من الواضح خلال الأيام الأخيرة، أن الحديث التركي حول العملية العسكرية التي أعلنت تركيا مؤخرا عن نيتها إطلاقها في الشمال السوري، بدأ بالتراجع، إذ تواجه هذه العملية رفضا أميركيا تمت الإشارة إليه، خلال اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي جو بايدن، والتركي رجب أردوغان، أمس الأربعاء في مدريد.

الاستقرار في سوريا مطلب أميركي

البيت الأبيض، وعقب القمة الأميركية التركية في مدريد يوم أمس، أكد على أن كلا من الرئيسين، جو بايدن، ورجب أردوغان، اتفقا على أهمية الاستقرار في سوريا، بالإضافة إلى العديد من المواضيع التي نوقشت، وتم الاتفاق عليها خلال اللقاء.

وكانت الخارجية الأميركية، صرحت خلال الأسبوع الماضي، أن واشنطن قلقة من التصاعد المحتمل للأنشطة العسكرية شمال سوريا، مشيرة إلى أن أي هجوم في سوريا، سيضعف الاستقرار ويهدد القوات الأميركية.

وكان المحلل السياسي، زياد سنكري، المقيم في واشنطن، قال لـ”الحل نت” في وقت سابق، أن الموقف الأميركي رافض للخطوة التركية باعتبار أن أي هجوم جديد، سيزيد من تقويض الاستقرار الإقليمي وسيعرّض القوات الأميركية المنضوية في حملة التحالف ضد تنظيم “داعش” للخطر، كما أن الولايات المتحدة حريصة على حماية حلفائها المحليين في مناطق الشمال الشرقي من سوريا؛ لكن في نفس الوقت تحرص على عدم توتر العلاقات مع تركيا، خاصة في وجود خلافات كثيرة مع أنقرة.

وهذا ما برز خلال اجتماع الرئيسين، واتفاقهما على عدد من القضايا، من بينها انضمام فنلندا والسويد لحلف “الناتو”، ومسألة إخراج الحبوب من أوكرانيا، وغيرها من المسائل التي كانت عالقة بين الطرفين.

إقرأ:العملية العسكرية التركية شمالي سوريا.. هل انتهت قبل أن تبدأ؟

العملية التركية غير قابلة للتنفيذ

خلال الفترة الماضية، حاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استغلال الظروف الدولية، والإقليمية بغية تحقيق أهداف، ومصالح بلاده السياسية على حساب الأراضي السورية، إذ لوّح لعدة مرات بشن عملية عسكرية جديدة في الشمال السوري، بالتزامن مع رغبة أنقرة في إحداث مساومة داخل “الناتو” برفض دخول دولتي فنلندا والسويد إلى الحلف.

وفي هذا السياق، قال المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، ساميويل وربيرغ، قال في وقت سابق لـ”الحل نت”، تأكيد رفض واشنطن أي عملية عسكرية، يمكن أن يقوم بها الجانب التركي في الشمال السوري.

وأضاف وربيرغ، أن واشنطن تدين أي تصعيد، وتدعم الإبقاء على خطوط وقف إطلاق النار الحالية في سوريا، مبديا القلق الشديد للولايات المتحدة، بشأن التقارير حول زيادة النشاط العسكري المحتمل في شمال سوريا، لما في ذلك من تأثير على المدنيين السوريين.

وأيضا في مطلع الشهر الحالي، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، في اتصال هاتفي مع المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، على أهمية الامتناع عن التصعيد في سوريا للحفاظ على خطوط وقف إطلاق النار الحالية، وتجنب أيّ مزيد من زعزعة الاستقرار.

قد يهمك:هل توقف واشنطن العملية العسكرية التركية غرب الفرات؟

ومن الجدير بالذكر، أن العديد من المراقبين والمحلليين، يرون أن التهديدات التركية بشن عملية عسكرية في شمال سوريا، غير قابلة للتنفيذ بسبب الرفض الأميركي المسبق لها، ولكن تركيا حاولت من خلال الحديث عن العملية تحصيل بعض المكاسب السياسية من بينها إضفاء أجواء إيجابية على علاقاتها مع واشنطن، وهذا ما برز يوم أمس في مدريد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة