بعد الاجتماع الرسمي، لقمة حلف الشمال الأطلسي “الناتو” يوم أمس الثلاثاء، في العاصمة الإسبانية مدريد، وانضمام السويد ومعها فنلندا إلى الحلف، يستعد قادة الحلف اليوم الأربعاء، للتوقيع على حزمة دعم كبير لأعضاء “الناتو” في أوروبا الشرقية، وذلك في اجتماع جديد في مدريد لإظهار موقف موحّد لمواجهة أي خطر يهدد أوروبا، بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.

أكبر تغييرات بعد “الحرب الباردة”

ضمن الإطار، أعلن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، الثلاثاء، في قمة الحلف التي ستستغرق ثلاثة أيام، أن القرار يمثل “تحولا جوهريا في الردع والدفاع” في سياسة الحلف، وذلك في سياق “المفهوم الاستراتيجي الجديد” للحلف، وهو تجديد أعضاء “الناتو” لتعهداتهم كل عشر سنوات، والتي تتضمن سرد التهديدات التي تواجه التحالف، وكيفية التعامل معها.

وردد ستولتنبرغ تصريحات سابقة قبل القمة ،وصفت فيها هذه الخطوة بأنها “أكبر إصلاح شامل لردعنا ،ودفاعنا الجماعي منذ الحرب الباردة”.

وأضاف ستولتنبرغ، أن “روسيا انسحبت من أي شراكة مع الناتو، وأن المجموعة ملزمة بالرد، لقد اختاروا المواجهة بدلا من الحوار”.

من جانبه، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال مؤتمر صحفي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، أن “الولايات المتحدة سوف تعزز مواقعها في أوروبا”، مبيّنا “أننا سنعزز الوجود العسكري الأميركي برا وبحرا وجوا في كل أنحاء أوروبا”.

وأشار بايدن، إلى أن “هدفنا اليوم هو تقديم المفهوم الجديد للحلف”، كما نوّه إلى “أنّنا مع حلفائنا سوف نتأكد أن الناتو جاهز لمواجهة التحديات في كل المجالات”.

يذكر أن بايدن، وصل الثلاثاء، إلى إسبانيا لحضور قمة “الناتو”، لمناقشة كيفية تعزيز الموقف الدفاعي للحلف على طول حدوده الشرقية، بما في ذلك زيادة مستويات القوات، ونشر المعدات الثقيلة، حيث يفكر القادة الغربيون في المرحلة التالية من الحرب في أوكرانيا.

قد يهمك: انضمام السويد وفنلندا إلى “الناتو”

نشر 300 ألف جندي

في سياق متصل، صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، يوم أمس الثلاثاء، بأن بلاده تعتزم تعزيز تواجدها العسكري في أوروبا في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا، وسوف تصدر اليوم الأربعاء، إعلانا محددا في هذا الشأن.

وسوف تتجاوز الالتزامات طويلة المدى للقوات البرية والبحرية والجوية الأميركية فترة الأزمة الراهنة، وسوف تتضمن تمركز ست مدمرات في قاعدة “روتا” العسكرية التي تستخدمها الولايات المتحدة بالقرب من كاديز في إسبانيا، بدلا من أربع مدمرات في الوقت الحالي.

ووفق التقارير الصحفية الغربية، يستعد الحلف للموافقة على نشر المزيد من المعدات بالقرب من روسيا، ومن بينها الأسلحة الثقيلة وزيادة أعداد القوات في مجموعات الناتو متعددة الجنسيات في أوروبا الشرقية؛ وتوسيع حجم قوات الرد السريع من 40 ألفا إلى 300 ألف جندي، كما ويشار إلى أن قوة الرد التابعة لحلف شمال الأطلسي، عادة ما تكون تحت القيادة الوطنية، لكن يمكن للقائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا، أن يطلب انتشارها في إحدى دول الحلف الأخرى.

وفي الوقت الحالي، يواصل حلفاء “الناتو” وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل التشكيل الدقيق للمجموعات القتالية الموسعة في أوروبا الشرقية، حيث تسعى بعض الدول الأعضاء إلى تجنّب القواعد العسكرية الدائمة المكلفة.

الجدير ذكره، أن دول البلطيق، وخاصة إستونيا، دفعت “الناتو” بقوة لتغيير خططها في ضوء الاحتلال الروسي لأوكرانيا، والانتقال إلى الدفاع الكامل عن أراضي دول الحلف في أوروبا الشرقية، لتحل محل نموذج التخلي عن الأراضي المفقودة ثم استعادتها لاحقا.

ومن المقرر أيضا، أن يتفق التحالف الدفاعي الغربي المؤلف من 30 عضوا على مفهوم استراتيجي جديد يحدد المهام الأمنية للناتو، في أول تحديث منذ عام 2010.

وسيؤدي الإعلانات المتوقعة خلال القمة الحالية، إلى تقوية دفاعات المجموعة مع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا شهره الخامس، إذ لم يقم “الناتو” منذ الحرب الباردة بمثل هذه التحسينات المهمة في موقفه.

انضمام السويد وفنلندا إلى “الناتو”

بعد مفاوضات واجتماع أخير، عقد بعيدا عن كاميرات الإعلام، حدثت الانفراجة ونالت السويد ومعها فنلندا ما طمحتا له، وهو الانضمام إلى “حلف شمال الأطلسي” (الناتو)، بعد رفض تركي استمر لشهر ونصف.

وفي التفاصيل، قال الرئيس الفنلندي سولي نينيستو في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، إن تركيا وافقت على دعم طلب العضوية المشترك الذي قدمته بلاده، والسويد لـ “حلف الناتو”.

وأضاف نينيستو في اليوم الأول من قمة “الناتو” في العاصمة الإسبانية مدريد، أن هذا التطور المهم جاء بعد أن وقّعت تركيا والسويد وفنلندا، مذكرة مشتركة “لتقديم دعمها الكامل في مواجهة التهديدات لأمن بعضها البعض”.

يذكر أنه من بين كل أعضاء “الناتو”، كانت تركيا البلد الوحيد الذي أعلن اعتراضه على طلب عضوية السويد وفنلندا، بسبب استضافتهما أفرادا مرتبطين بـ “حزب العمال الكردستاني”، وجماعة “فتح الله غولن”، الذي تتهمه أنقرة “بتدبير محاولة الانقلاب، الذي لم ينجح في صيف 2016”، قبل أن توافق على طلبهما اليوم بشكل رسمي.

قد يهمك: قمة جديدة لـ”الناتو”.. ما أهدافها؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة