أيام معدودة متبقية على حلول موعد “عيد الأضحى” في الوقت الذي فقد فيه غالبية اللاجئين السوريين في تركيا الأمل بإعادة افتتاح التسجيل على “إجازات العيد” لهذا العام.

ورغم صدور عدة تأكيدات رسمية بعدم وجود “إجازات عيد”، ألا أن هناك من لا يزال يأمل بإعادة تفعيلها وسط انتشار العديد من الشائعات بين أواسط السوريين في البلاد.

الحاجة أمينة “خمسينية” إحدى اللاجئات السوريات المقيمات في غازي عنتاب، تنتظر بفارغ الصبر أن يتم افتتاح التسجيل على “إجازات العيد” لكن لم يحصل ذلك إلى الآن، تقول لـ “الحل نت”: إنها “كانت تسمع كل بضعة أيام ممن حولها بافتتاح التسجيل ليتبين بعد أن تسأل حول الموضوع، أنها مجرد شائعات”.

تضيف، بأنها “أرسلت مؤخرا عدة حقائب فيها حاجيات وهدايا عبر إحدى شركات الشحن إلى سوريا، بعدما فقدت الأمل تقريبا بافتتاح إجازات العيد لهذا العام وزيارة أقاربها لكنها تتأمل أن يعود الأمر إلى ما هو عليه كالأعوام الماضية”.

لا يوجد “إجازة عيد”

موعد العيد الثاني يقترب على السوريين في تركيا مع استمرار منعهم من قضاء فترات الأعياد في سوريا ومن ثم العودة إلى تركيا، ليبقى أمامهم حل وحيد وهو الذهاب بلا عودة.

وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، كان قد قال، الشهر الماضي، حول “إجازات العيد”: إنه “لن يسمح للسوريين في تركيا بالذهاب إلى بلدهم هذا العيد، ويمكنهم الذهاب ولكن لن يسمح لهم بالعودة لتركيا”.

يأتي ذلك في الوقت الذي تتركز دراسات رئاسة الهجرة التركية حول ملف “العودة الطوعية” فقط، وفق ما رصده مراسل الحل نت في تركيا.

وبعد إغلاق “إجازات العيد” تبقى السبل الوحيدة أمام السوريين في تركيا للذهاب إلى سوريا من ثم العودة محدودة ومتعلقة بظروف وأسباب معينة مثل حضور الجنازات في سوريا وتنقلات التجار وبعض العاملين والناشطين وحالات أخرى.

وكان مدير رئاسة الهجرة التركية، سافاش أونلو قد قال، نيسان / أبريل الماضي: “في إجازات العيد التي تعود للعام الماضي، ارتفع معدل العائدين إلى تركيا وقلت رغبة من ذهبوا وقرروا البقاء في سوريا، مشيرا إلى أن من يريد الذهاب لسوريا طوعا ولا يعود، فهذا الأمر ممكن بأي وقت”.

إكراه على “العودة طوعا”

لم يبق أمام السوريين في تركيا إلا طريق واحد للعودة إلى سوريا ألا وهو العودة بشكل نهائي وسط التضييق الواضح الذي تمارسه السلطات التركية عليهم بشكل مستمر.

منذ بداية العام الحالي، أصدرت السلطات التركية ممثلة بوزارة الداخلية ورئاسة الهجرة، العديد من القرارات التي ضيقت الخناق على السوريين في البلاد، كان آخرها رفع عدد الأحياء المحظورة على السوريين والأجانب بشكل عام تثبيت عناوينهم فيها إلى 1168 حيا في عموم تركيا.

خلال إعداد المادة، تواصلنا مع عدد من اللاجئين السوريين للحديث حول الآثار التي ستنتج عن منع “إجازات العيد” على السوريين في البلاد، من بينهم محمد علي وهو أحد اللاجئين المقيمين في ولاية هاتاي، يقول لـ “الحل نت”: إن “من بين آثار وقف إجازات العيد هو حمل السوريين على اتخاذ خيار العودة الطوعية كسبيل للذهاب إلى سوريا بشكل نهائي”.

الشاب يضيف أثناء حديثه، بأن “الأشهر القادمة قد تكون الأسوأ على السوريين في تركيا سواء من ناحية القرارات التي تصدر بين الحين والآخر أو من ناحية تنامي العنصرية بحق السوريين في البلاد”.

من جانبها، تقول دعاء وهي إحدى اللاجئات السوريات في غازي عنتاب لـ “الحل نت”: “إلى متى هذا التضييق على السوريين، كل يوم نستيقظ على قرار جديد وحادثة جديدة ويعود الحديث على السوريين للواجهة، ورغم وجودنا هنا منذ سنوات ومحاولة الاندماج وتعلم اللغة، لا نعرف اليوم متى سيتم ترحيلنا”.

الجدير بالذكر أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، كان قد أعلن منذ شهرين عن التحضير لمشروع يهدف إلى إعادة مليون لاجئ سوري “بشكل طوعي” إلى بلادهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة