مع تزايد الصراع والفوضى في محافظة درعا التي لم تهدأ منذ العام 2018، لا تزال عمليات الاغتيال هي السمة الأبرز لهذا الصراع، ولكن مؤخرا لوحظ أنها بدأت تتركز ضد مهربي ومروجي المخدرات بشكل أوسع.

استهداف 4 مروجين خلال يومين

معلومات حصل عليها “الحل نت”، من مصادر محلية في درعا، أشارت إلى اغتيال أحمد غدير الحويطي الخالدي، مساء الأربعاء الفائت، من خلال استهدافه بالرصاص أمام منزله في بلدة العجمي بريف درعا الغربي.

وبحسب معلومات خاصة، فإن الخالدي ينحدر من محافظة حمص، وعمل في السابق ضمن صفوف الفرقة الرابعة، لينتقل بعدها إلى مجموعة لتجارة وترويج المخدرات بقيادة أبو سالم الخالدي، أحد أذرع “حزب الله” اللبناني و”الفرقة الرابعة” في بلدة خراب الشحم، حيث يدير أبو سالم أحد معملي تصنيع حبوب الكبتاجون في البلدة، بينما يدير شخص يدعى عطا الله الخالدي المعمل الآخر، وعطا الله ينحدر من محافظة حمص أيضا وهو من أقرباء أحمد الذي تم اغتياله.

ويوم أمس، عُثر في السهول الزراعية جنوب مدينة داعل في ريف درعا الأوسط، على جثتي كل من، محمد طه قنبر، وخالد طه قنبر، مقتولين، وبحسب مصدر لـ”الحل نت”، فإن الشخصين يعملان بتجارة وترويج المخدرات في المدينة.

وصباح اليوم الجمعة، عُثر على جثة محمد قاسم قطليش، وهو أيضا من مدينة داعل، في الأراضي الزراعية الواقعة بين بين بلدتي المزيريب والأشعري، وبحسب مصادر محلية، فإن قطليش يعمل أيضا في تجارة وترويج المخدرات.

إقرأ:معركة خازمة في السويداء: هل ستسيطر إيران على الجنوب السوري بعد مقتل سامر الحكيم؟

قرار بمحاربة المخدرات

معلومات خاصة، حصل عليها “الحل نت”، تؤكد أن مجموعات تابعة للمعارضة المسلحة في درعا اتخذت قرارا بمحاربة ترويج المخدرات في المحافظة، بعد أن أصبح انتشارها كبيرا، وخاصة في المدارس والجامعات في الجنوب السوري بشكل أساسي، وبتسهيل من الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة دمشق.

كما أن انتشار المخدرات، وخاصة بين عناصر المجموعات المنتسبة لـ”الفرقة الرابعة”، والميليشيات الإيرانية زاد من حدة عمليات الاغتيال التي تنفذها هذه المجموعات ضد معارضي المشروع الإيراني، وحتى ضد المدنيين، إذ تستخدم الميليشيات المدمنين لتنفيذ هذه العمليات لسهولة التحكم بهم.

وأشارت المعلومات إلى أن مجموعات المعارضة باتت تراقب الكثير من تجار ومروجي المخدرات، وتحذرهم أكثر من مرة قبل أن يتم استهدافهم.

قد يهمك:الاغتيالات وسيلة مناسبة لتحجيم النفوذ الإيراني في الجنوب السوري؟

استهداف المروجين خسارة إيرانية

تقرير سابق لـ”الحل نت”، أشار إلى أن إيران لا تتوقف عن الاستمرار في مشروعها بالانتشار تحديدا في المناطق الحدودية التي قد تشكل لها أوراق ضغط سياسية وبوابة إقتصادية، مضيفا أن محاولات التمدد لإيران ليست جديدة العهد فمنذ معارك مثلث الموت شمال غرب درعا، وقبلها معارك بصر الحرير كانت تزج بمقاتلين أجانب معظمهم من الأفغان وكان لا تعطي أي اعتبارات لخسائرها البشرية مقابل نجاح مشروعها.

لذلك، وبحسب متابعين في الجنوب السوري، فإن محاربة النفوذ الإيراني يجب أن تتم بمحاربة كل أجسامها بحرب علنية مفتوحة، خاصة أن ضحايا عمليات الإغتيال الذين هم أدوات للمشروع الإيراني ليسوا بالحجم ولا بالمكانة المطلوبة لإيقاف مشروع فهم مجرد شخصيات ذات ولاء لإيران ومليشياته بدوافع عدة أهمها السلطة والمال، وهنا ليس الحديث فقط عن أسماء إيرانية تقاتل لسبب عقائدي، بل أسماء يتم اغتيالها تندرج تحت الميليشيات المحلية من أبناء المنطقة.

وأضاف المتابعون، بأن عمليات الاغتيال للشخصيات المحسوبة على إيران مهمة حاليا، إذ إنها تحقق هدفين رئيسيين، الأول حرق الأوراق الإيرانية المحلية في الجنوب، بالإضافة إلى أنها تجعل الراغبين بالانضمام للميليشيات الإيرانية يعيدون التفكير قبل انضمامهم خوفا من تصفيتهم لاحقا، فهذه العمليات تؤثر بشكل سلبي، لكنها غير كافية، لعرقلة المخططات الإيرانية في المنطقة، فأبرز تلك المخططات تتمثل باغتيال المعارضين وتهريب المخدرات.

وفي هذا السياق، أوضح مصدر لـ”الحل نت”، أن عمليات الاستهداف لن تتوقف ضد أي جهة تكرس نفسها لخدمة المشروع الإيراني في الجنوب، حتى وإن كانت من أبناء المنطقة.

إقرأ:لتعزيز سيطرتها.. إيران تغرق الجنوب السوري بالمخدرات بتسهيلات من دمشق

حرب استهداف متبادلة

تقرير سابق لـ”الحل نت”، أوضح أنه تم الاتفاق بين الأجهزة الأمنية السورية، وقيادات من الميليشيات الإيرانية، على البدء بعملية تصفية لقيادات وعناصر وناشطين من المعارضة في محافظة درعا، في قائمة تمت دراستها بدقة تحتوي ما لا يقل عن 190 اسما.

وأشارت المعلومات إلى أن الأسماء الموجودة في القائمة تتم دراستها منذ العام 2018، وهي ضمن قوائم عديدة تم وضعها من قبل مكتب دراسات أمن الفرقة الرابعة في درعا برئاسة المقدم محمد العيسى، الذراع الأمني للعميد غياث دلا قائد قوات الغيث في الفرقة الرابعة، حيث تمت تصفية العديد من الأسماء خلال السنوات الماضية من بينها قياديون على درجة كبيرة من الأهمية في مقدمتهم أدهم أكراد الذي اغتيل قبل نحو سنتين.

وفي مقابل ذلك، حصل “الحل نت”، على معلومات خاصة، تشير إلى أن هناك خطة من قبل جماعات من المعارضة في مناطق مختلفة من درعا والقنيطرة، تعمل على تصفية من تصفهم بعملاء إيران، وأبرزهم خلايا الاغتيال ومهربي المخدرات، وهو ما يجري حاليا في المحافظة.

قد يهمك:نشاط إيراني متزايد في تهريب المخدرات من الجنوب السوري

يشار إلى أنه، وبحسب معلومات حصل عليها “الحل نت”، من مكتب التوثيق في “تجمع أحرار حوران”، فإنه تم تسجيل مقتل 55 شخصا في محافظة درعا، خلال شهر حزيران/يونيو الفائت، من بينهم 27 شخصا قُتلوا في عمليات اغتيال.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.