائهم.

محاولات التخفي والهروب لا جدوى منها

حاول القريشي ومن قبله سلفه البغدادي، الهروب لفترة طويلة، والتنقل بشكل سري، وبتقليل الاعتماد على التطور التكنولوجي والتقني، لكن ذلك لم يجد نفعًا في ظل الملاحقة الكبيرة من دول التحالف وعلى رأسها الولايات المتحدة.

يقول الباحث الأردني في شؤون الجماعات الإسلامية، حسن أبو هنية، لموقع الحل نت، إن التنظيمات الراديكالية، سواء الإسلامية أو غيرها، وخاصة تنظيمي القاعدة وداعش، يتعرضون لملاحقة كبيرة، منذ أحداث 11 أيلول / سبتمبر، وهي ملاحقة استخباراتية، وأمنية، وعسكرية مكثفة، من دول العالم، وعل رأسها الولايات المتحدة، وهنا التعامل ليس مع دول محلية فقط، إنما مع دول كبرى.

وأضاف أبو هنية، أن هذه الدول تملك قدرات استخباراتية، وعسكرية ومالية ضخمة، وقدرات تقنية عالية، وهذه الجماعات تدرك ذلك، وتحاول قدر الإمكان أن تمارس عمليات التخفي واستخدام البريد الصوتي، والتقليل من استخدام التقنيات، ومع ذلك فالعالم صغير بالنسبة لهذه الدول، وبالتالي فالتنظيم وقادته لن يبقوا قادرين على التخفي والهروب.

حرب عل الإرهاب أعلنتها الولايات المتحدة منذ أحداث أيلول / سبتمبر ولا تزال مستمرة حتى الآن، سخرت لها الإدارات الأميريكية المتلاحقة ميزانيات ضخمة، وتشن بتحالفات دولية كبيرة، حرب أطلقت يد الولايات المتحدة لتطال هذه الجماعات في أي مكان تتواجد فيه.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.