استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا، وإطالة أمد الحرب ستكون السبب في خلق أزمة غذائية عالمية، نتيجة حصار موانئ التصدير للحبوب في البحر الأسود، وانقطاع سلاسل التوريد العالمية، الأمر الذي أدى لارتفاع سعر القمح منذ بداية الغزو الروسي، ولكن يوم أمس عاودت أسعار القمح الانخفاض إلى ما كانت عليه قبل الغزو الروسي.
أسباب انخفاض الأسعار
يوم أمس السبت، انخفضت العقود الآجلة للقمح في بورصة شيكاغو، إلى ما دون 7.9 دولار للبوشل “مكيال للحبوب”، أي بنسبة تصل إلى 3.3 بالمئة، وهي أدنى مستويات للقمح منذ 7 شباط/فبراير شباط الماضي، أي قبل بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، بحسب متابعة “الحل نت”.
حيث تسببت الإعلانات الصادرة من روسيا وأوكرانيا، بشأن توقيع اتفاق لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود التي توقفت منذ 24 شباط/فبراير الماضي، في ظل تأكيد الولايات المتحدة الأميركية، أنها لن تفرض عقوبات على الشحنات أو المشتريات من الحبوب، أو الأسمدة الروسية في محاولة لتخفيف مخاوف “الأمن الغذائي” التي ظهرت على مستوى العالم، وذلك في الوقت الذي تشير التقديرات إلى وجود 24 مليون طن من القمح عالقة بالقرب من صوامع موانئ البحر الأسود.
وفي سياق متصل، أفادت تقارير صحفية، بأن أسواق السلع العالمية كانت تنكمش، وتتراجع بسبب المخاوف من حدوث ركود في الاقتصاد العالمي، ومع بدء موسم الحصاد في الولايات المتحدة وأوروبا، زادت أيضا الإمدادات قصيرة الأجل من القمح في السوق العالمية.
إقرأ:ارتفاع أسعار القمح عالميا.. ماذا عن رغيف الخبز بسوريا؟
كيف أثرت الأزمة الأوكرانية بأسعار القمح؟
الغزو الروسي لأوكرانيا، تسبب بتقلبات اقتصادية في مختلف الأسواق العالمية منذ بدايته، والتي طالت كل شيء، حيث سجلت أسعار القمح ارتفاعا حادا في الأسواق العالمية في شباط/فبراير الماضي، خاصة أن روسيا تعتبر من أهم منتجي القمح حول العالم.
وكان سعر بوشل “مكيال للحبوب” القمح ارتفع لأكثر من 5 بالمئة، أي لنحو 935 سنت أميركي، وهو أعلى سعر تم تسجيله منذ العام 2008، حيث أدت الحرب في أوكرانيا، لفرض ضغوط مضاعفة على أسعار القمح، وأوكرانيا أيضا من أكبر منتجي القمح حول العالم، وتمثل مع روسيا معا، نحو ربع التجارة العالمية لهذه المادة، كما تعتبر أوكرانيا أحد أكبر الدول المصدرة للقمح إلى كل من الصين والاتحاد الأوربي، ودول أخرى منها مصر.
وقبيل الغزو الروسي لأوكرانيا، في مطلع العام الحالي، كانت نسبة ارتفاع أسعار القمح قد وصلت إلى 27 بالمئة، وذلك بالتزامن مع تعطيل شحنات حبوب سلة الخبز في منطقة البحر الأسود، وارتفاع حدة التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا.
ومع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، تخطت أسعار القمح الأحمر الصلب حاجز الـ10 دولار للبوشل، فيما اقترب قمح الطحين في باريس من أعلى مستوى له في التاريخ، كما ارتفعت عقود الذرة المؤجلة مسجلة زيادة بنسبة 22 بالمئة لتصل للحد الأعلى منذ أيار/مايو الماضي، وهي أعلى نسبة مسموح بها في بورصة شيكاغو في الولايات المتحدة.
وساهمت الحرب في أوكرانيا، بشلل السلسلة الزراعية في تلك المنطقة، بداية من عملية الزراعة، وحتى عمليات الشحن للتصدير، حسب شركة الاستشارات، “أوكرا-أجرو-كونسالت”، ومقرها في العاصمة الأوكرانية كييف.
قد يهمك:احتياجات السوريين من القمح والحمص ناقصة.. ما الأسباب؟
وكان تقرير لصحيفة “الإندبندنت” البريطانية، نهاية شهر حزيران/يونيو الفائت، أشار إلى أن العالم على حافة المجاعة بسبب أوكرانيا، في وقت تتقاعس فيه مجموعة “الدول السبع” عن العمل إزاء ذلك، ولفت التقرير إلى أن هذا التقاعس وسرقة روسيا لمخازن أوكرانيا، وإيقاف توريد القمح والزيوت سيزيد من مصاعب الأزمة العالمية، ويؤدي إلى مجاعة في مناطق عدة من العالم سواء في الشرق الأوسط أو جنوب آسيا وإفريقيا وغيرها، وسط تخوف من أزمة غذاء خطيرة قد تهدد الأمن الغذائي العالمي.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.