خلال الفترة الماضية، أشارت العديد من التقارير، والتحقيقات الصحيفة إلى أن تجارة المخدرات وتصنيعها، وخاصة حبوب “الكبتاجون”، من أبرز الموارد الاقتصادية التي تعتمد عليها دمشق، وحلفاؤها من الميليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني، فبعد العقوبات الغربية التي فرضت عليهم، انحسرت مواردهم الاقتصادية بشكل لافت، ما دفعهم للبحث عن بدائل؛ ولكنها بدائل غير قانونية، ولكن المعلومات الحديثة تشير إلى تطور التجارة عبر المطارات التركية والباكستانية.

شحن جوي للمخدرات

في ضربة جديدة لتجارة المخدرات السورية، قامت الإدارة العامة للجمارك في الكويت بمصادرة شحنة كبيرة من المخدرات تعود لأحد المقيمين السوريين في الكويت، كانت تسلّم عن طريق الشحن الجوي في مطار الكويت؛ وتقدر قيمتها بأكثر من 32 مليون دولار أميركي

،وبحسب ما نشرته صحيفة “الرأي” الكويتية، ليل الخميس – الجمعة الفائت، فقد اعتقلت الإدارة العامة للجمارك مواطنا سوريا، بعد أن تقدم لإدارة الشحن الجوي بطلب لأخذ بضاعته من مطار الكويت، حيث تم اكتشاف أكثر من أربعة ملايين قرص “كبتاجون”، وفقا لما ذكره مصدر جمركي.

وقال المصدر، إنه “تم اكتشاف، أن المواد كانت قادمة من تركيا بعد مراقبة وتعقب مسارها، وعند فحصها في الكويت تم اكتشاف أقراص مخدرة”.

وبيّن المصدر، أن “المواطن السوري تمكن من إخفاء أكثر من أربعة ملايين قرص في ماكينة التغليف الحراري لبطاقات التعريف، ويعتقد أن قيمتها السوقية تبلغ أكثر من عشرة ملايين دينار كويتي، وتم إرسالها إلى الجهات المعنية”.

الجدير ذكره، أن هذه ليست المرة الأولى التي تضبط فيها السلطات الكويتية شحنة مخدرات سورية، إذ أحبطت الشرطة الكويتية في 5 حزيران/يونيو الجاري، محاولة لاستيراد حوالي 700 ألف حبة “كبتاجون” من سوريا عبر باكستان، حيث كانت مخبأة في شحنة من البهارات والتوابل.

بعد تهديد.. الأردن يعاني

على الرغم من تصريحات الملك الأردني، عبد الله الثاني، خلال الشهر الجاري، في مقابلة إعلامية، أجراها معه معهد “هوفر” التابع لجامعة “ستانفورد” الأميركية، بأن الوجود الروسي في جنوب سوريا، كان يشكل مصدرا للتهدئة، مبينا أن “هذا الفراغ سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم، وأن مجموعات التهريب، تتلقى أحيانا دعم “جهات غير منضبطة من حرس الحدود السوري”، إلا أن التهريب لا يزال مستمرا.

الجيش الأردني أحبط أمس الجمعة، دخول كميات كبيرة من المخدرات إلى أراضيه بطريقة غير شرعية، وكانت قادمة من الأراضي السورية.

وبحسب بيان صادر عن القوات المسلحة الأردنية، فإن الجيش الأردني قام بعملية نوعية في الجهة الشمالية الشرقية من حدوده مع سوريا، أدت إلى “إحباط تهريب 716 ألف حبة كبتاجون”.

وقال مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة، “إن قوات حرس الحدود بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، وقسم مكافحة المخدرات تعاملت مع المجموعات المسلحة التي تقوم بعمليات التهريب بشكل احترافي، التي تقودها منظمات مدعومة من أطراف خارجية، والتي حاولت عبور الحدود بشكل غير قانوني من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية، حيث تعاملت آليات الرد السريع مع هذه الجماعات من خلال تطبيق قواعد الاشتباك المعمول بها”.

هذه العملية، جاءت بعد ساعات من تصريح الملك الأردني،  في مقابلة مع قناة “سي إن بي سي”، والتي ستذاع كاملة بداية تموز/يوليو القادم، أن “بلاده تواجه المزيد من المشاكل مع الميليشيات الشيعية على حدودها مع سوريا، تتمثل بتهريب المخدرات والأسلحة وعودة تنظيم داعش، بسبب تراجع نفوذ روسيا في سوريا بسبب انشغالها في الحرب الأوكرانية”.

وفي أيار/مايو الماضي، كشف متحدث باسم الجيش الأردني، أن وحدات الجيش السوري المتحالفة مع إيران وجماعات أخرى تكثف جهودها لتهريب مخدرات تصل قيمتها إلى مئات الملايين من الدولارات عبر الحدود الأردنية، إلى الأسواق الخليجية.

تجارة بالمليارات

العديد من التقارير، والتحقيقات التي أجرتها صحف ومراكز دراسات وقنوات فضائية، حول تجارة المخدرات في الشرق الأوسط، خلُصت جميعها إلى أن سوريا باتت المنتج الرئيسي للمخدرات، وبشكل خاص حبوب الكبتاجون.

تقرير نشرته مجلة “دير شبيغل” الألمانية الخميس الفائت، تحدث عن اكتشاف إحدى أكبر شبكات تهريب المخدرات خلال السنوات الأخيرة، وعلاقة دمشق بها، بحسب متابعة “الحل نت”.

إذ يشير التحقيق، إلى أن قصة اكتشاف المخدرات بدأت في رومانيا، تحديدا في نيسان/أبريل 2020، عندما تم العثور على بضاعة معدات مثيرة للجدل، وبعد فتحها تبين وجود 2.1 مليون حبة كبتاجون، وبقيمة تصل إلى 43.5 مليون يورو.

وثائق البضاعة بيّنت أنها قادمة من سوريا، باتجاه السعودية، مرورا برومانيا، وبعد تتبع المكالمات، تم الوصول إلى شخص باسم أبو فؤاد، وهو سوري اسمه الحقيقي إياد، من مدينة اللاذقية، كان يدير هناك شركة للاستيراد والتصدير، قبل إغلاق شركته من طرف الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد، ومن هناك غادر إلى تركيا ثم لبنان، وهو حاليا في جنوب ألمانيا، حيث التحق بأسرته التي طلبت اللجوء عام 2015.

ومن خلال شحنات كثيرة، تبيّن أن سوريا باتت مصدرا للمخدرات في المنطقة المتوسطية، وتحول تصدير الكبتاجون إلى أهم بضاعة تصدّر من هناك حسب ما يؤكده جول رايبورن، المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، بقوله “أعتقد أن نظام الأسد لن يستطيع تحمل استمرار خسائر مصادرة شحنات الكبتاجون”. لكن الأمر لا يتعلق فقط، بأن النظام يغض الطرف عن هذه التجارة، بل “هو الكارتل” حسب تصريحاته”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة