منذ مطلع العام الجاري، نشطت خلايا تنظيم “داعش” بالتحرك شمال شرقي سوريا، وتزايدت معها حالات القتل في مخيم الهول شرقي الحسكة واستهداف عناصر تابعة لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

وتبنّى تنظيم “داعش”، الأحد، عبر معرفات مقربة منه عملية استهداف لفصيل “الصناديد”، بالقرب من الحدود السورية – العراقية، الذي نشر على موقعه الرسمي أن مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية استهدفوا سيارة مبيت لعناصر الفصيل عند مفرق علي آغا، (بريف ديرك/المالكية جنوبا) أدى لفقدان عنصرين حياتهما وإصابة آخرين.

وتتبع قوات “الصناديد”، أكبر الفصائل العسكرية العربية، “قسد” بشكل مباشر، وذلك بقيادة عائلة الشيخ حميدي دهام الهادي الجربا، ويقود ابنه بندر الحميدي هذه القوات، وتنتشر بشكل رئيسي في مناطق نفوذ قبيلة “شمر” في قرى تل حميس، جزعة، قرية تل علو بريف القامشلي الشرقي.

الكاتب الصحفي المصري والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، هشام النجار، قال في حديث لموقع “الحل نت”، إن هذا النشاط الملحوظ لـ “داعش” خلال الفترة الأخيرة مرتبط بشكل كبير بالتهديدات التي أطلقتها أنقرة بخصوص العملية العسكرية التي تخطط لتنفيذها في الشمال السوري.

إضعاف “قسد” وإثارة الفوضى

الباحث المصري، أوضح أن الهدف الرئيسي هو إضعاف “قسد” والنيل من قدراتها في مكافحة الإرهاب من خلال مواصلة مناوشتها واستهدافها كما يجري في منبح وتل رفعت بريف حلب ومنبج ومناطق شمالي الحسكة.

وقال الباحث إن “داعش” يوظف ويستغل المناطق التي تسيطر عليها تنظيمات مسلحة مدعومة من أنقرة في الشمال السوري للتسلل انطلاقا منها إلى مناطق نفوذ وسيطرة “قسد”.

ونوه بأن تنظيم “داعش” يحاول استغلال الأحداث، خاصة الخطط التركية في الشمال السوري لبعث وإثارة الفوضى في المنطقة من خلال عملياته وأنشطته منذ عملية اقتحام سجن الصناعة في الحسكة مطلع العام الجاري. والأحداث الحالية تؤشر لفرضية تكراره مرة أخرى وربما في سجون أخرى بها عناصر لـ “داعش”، وفقا للباحث المصري.

استراتيجية “داعش” الجديدة

الباحث المصري هشام النجار، سلط الضوء على استراتيجية “داعش” الجديدة، قائلا إن التنظيم يعتمد الآن استراتيجية مختلفة على الأرض مفادها العمل من خلال خلايا صغيرة منفصلة.

مضيفا أن هذه الاستراتيجية تقلل من كلفة التسليح عبر استخدام الأسلحة الخفيفة كما تتمتع بالسرعة وتفادي رد الفعل وعمليات الانتقام من خلال الهرب سريعا بعد تنفيذ عملياته.

كما ينشط التنظيم في البادية السورية ولا يزال قادرا على شن هجمات وحرب استنزاف متدرجة ضد قوات حكومة دمشق وضد “قسد” وأيضا ضد الميليشيات التابعة لإيران وضد القوات الروسية، على حد وصف الباحث المصري.

تنافس إيران وروسيا

الباحث المصري في مجال الإرهاب، أشار إلى أن الخلافات والتنافس بين إيران وروسيا، أثرت بشدة على التنسيق بين الروس والايرانيين ميدانيا وفتح ثغرات أمام “داعش”، فضلا عن انشغال روسيا بأوكرانيا وسحب مقاتلين متمرسين كانوا يواجهون “داعش” في سوريا إلى أوكرانيا.

وهدف تركيا الرئيسي في إضعاف عدو “داعش” الأول وهو “قسد”، وثانيا رفع وتيرة المنافسة المحتدمة بين إيران وروسيا في الملف السوري خاصة، لبسط نفوذه في شرق سوريا، بحسب الباحث المصري.

وقال الباحث إن “داعش” ينشط على ضفتي الفرات الغربية والشرقية بتكتيك عسكري مشابه لتكتيكاته في البادية السورية وهو حاضر ونشط في بعض قرى جنوب الحسكة وريف دير الزور معتمدا أيضا على نظرية تشكيل خلايا صغيرة العدد وخفيفة التسليح.

والأسبوع الفائت، اعتقلت القوات الخاصة لـ “قسد” مدعومة بمروحيات “التحالف الدولي”، قائد محلي بتنظيم “داعش” في قرية الحجنة بريف دير الزور الشمالي، والذي كان يعمل على نقل وتهريب عناصر التنظيم وتم إلقاء القبض عليه وبحوزته على أسلحة رشاشة ومسدس وبعض المعدات والوثائق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.