بعد مفاوضات واجتماع أخير، عقد بعيدا عن كاميرات الإعلام، حدثت الانفراجة ونالت السويد ومعها فنلندا ما طمحتا له، وهو الانضمام إلى “حلف شمال الأطلسي” (الناتو)، بعد رفض تركي استمر لشهر ونصف.

في التفاصيل، قال الرئيس الفنلندي سولي نينيستو في مؤتمر صحفي، الثلاثاء إن تركيا وافقت على دعم طلب العضوية المشترك الذي قدمته بلاده والسويد لـ “حلف الناتو”.

وأضاف نينيستو في اليوم الأول من قمة “الناتو” في العاصمة الإسبانية مدريد، أن هذا التطور المهم جاء بعد أن وقعت تركيا والسويد وفنلندا، مذكرة مشتركة “لتقديم دعمها الكامل في مواجهة التهديدات لأمن بعضها البعض”.

اجتماع رباعي

الرئاسة التركية من جهتها، قالت في بيان مقتضب، إنها “حصلت على ما تريده من المحادثات مع السويد وفنلندا”.

الإعلان عن انضمام هلسنكي وستوكهولم إلى “الناتو”، جاء بعد انتهاء اجتماع رباعي، ضم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الفنلندي ساولي نينيستو، ورئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون، وأمين عام “حلف شمال الأطلسي”، ينس ستولتنبرغ، في مدريد.

كذلك أتى الإعلان، بعد أن أكد الأمين العام لـ “الناتو” ينس ستولتنبرغ، الأسبوع الماضي، أن تركيا وفنلندا والسويد أجرت محادثات “بنّاءة” بشأن معارضة أنقرة انضمام هاتين الدولتين إلى الحلف.

الدولتان الإسكندنافيتان، تقدمتا قبل أكثر من شهر ونصف، بطلبين للانضمام إلى “الناتو”، ردا على الغزو الروسي إلى أوكرانيا، لكن الطلبين قوبلا بمعارضة من قبل تركيا وقتئذ.

موسكو من جانبها، أبدت وقتها انزعاجها من طلب ستوكهولم وهلسنكي الانضمام إلى “الناتو”؛ لأن أحد أسباب غزوها لأوكرانيا، هو معارضتها لانضمام كييف إلى “حلف شمال الأطلسي”، وذلك تخوفا من روسيا لوجود الحلف على حدودها.

سبب الرفض التركي السابق

رئيسة الوزراء السويدية أندرسون، كانت قد أكدت في مؤتمر صحفي بستوكهولم، أن دبلوماسيين من بلادها سيناقشون مطالب تركيا، بهدف حل تحفظاتها بشأن مساعي بلدها وفنلندا للانضمام إلى “الناتو”.

يذكر أن الرئيس التركي إردوغان، أبلغ في وقت ماضي الأمين العام لـ “حلف الناتو”، ستولتنبرغ، رفض بلاده طلب عضوية فنلندا والسويد في الحلف، ما لم تتعاونا مع أنقرة بشأن ما وصفها “مخاوفها الأمنية”.

وفي الوقت الذي رحب فيه إردوغان بسياسة الباب المفتوح لـ “الناتو”، أبدى انزعاجه من وجود “حزب العمال الكردستاني” و”الوحدات الكردية” و”جماعة فتح الله غولن” في السويد.

كذلك دعا الرئيس التركي، السويد إلى وقف حظر الأسلحة التي تفرضها على أنقرة منذ عملية ما تسمى بـ “نبع السلام”، التي قام بها الجيش التركي عند اجتياجه للشمال السوري عام 2019.

من بين كل أعضاء “الناتو”، كانت تركيا البلد الوحيد الذي أعلن اعتراضه على طلب عضوية السويد وفنلندا، بسبب استضافتهما أفرادا مرتبطين بـ “حزب العمال الكردستاني”، وجماعة “فتح الله غولن”، الذي تتهمه أنقرة “بتدبير محاولة الانقلاب الذي لم ينجح في صيف 2016”، قبل أن توافق على طلبهما اليوم بشكل رسمي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.