بعشاء رسمي، تنطلق اليوم الثلاثاء، في العاصمة الإسبانية مدريد، قمة حلف الشمال الأطلسي “الناتو”، تليها مناقشات ستنطلق، الأربعاء القادم، مع توقعات بتناول قضية “المفهوم الاستراتيجي الجديد” للحلف، وهو تجديد أعضاء “الناتو” لتعهداتهم كل عشر سنوات، والتي تتضمن سرد التهديدات التي تواجه التحالف وكيفية التعامل معها.

أهداف عسكرية وغذائية

الرئيس الأميركي، جو بايدن، وصل اليوم الثلاثاء، إلى إسبانيا لحضور قمة “الناتو”، والتي من المتوقع أن تعزز بشكل كبير الموقف الدفاعي للحلف على طول حدوده الشرقية، بما في ذلك زيادة مستويات القوات ونشر المعدات الثقيلة، حيث يفكر القادة الغربيون في المرحلة التالية من الحرب في أوكرانيا.

ويصل بايدن إلى اجتماع “الناتو” بعد اختتام الاجتماعات النهائية مع قادة مجموعة السبع في ألمانيا، حيث هيمنت أزمة أوكرانيا على المحادثات بين القادة، وكان من المتوقع أن يخرج من التجمع اتفاقيات بشأن العقوبات، ومحاولة الحد من سعر النفط الروسي.

والتقى بايدن حينها مع المستشار الألماني أولاف شولز، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على هامش قمة مجموعة السبع، التي قامت في منطقة بافاريا الألمانية، حيث لعبت المجموعة الدور الأكثر أهمية في تنسيق الرد الغربي على الحرب في أوكرانيا، على الرغم من وجود خلافات في الرأي حول كيفية، وموعد إشراك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مفاوضات لإنهاء الحرب.

وستؤدي الإعلانات المتوقعة خلال القمة الحالية والتي تستمر يومين، إلى تقوية دفاعات المجموعة مع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا شهره الخامس، إذ لم يقم الناتو منذ الحرب الباردة بمثل هذه التحسينات المهمة في موقفه.

ويتوق الرئيس الأميركي، وزملاؤه القادة إلى تغيير المعادلة على الأرض في أوكرانيا، حيث تواصل روسيا قصفها “الوحشي” بحسب وصف بايدن، حيث كتب على حسابه في موقع “تويتر”، “هجوم روسيا على المدنيين في مركز تسوق قاسي، نحن متضامنون مع الشعب الأوكراني، وكما تم توضيحه في قمة مجموعة السبع، ستواصل الولايات المتحدة مع حلفائنا، وشركائنا تحميل روسيا المسؤولية عن مثل هذه الفظائع ودعم الدفاع الأوكراني”.

وكان الأمين العام لـ”الناتو”، ينس ستولتنبرغ، قد صرح أمس الاثنين، إن الحلف سيرفع عدد القوات في حالة تأهب قصوى إلى 300 ألف، بزيادة سبعة أضعاف، مضيفا أن “روسيا انسحبت من أي شراكة مع الناتو، وأن المجموعة ملزمة بالرد، لقد اختاروا المواجهة بدلا من الحوار”.

وسيلتقي بايدن، مع الرئيس الإسباني، بيدرو سانشيز، والملك فيليب السادس ملك إسبانيا، وفقا لجدول زمني قدمه البيت الأبيض، ومن المتوقع أن يعقد بايدن وسانشيز اجتماعا ثنائيا لمناقشة التنسيق بشأن دعم أوكرانيا، وكذلك مكافحة أزمة المناخ العالمية ،وتحسين الأمن الصحي العالمي، وتعزيز الرخاء الاقتصادي في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وأفريقيا.

تحذير من هجوم روسي على القمة

في تصعيد جديد من قبل روسيا على حلف الشمال الأطلسي، قالت وزيرة الدفاع الإسباني للصحفيين، إن هناك “احتمالا لهجمات إلكترونية” في قمة”الناتو” المرتقبة في مدريد.

وحذرت وزيرة الدفاع الإسباني، الجمعة الفائت، من هجوم إلكتروني محتمل خلال قمة الناتو، حيث قالت مارغريتا روبلز، “إن احتمال وقوع هجوم إلكتروني موجود، هناك العديد من التحديات والتهديدات”، مضيفة أن هناك “الكثير من الناس يعملون … لمنع أي وضع يمكن أن يؤثر على الأمن في القمة.

ووفقا لصحيفة “لا فانغراديا” الإسبانية، تخشى أجهزة المخابرات الإسبانية، هجوما روسيا على البنية التحتية الاستراتيجية مثل المطارات، أو المستشفيات أو مراكز إمدادات المياه والطاقة.

قمة تاريخية بحضور السويد وفنلندا

وفي معرض حديثه في حفل أقيم في مدريد بمناسبة الذكرى الأربعين لإسبانيا كعضو في الناتو، ذكر ستولتنبرغ، إنه يتطلع إلى الترحيب بالسويد وفنلندا في القمة التي تستضيفها العاصمة الإسبانية، قائلا: “في قمة مدريد، سنرسم الطريق إلى الأمام للعقد المقبل، ستنضم إلينا أيضًا فنلندا والسويد، اللتان تقدمتا للتو بطلبات تاريخية للانضمام إلى تحالفنا، قمة مدريد فرصة مهمة لإعادة تأكيد قيمنا في حلف الناتو”.

لكن زعيم التحالف المؤلف من 30 عضوا لم يتطرق إلى تردد تركيا في فتح الأبواب أمام السويد وفنلندا، واستشهدت تركيا، التي تقود ثاني أكبر جيش في “الناتو” بعد الولايات المتحدة، بالدعم المزعوم من دول الشمال للأكراد الذين تعتبرهم تركيا “إرهابيين” سببا لرفض طلباتهم.

وخلال عقد ستولتنبرغ جلسة خاصة مع رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، للتحضير للقمة، أعرب عن ثقته في إمكانية إقناع تركيا بالتخلي عن رفضها لدخول الزوج الاسكندنافي إلى الحلف.

وعن أجندة القمة الجديدة لـ”الناتو”، ذكر الموقع الرسمي للحلف، أن القمة ستناقش، ما الذي يفعله الحلف لمواجهة التحديات الأخرى، مثل نفوذ الصين المتزايد، وإصرارها أو العواقب الأمنية لتغير المناخ، بالإضافة لمخطط تكيف الحلف المستقبلي مع عالم أكثر تنافسية، حيث تحاول القوى “الاستبدادية” التراجع عن النظام الدولي القائم على القواعد.

وأشار البيان، إلى أن “الغزو الروسي لأوكرانيا سيهيمن على قمة الناتو، لكن ستدفع إسبانيا، ودول أعضاء أخرى بهدوء التحالف الغربي للنظر في كيفية قيام المرتزقة المتحالفين مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بنشر نفوذ موسكو في إفريقيا، بالإضافة إلى الصين”.

ففي أيار/مايو الفائت، حذر الجنرال بالجيش الأميركي، ستيفن جيه تاونسند، قائد القيادة الأميركية في أفريقيا، من أن الصين تحاول بناء قاعدة عسكرية بحرية على الساحل الأطلسي لإفريقيا، وقال إن الصين “لديها أكبر قدر من الانجذاب” نحو إنشاء قاعدة في غينيا الاستوائية، وهي بلد غني بالنفط.

وتشغل الصين قاعدة عسكرية أجنبية واحدة معترف بها، وتقع في جيبوتي في شرق إفريقيا، لكن يعتقد الكثيرون أن جيش “التحرير الشعبي” الصيني منهمك في إنشاء شبكة عسكرية في الخارج، حتى لو لم يستخدم مصطلح “قاعدة”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة