لا تزال آراء وفتاوى المجلس الإسلامي السوري في تركيا، تثير الجدل والاختلاف بالآراء وحتى السخرية في بعض الأحيان، من حيث التطرق لمواضيع يعتقد السوريون بمختلف شرائحهم وحتى بعض رجال الدين المسلمين أنها غير مهمة، وأن هناك العديد من الأمور التي يتجاوزها المجلس وتمس بشكل مباشر الظروف الصعبة التي يعيشيها السوريون.

تحريم تغيير الأسماء

في آخر فتوى تصدر عن المجلس الإسلامي السوري، فقد دعا المجلس اليوم، في بيان له، اللاجئين السوريين لعدم تغيير أسمائهم عند الحصول على الجنسية الأجنبية في دول اللجوء بما فيها تركيا، وحدد مجموعة من الشروط الشرعية لتغيير الاسم والشهرة للحاصل على الجنسية.

وأضاف المجلس في بيان، حصل “الحل نت” على نسخة منه، أن الاسم هو ما يعرف به الشخص، وتتحدد به هويته، ويتميز عن غيره من الأشخاص، وتغييره وكذا اسم العائلة الشهرة لا يباح إلا لحاجة شديدة بضوابط .

وأكد البيان أيضا على أهمية اسم العائلة أو ما يعرف بالشهرة والتي لها مكانة هامة في النسب في الوقت الحالي، وأضاف إنها ” في التعريف بالأشخاص أهم من سلاسل النسب في العديد من الأحيان، وبغض النظر عن كيفية نشوئها وسببها، هل هي نسبة للبلاد، أم المهنة، أم لجد من الأجداد، أم لمذهب من المذاهب، أم لحادثة من الحوادث أم غير ذلك، إلا أنها أصبحت الأساس في التعريف بالأشخاص، مما يترتب عليه إثبات الأنساب، والحقوق والواجبات الشرعية، والتوارث وتحمل الديات ونحوها”.

إقرأ:بعد أن وصفها بـ«مراكز التضليل والتكفير».. منظمة نسائية تردُّ على مفتي المعارضة السورية

سخرية وانتقاد للفتوى

شريحة واسعة من السوريين، انتقدت بشكل ساخر فتوى المجلس الإسلامي، مشيرين إلى أنه في المناطق المسماة “المحررة”، هناك الكثير من المشاكل التي تحتاج إلى تدخل من المجلس لحلها والتوعية بشأنها، وعلى رأسها القتل والسلب وغيرها، مضيفين أنه لا توجد نصوص شرعية تشير إلى تحريم تغيير الاسم للشخص، إذا كان له داع لذلك.

كما شبه آخرون المجلس، بمجلس الإفتاء السابق برئاسة أحمد حسون مفتي الجمهورية لدى حكومة دمشق، متهمين رجال الدين بأنهم سبب لتدمير البلاد والتسبب بضياع أجيال كاملة.

آخرون ردوا على الفتوى بسخرية، قائلين أن كل المشاكل التي يعاني منها السوريون قد حُلت، ولم يبق إلا قضية تغيير الاسم هل هي حرام أم حلال.

وأيضا، اعتبر سوريون آخرون خاصة ممن حصلوا على الجنسية التركية، أن تغيير اسم الشهرة، أو إضافة اسم جديد للاسم الأصلي ساهم إلى حد كبير بقدرتهم على الاندماج في المجتمع التركي، وجنبهم العنصرية التي تُمارس ضد السوريين حتى ممن حصلوا على الجنسية وبقيت أسماؤهم السورية على حالها دون تغيير.

لم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها المجلس للانتقاد من السوريين، ففي آب/أغسطس 2021، ألقى رئيس المجلس الإسلامي السوري، أسامة الرفاعي، خطبة في مدينة إعزاز بريف حلب، أثارت الكثير من الجدل، إذ تضمنت تحريضا والتزاما بالتوجه الديني، فحذر مما سماه “الدوائر الاستعمارية الغربية ودوائر الكفر والضلال”، في إشارة منه للمنظمات العاملة بشأن المرأة.

وأشار خلال خطبته، إلى “وجود نساء مجنّدات من قبل الأمم المتحدة وغيرها من مراكز التضليل والتكفير، يأتون لينشروا بين فتياتنا خاصة تحرير المرأة والجندر وأن تمكن المرأة من حريتها، ويفهمونها أنهن مستعبدات من الزوج أو الأب أو الأخ الأكبر، وأن يأخذوا حريتهن كاملة ليسربوا إليهن الأفكار الضالة والمضلة، والعُري والتعري وكل ما يخرج عن دائرة أخلاق الإسلام”.

وردا على خطبة الرفاعي، ذكرت منظمة “مساواة”، وهي مركز دراسات المرأة تُعنى بنشر الوعي بقضايا المرأة وحقوقها ، أنه”لا نقبل أبدا بتخويننا من قبل أي جهة كانت، فالجميع يعرف بأننا شاركنا مشاركة فاعلة في ثورة شعبنا، وليست منظماتنا وحدها من تتلقى المساعدات من قبل منظمات دولية، فهذا حقنا وواجب على تلك المنظمات”، بحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”.

قد يهمك:“المجلس الإسلامي السوري” المُعارض يُهنئ “حركة طالبان”

يذكر أن المجلس الإسلامي السوري، تأسس في تركيا في نيسان/أبريل 2014، بغرض تكوين مرجعية سنية تجمع الهيئات الشرعية والمنظمات الإسلامية السورية، ويتكون المجلس من 128 عالم دين وداعية إسلاميا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.