تحت غطاء عملية تبادل أسرى بين الطرفين، أفرج “الجيش الوطني” المعارض المدعوم من أنقرة، في 13 من الشهر الجاري، عن خمسة عناصر من “حزب الله” اللبناني مقابل نصف مليون دولار، عند معبر “أبو الزندين” في مدينة الباب شرقي حلب، وذلك بضمانة الجانبين الروسي والتركي، الأمر الذي أثار غضب وسخط ناشطين ومتابعين في الشمال السوري.

بيع وشراء

مصادر إعلامية مقربة من “الجيش الوطني” أوردت أن عملية التبادل تضمنت خمسة معتقلين لدى كلا الطرفين، بإشراف “الصليب الأحمر” الدولي و”الأمم المتحدة”، إضافة لـ “الهلال الأحمر” السوري، إلا أن مصادر خاصة لـ “الحل نت” من المنطقة، أكدت أن العميلة كانت عبارة عن “بيع وشراء”، حيث لم يتم فيها تبادل أسرى وإنما تم بيعهم فقط ضمن صفقة أشرف عليها متزعم فرقة “السلطان مراد”، فهيم العيسى، بالاشتراك مع المخابرات التركية.

وأضافت المصادر أن المبلغ الذي تسلمه فهيم العيسى من وسطاء يتبعون لـ “حزب الله” و”الحرس الثوري” الإيراني، يبلغ 500 ألف دولار، 100 ألف دولار عن كل عنصر، سيذهب النصيب الأكبر منه لتركيا، على أن يجمد ويدفع منه مخصصات عناصر الفصيل المالية وكل ما يتعلق بالذخيرة والعتاد

إقرأ:اقتتال الفصائل في الشمال السوري يوقف العملية العسكرية التركية؟

تجاوزات أخرى

أم عمر نازحة من ريف حمص في مدينة الباب وأم لمعتقل في سجون الحكومة السورية، تقول لـ “الحل نت” إن ما يقوم به المشرفين على عمليات تبادل الأسرى من “الجيش الوطني”، قمة في الوضاعة ولا يختلف عما يقوم به عناصر المخابرات والأجهزة الأمنية التابعين لحكومة دمشق، من ابتزاز لأهالي المعتقلين.

مضيفة، بأن عملية بيع الأسرى الأخيرة، عرت مفاهيم الخداع والتزوير التي يقومون بها، فنشرهم إشاعات عن إخراج خمسة معتقلين مقابل الأسرى الذين أطلق سراحهم، عار عن الصحة، فلم يتم إخراج أي معتقل، ولو كان لديهم ما يثبت العكس، لنشروا فيديوهات أو صور للأشخاص المحررين كما فعلت وسائل الإعلام التابعة للحكومة السورية.

لا تقتصر عمليات استغلال المعبر على بيع أسرى مقابل مبالغ مالية طائلة لبعض قادة “الجيش الوطني”، بل أيضا يتم عن طريقه عمليات تهريب من وإلى مناطق الحكومة السورية، وأبزر المستفيدين منها، أبو وليد العز وأشقائه (أحد قادة فرقة السلطان مراد أيضا)، فهو الرابح الأكبر من وراء تسهيل تلك العمليات، وفق مصدر منشق عن “الجيش الوطني”، فضل عدم ذكر اسمه.

وأضاف في حديثه لـ “الحل نت” أن واردات المعبر من عمليات التهريب تتجاوز حاجز 20 ألف دولار أحيانا في اليوم الواحد، وأحيانا أخرى أضعاف المبلغ المذكور.

قد يهمك:اقتتال واسع بين فصائل الشمال السوري.. ما علاقة “تحرير الشام”؟

ليست الأولى

من جهته يقول الباحث محمد السكري، في حديثه لـ “الحل نت” إن عملية تبادل الأسرى الأخيرة، ليست الأولى من نوعها ولا الثانية، فمسار تبادل الأسرى مستمر بإيعاز وتوافق تركي وروسي في إطار مسار “أستانا”، لتعزيز بناء الثقة بين الجانبين، والتأكيد على أن المعبر سيبقى مفتوحا بين مناطق القوات الحكومية والمعارضة السورية.

مشيرا إلى أن المعبر يشهد تجاوزات كبيرة فيما يتعلق بالإتجار غير الشرعي من قبل القائمين عليه، إذ يعد نقطة تقاطع مصالح بين الأطراف المحلية بالاستناد إلى التوافق الروسي التركي.

ويربط معبر “أبو الزندين” بين مدينة الباب، في منطقة عمليات “درع الفرات”، وبين شرقي مدينة حلب الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق، ويقع في الجهة الغربية للمدينة، بالقرب من قرية الشماوية، التي تخضع لسيطرة الأخيرة.

كما يعد معبر “أبو الزندين” المعبر الأول الذي افتتح بين مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي، الخاضعة للإدارة التركية من جانب ومناطق “الحكومة السورية” من جانب آخر، ويشهد مناوشات عسكرية واشتباكات بين الحين والآخر، ما يتسبب بتوتر الأوضاع الأمنية في المنطقة.

وفي 16 من كانون الأول/ديسمبر 2021، جرت عملية تبادل أسرى بين “الجيش الوطني” والقوات الحكومية عند معبر “أبو الزندين”، وكذلك أيضا في تموز/يوليو 2021، جرت عملية تبادل أخرى.

وأجرت الفصائل العسكرية في الشمال السوري عدة عمليات تبادل مع القوات الحكومية، بعد بدء سريان اتفاق “موسكو” وتوقف المعارك في 6 من آذار/مارس 2020.

إقرأ:نفوذ جديد لـ”تحرير الشام” في الشمال السوري

وتعتبر الدول الثلاث (روسيا وتركيا وإيران) الضامنة لاتفاق “أستانا” حول سوريا، الذي جرى بين ممثلين عن حكومة دمشق ووفد من المعارضة السورية، في العاصمة الكازاخية أستانا (نور سلطان)، وتحدث في أحد بنوده عن تبادل الأسرى بين دمشق والمعارضة، وقد حدثت أولى جولات المحادثات في 23 و24 من كانون الثاني/يناير 2017.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.