قبيل عيد الأضحى، تشهد الأسواق السورية موجات غلاء متصاعدة لأسعار مستلزمات العيد من ضيافة العيد إلى الأضاحي، واللحوم والألبسة وغيرها من السلع التي تخص أجواء العيد، وسط حالة الفوضى والاستغلال من التجار، الذين يرون أن العيد فرصة لتحقيق المزيد من الأرباح، ومع غياب الدور الحكومي وتدني الرواتب والمداخيل لدى السوريين، الأمر الذي أدى إلى تراجع في حركة الأسواق بنسبة تجاوزت النصف بالمئة.

وفي هذا السياق، تابع موقع “الحل نت” أوضاع الأسواق في العاصمة دمشق وآراء التجار والمواطنين والتبريرات، والإجراءات الحكومية حيال هذا الغلاء مع اقتراب عيد الأضحى.

الأسعار تفوق قيمة الرواتب!

دائما مع اقتراب موسم الأعياد تلتهب أسعار مستلزمات العيد، وتزداد حالة الفوضى في الأسعار والاستغلال من أصحاب المحال التجارية، فرغم اقتراب عيد الأضحى، لا تزال الأسواق السورية تشهد ضعفا في الإقبال.

وخلال جولة لصحيفة “الوطن” المحلية، على عدد من أسواق دمشق المختصة ببيع الألبسة والأحذية والحلويات والشوكولا والسكاكر، لوحظ ارتفاع  بمجمل الأسعار، حيث وصل سعر الطقم الولادي في أسواق الشعلان والصالحية إلى ما بين 85 و200 ألف ليرة سورية، أما في الأسواق الشعبية مثل سوق شيخ محيي الدين فقد تراوح سعر الطقم الولادي ما بين 65 و125 ألف ليرة.

ووفق تقرير الصحيفة المحلية، الذي نُشر اليوم الثلاثاء، فإن أسعار أحذية الأطفال كانت متفاوتة من حيث النوعية والجودة، فأسعار الأحذية المصنوعة من الجلد الطبيعي في الأسواق الراقية تراوحت بين 85 و140 ألف ليرة، أما في الأسواق الشعبية فقد تراوحت بين 18 و45 ألف ليرة، أما الأحذية الرجالية في الأسواق الراقية، فكانت ما بين 75 و150 ألف ليرة.

أما بالنسبة للحلويات فقد تراوح سعر الكيلو في سوق الميدان بين 85 و150 ألف ليرة، أما في الأسواق الشعبية فقد تراوح بين 20 و45 ألف ليرة، وعزا أصحاب محال الحلويات ارتفاع الأسعار بارتفاع أسعار السكر والطحين لضعف ما كانت عليه في عيد الفطر الماضي إضافة لارتفاع أسعار حوامل الطاقة، بحسب الصحيفة المحلية.

بينما أسعار الشوكولا فكانت متفاوتة في الأسواق، فعلى سبيل المثال وصل سعر كيلو الشوكولا في أحد المحال المعروفة والموجودة في المناطق الراقية لحدود 90 ألف ليرة، أما في الأسواق الشعبية فقد تراوح بين 30 و40 ألف ليرة.

تراجع بنسبة 60 بالمئة

ضمن سياق واقع أسعار العيد الملتهبة وأسباب ارتفاعها، بيّن نائب رئيس جمعية حماية المستهلك في دمشق وريفها ماهر الأزعط في تصريح لصحيفة “الوطن” المحلية، أن الجمعية قامت بإجراء استبيان يوم أمس الاثنين، عن الحركة التجارية في أسواق دمشق ورصد مستوى الحركة في الأسواق خلال العيد، ومقارنتها مع عيد الفطر الماضي، فتبيّن وجود تراجع في حركة الأسواق بنسبة تراوحت بين 50 و60 بالمئة، وذلك نتيجة غلاء أسعار المواد وصعوبة وصول المواطنين من الريف إلى المدينة نتيجة أزمة المواصلات الحالية.

ونوّه الأزعط إلى أن الإقبال على شراء الحلويات ضعيف وأقل بنسبة 40 بالمئة من العام الماضي، كما أن هناك حالة ركود، وقلة بشراء ألبسة الأطفال، بالإضافة إلى غلاء أسعارها قياسا بالعيد الماضي، والتي ارتفعت بنسبة تقارب 30 بالمئة.

أما بالنسبة للإقبال على شراء اللحوم الحمراء، بحسب الأزعط، فيعتبر مقبولا، لكنه أقل من العيد الماضي ،وهناك عدم إقبال على شراء اللحوم الحمراء والفروج بكميات كبيرة كما جرت العادة سابقا خلال الأعياد نتيجة الانقطاع المتواصل للكهرباء في المنازل وخوفا من فسادها، لذا يتم الشراء بكميات قليلة تكفي ليوم فقط، وفقا لما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية.

وحذر الأزعط، أنه نتيجة للحرارة المرتفعة حاليا، والانقطاع المتواصل للكهرباء من الممكن أن يوجد في الأسواق لحوم فاسدة يتم بيعها وخصوصا اللحوم المتبّلة بالبهارات وغيرها من التوابل التي لا يتضح إن كانت فاسدة أم لا.

قد يهمك: أضحية العيد تقارب المليون ليرة سورية

غلاء “فاحش”

مع اقتراب عيد الأضحى، تشهد الأسواق السورية غلاء فاحشا، إذ ارتفعت احتياجات ضيافة عيد الأضحى بأكثر من 30 بالمئة مقارنة بعيد الفطر الماضي، مما يجعل الوصول إليها صعبا على المواطنين السوريين، هذا فضلا عن ارتفاع أسعار الفواكه والخضار والأضاحي وغيرها من السلع والمواد الغذائية.

كذلك، فإن أسعار الألبسة وخاصة ألبسة الأطفال لم تسلم من هذا الغلاء، بل هو الهدف الأول لجشع التجار لتفريغ جيوب المواطنين، خاصة وأن هذه المتطلبات في كل عيد، هي من ضمن أولويات الأهالي. فقد وصلت أسعار ملابس الأطفال لأرقام قياسية، الأمر الذي من المحتمل أن يحرم معظم الأطفال من طقوس شراء الألبسة الجديدة الخاصة بأجواء العيد، والتي اعتاد السوريون إضفائها في هذه المناسبة على أطفالهم، وإدخال الفرحة في قلوبهم.

هذا فضلا عن ارتفاع أسعار الأضحية لمستويات غير مسبوقة، فبحسب جمعية اللحامين في اللاذقية، عبد الله خديجة، فقد أكد لصحيفة “الوطن” المحلية في وقت سابق، أن ارتفاع أسعار اللحوم مقارنة بسعرها في رمضان الماضي، أدى إلى انخفاض الطلب على الشراء بنحو 50 بالمئة خلال الفترة الحالية.

وأشار خديجة إلى أن سعر خروف الأضحية على أن يتجاوز عمره السنة، يتراوح بين 500 ألف ليرة حتى مليون ليرة حسب الوزن، وسعر العجل على أن يكون عمره سنتين وفق مواصفات الأضحية، يتراوح بين 4 – 5 ملايين ليرة حسب وزنه.

وفي إطار غلاء الأسعار، عدد من المواطنين المتسوقين في الأسواق أكدوا لوسائل الإعلام المحلية، مؤخرا، أن جميع من يتجه إلى الأسواق ينصدم بالأسعار المعلنة خلال الفترة الحالية، إذ لم يعد بمقدور النسبة العظمى من المواطنين حتى وإن كانوا من ذوي الدخل الجيد مجاراة هذه الأسعار، مستغربين من الأرقام الفلكية التي يطلبها الباعة رغم أن مجمل الملبوسات صناعة محلية ومخزّنة بالمستودعات.

ونظرا لارتفاع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة، وسط تدني الرواتب والمداخيل التي يصل متوسطها إلى 165 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 35 دولارا، لدرجة أن راتب الموظف الحكومي اليوم لا يخوّله شراء 100 غرام من اللحوم يوميا، ولا حتى أسبوعيا، لوجود المتطلبات والمستلزمات الحياتية الأكثر ضرورة، إلى جانب متطلبات الحياة العامة الأخرى، التي ظهرت بعد عام 2011، وزادت من أعباء المواطنين بشكل أكبر، وبالتالي ونتيجة لهذا الغلاء قبيل العيد، الأمر الذي سيجعل معظم العائلات تمتنع عن شراء نسبة كبيرة من مستلزمات عيد الأضحى والاكتفاء بالضروريات بحدها الأدنى فقط.

قد يهمك: بورصة عيد الأضحى.. قرص المعمول بـ5 آلاف ليرة سورية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.