يبدو أن مصر تتجه تدريجيا لإلغاء العملة النقدية الورقية على المدى الطويل، واستخدام العملة البلاستيكية محلها، بعد أن قررت، اليوم الثلاثاء، طرح فئة العشرة جنيهات البلاستيكية “بوليمر”.

العملة الجديدة البلاستيكية، أنتجت باستخدام أحدث خطوط إنتاج البنكنوت المطبقة في العالم، وذلك بدار الطباعة الجديدة في العاصمة الإدارية الجديدة في القاهرة، حسب بيان رسمي للبنك المركزي المصري.

طرح العملة البلاستيكية، يأتي في ضوء الحرص على مواكبة أحدث القياسات العالمية والتكنولوجية في تأمين وطباعة العملة المتداولة، وفق البيان.

وأكد البنك المركزي في بيانه، على عدم إلغاء أي من الإصدارات السابقة من ذات فئة العشرة جنيهات الورقية، واستمرار العمل بها وتداولها.

سبق وآن قال البنك المركزي المصري، في تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم، أنه ينوي طرح العملة البلاستيكية، من أجل إلغاء العملة الوزقية بشكل تدريجي بعد سنوات طويلة مقبلة.

البنك المركزي المصري، شدّد على أن تداول العملة البلاستيكية الجديدة يأتي جنبا إلى جنب مع نظيرتها الورقية من فئة العشرة جنيهات المتداولة حاليًا.

https://twitter.com/MShalabyMHZBF/status/1544310618857287682?t=HAzVnbrGxYL7DOI4IvcXag&s=19

ويمكن للمواطن الحصول على العشرة جنيهات البلاستيكية الجديدة عن طريق شبكة فروع البنوك المصرية التي يتجاوز عددها 4500 فرع.

بماذا تتزين العملة الجديدة؟

وكيل محافظ البنك المركزي لدار طباعة النقد في مصر، خالد فاروق، قال في وقت سابق لموقع “مصراوي”، إن البنك المركزي يعتزم البدء في تنفيذ إصدار أول عملة بلاستيكية من فئة 10 جنيهات والمصنوعة من مادة “البوليمر”، على أن يتم إصدار فئة 20 جنيها البلاستيكية بعدها.

البنك المركزي، ذكر في بيانه اليوم، أن طرح العملة الجديدة يأتي في إطار تطبيق سياسة النقد النظيف ورفع معدلات جودة أوراق النقد المتداولة بالسوق المصري.

كذلك يأتي طرح العملة، لتخفيض تكلفة طباعة أوراق النقد وخاصة الفئات الأكثر تداولا، وذلك على المدى البعيد؛ نظرا لطول عمر الورقة، بما يتماشى مع برامج التنمية المستدامة التي تتبانها الدولة من خلال رؤية مصر 2030، حسب البيان.

العملة البلاستيكية الجديدة، تتزين بمسجد “الفتاح العليم”، باعتباره أحد معالم الطرازات المعمارية الإسلامية بالعاصمة الإدارية الجديدة في القاهرة.

كما تتزين العملة الجديدة بالحضارة الفرعونية، ممثلة في تمثال “حتشبسوت”، والذي يعكس هوية الدولة المصرية القديمة، لتربط العملة الجديدة التاريخ المصري القديم مع العصر الحديث.

تاريخ إصدار العملة البلاستيكية

النقود البلاستيكية تتميز بالمرونة والقوة، والسُمك الأقل، وطول العمر الافتراضي الذي يصل إلى نحو ثلاثة أضعاف عمر الفئة الورقية الحالية المصنوعة من القطن، إلى جانب أنها مقاومة للماء، وأقل في درجة تأثرها بالأتربة، ةفق بيان البنك المركزي المصري.

وأوضح البيان، أن النقود البلاستيكية صديقة للبيئة وقابلة لإعادة التصنيع، وأكثر مقاومة للتلوث مقارنة بفئات النقد الورقية المتداولة، بالإضافة إلى صعوبة تزييفها وتزويرها.

وأصدرت الأوراق النقدية البلاستيكية لأول مرة عام 1988، من قبل بنك الاحتياطي الأسترالي، حيث كانت أول دولة تقدم الأوراق النقدية البلاستيكية.

وكانت أقدم ورقة نقدية بلاستيكية عبارة عن ورقة نقدية بقيمة 10 دولارات أسترالية، تم طبعها للاحتفال بالذكرى السنوية 200 لأستراليا.

اليوم، تستخدم النقود المصنوعة من “البوليمر” في نحو 25 دولة حول العالم، منها أستراليا والصين وإنجلترا والبرازيل وإندونيسيا وسنغافورة وكندا والهند وتايلاند وفيتنام ورومانيا وسيرلانكا وموريشيوس.

في العالم العربي، تعد الكويت أول دولة عربية تصدر نقودا من “البوليمر” البلاستيكية عام 2013، وبدأت السعودية في طرح أول عملة مصنوعة بلاستيكية أيضا.

إيجابيات العملة البلاستيكية

من إيجابيات العملة البلاستيكية، أنها متينة وتدوم أكثر بكثير من النقود الورقية؛ إذ يُعتقد أنها يمكن أن تدوم مرتين ونصف أكثر من الأوراق النقدية الورقية.

كذلك يصعب تزويرها، إذ تتم صناعة الأوراق النقدية البلاستيكية من آلاف الذرات الدقيقة التي تؤلف الصور والكتابة عليها، الأمر الذي يجعل من الصعب للغاية تكرار صناعة هذه الأوراق.

وأبلغت البلدان التي تستخدم العملات البلاستيكية، عن انخفاض ملحوظ في محاولات التزوير من قبل المحتالين.

من المزايا آيضا، مقاومة الأوساخ والغبار، التي تتراكم على الأوراق النقدية المصنوعة من “البوليمر” بشكل أقل بكثير من تراكمها على العملة الورقية، كما أنها أسهل في التنظيف.

كذلك يمكن لأوراق “الوليمر” أن تتحمل درجات الحرارة القصوى، سواء الساخنة أو الباردة، ويُعتقد أن أوراق “البوليمر” يمكنها تحمل درجات حرارة تصل إلى 140 درجة مئوية.

كما أن العملة البلاستيكية، هي صديقة للبيئة، فبمجرد تهالك الأوراق النقدية بشكل كاف، يمكن إعادة تدويرها؛ لأن الأوراق النقدية من “البوليمر” أقل كثافة في استخدام المواد من الأوراق الورقية.

عيوب النقود البلاستيكية

قد لا تتمكن آلات عد النقود القديمة من فرز الأوراق البلاستيكية، إذ قد تحتاج الأجهزة القديمة إلى التعديل أو الاستبدال.
  
كذلك من المعروف، أن لون الأوراق النقدية لـ “البوليمر” يتلاشى بمرور الوقت، وحدث هذا في نيجيريا، حيث عادت البلاد لاستخدام النقود الورقية، بعد أن بدأت أوراقها النقدية تتلاشى، وبدأت في الرفض من قبل أصحاب الأعمال.

من عيوب العملة البلاستيكية أيضا، أن تركيبة أوراق “البوليمر” من الصعب طيها، وتترك التجاعيد خلفها.
 
أخيرا، حتى وقت قريب جدا، كان يعتقد أنه لا يمكن تزوير أوراق “البوليمر”، لكن ذلك لم يعد صحيحا، إذ قُبض على رجل روماني في حزيران/ يونيو 2020، بينما كان بحوزته أوراق “بوليمر” مزيفة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.