إعدامات جماعية للاجئين عراقيين لا أحد يعلم كيف تمت ومتى حدثت، لكن الترجيحات تعيدها إلى وقت موجة اللجوء التي اجتاحت حدود بولندا وبيلاروسيا في تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم.

في التفاصيل، كشفت تقارير غربية، مؤخرا، عن إعدامات جماعية “سرية” للاجئين عراقيين، نفذها جنود بولنديون قرب الحدود مع بيلاروسيا.

التقارير التي رصدها موقع “ألترا عراق“، نقلت عن لجنة تحقيق بيلاروسية، “تسليم وفد عراقي يزور مينسك أدلة ومعلومات عن إعدامات جماعية وسرية للاجئين عراقيين على أيدي جنود بولنديين”.

ووثقت اللجنة التحقيقية البيلاروسية، “أعمالا إجرامية ضد 135 شخصا من مواطني العراق، أصيبوا بجروح نتيجة العنف واستخدام الوسائل الخاصة ضدهم من قبل قوات الأمن البولندية”.

كذلك يجري التحقيق في 3 قضايا تتعلق بأذى جسدي وطرد غير قانوني، أدى إلى مقتل ضحايا من أصل عراقي.

وحسب التقارير، عقد اجتماع عمل مع الوفد العراقي في المكتب المركزي للجنة، حضره عدد من موظفي قسم التحقيق الرئيسي بلجنة التحقيق بوزارة الخارجية البيلاروسية، ولجنة أمن حدود الدولة ومركز حقوق الإنسان.

الخارجية العراقية تتحرى

التقارير أضافت، أنه “تم إبلاغ الجانب العراقي بالمعلومات التي خلص إليها التحقيق مع جندي بولندي يدعى تشيتشكو، حول عمليات إعدام جماعية، ودفن سري للاجئين قتلهم الجيش البولندي في منطقة الحدود على الجانب البولندي من الحدود مع جمهورية بيلاروسيا”.

وتشير التقارير، إلى ان “الجانب العراقي حصل على معلومات ومواد عن سير ونتائج التحقيق في القضية الجنائية الخاصة بالجرائم ضد الإنسانية والدعاية للحرب وتعريض الآخرين للخطر عن عمد، والوقائع المتعلقة بانتهاكات المسؤولين في بولندا الذين ارتكبوا أفعالا غير قانونية تشمل الترحيل، والقسوة، والتعذيب، والتقصير المتعمد في تقديم المساعدة، ما أدى إلى وفاة الضحايا من اللاجئين من دول الشرق الأوسط، بما فيها العراق وأفغانستان”.

وفق التقارير، فقد تم التأكد من أن الجرائم ارتكبت على أساس العرق والجنسية والقومية والدين، عندما عبر الضحايا حدود بولندا، قاصدين بلدانا أخرى في “الاتحاد الأوروبي”.

بالتزامن مع تلك التقارير، أعلنت وزارة الخارجية العراقية، الأربعاء، أنها تتابع باهتمام بالغ، وتتحرى دقة الأنباء حول تعرض أعداد من المهاجرين العراقيين إلى مخاطر تهدد حياتهم.

يجدر بالذكر، أن الحكومة العراقية نظمت في شهري تشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول/ ديسمبر المنصرمين، وبالتنسيق مع حكومة إقليم كردستان، رحلات جوية لإعادة المهاجرين العالقين على حدود بولندا وبيلاروسيا، تهبط في أربيل، ثم تتوجه إلى بغداد.

وبلغ عدد رحلات الإجلاء التي نفذتها حكومتا بغداد وإقليم كردستان نحو 10 رحلات جوية، أعيد من خلالها زهاء 3 آلاف مهاجر كردي وعراقي.

بداية الأزمة

منذ عدة أشهر، كان يتواجد عند الحدود بين بيلاروسيا وبولندا عشرات الآلاف من المهاجرين العراقيين، نحو 70 بالمئة منهم من مواطني إقليم كردستان، وذلك في محاولة منهم لعبور حدود بولندا والدخول لدول الاتحاد الأوروبي، سعيا للحصول على اللجوء

يذكر أن أزمة الهجرة الجديدة، بدأت منذ إعلان الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، في آيار/ مايو 2021، أنه لن يوقف اللاجئين العراقيين وغيرهم ،وهم في طريقهم إلى “الاتحاد الأوروبي”.

وتتهم العديد من دول “الاتحاد الأوروبي”، لوكاشينكو بجلب الأشخاص من مناطق الأزمات إلى الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي بطريقة ممنهجة.

وجاءت تحركات مينسك ضد دول الاتحاد الأوروبي حينها، نتيجة فرض الأخير، عقوبات اقتصادية ضد الحكومة البيلاروسية. فضلا عن منع 165 شخصا من أقرب مساعدي لوكاشينكو من دخول دوله.

ونتيجة لقرار الاتحاد الأوروبي، اعتمدت بيلاروسيا، على دخول اللاجئين إلى الحدود مع دول مثل بولندا وليتوانيا ولاتفيا، مستغلة إياهم كأدوات لأغراض سياسية.

يشار إلى أن دول بولندا ولاتفيا وليتوانيا، شددت إجراءات الأمن على حدودها. ورغم ذلك تسلل الآلاف من المهاجرين العراقيين والكرد عبر الحدود، بمساعدة مهربي البشر أحيانا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.