مرة أخرى، تتكرر مأساة اليوم الاستثنائي الذي عاشه العراق صيف العام الماضي بلا كهرباء، لكن هذه المرة حدثت المأساة في الجنوب العراقي، فما هي الحكاية؟

عاشت محافظات الجنوب العراقي، زهاء 10 ساعات من دون كهرباء، منذ فجر الأربعاء وحتى ظهر هذا اليوم، وكانت محافظات البصرة وميسان وواسط أكثر المحافظات تضررا.

وزارة الكهرباء العراقية، علّقت على انقطاع التيار الكهربائي المفاجئ في الجنوب العراقي، وأعلنت في بيان رسمي، حالة الاستنفار لإعادة منظومة الطاقة في محافظتي البصرة وميسان.

أسباب الانقطاع

حسب البيان الذي تابعه “الحل نت”، فإن “عارضا فنيا أدى لانفصال منظومة الطاقة الكهربائية في البصرة وميسان، وبدأت الإجراءات لإعادة الوحدات التوليدية إلى الخدمة”.

مديرية توزيع كهرباء واسط، بيّنت من جهتها في بيان رسمي، أن “سبب الإطفاء الآن ناتج عن توقف محطة إنتاج الزبيدية بالكامل جراء عارض فني”.

توقف “محطة الزبيدية”، أثّر على انقطاع التيار الكهربائي عن محافظات الجنوب بالكامل، وفق بيان مديرية توزيع كهرباء واسط، التي أكدت لاحقا، عودة الكهرباء لمحافظات الجنوب بشكل تدريجي.

وشهدت إحدى ليالي آب/ أغسطس من العام المنصرم، انقطاع التيار الكهربائي عن عموم محافظات العراق. ونام العراقيون حينها بلا كهرباء لأول مرة منذ 3 عقود، قبل أن يتم إصلاح التيار الكهربائي.

بحسب تصريح صحفي سابق لوزير الكهرباء عادل كريم، مطلع هذا الشهر، فإن الوزارة بحاجة إلى 35 ألف ميغاواط لتجهيز المواطنين بالطاقة الكهربائية على مدار 24 ساعة دون انقطاع تام.

“في حين يبلغ الإنتاج الحالي، نحو 24 ألف ميغا واط فقط، وهو ما يعني صعوبة توفير الكهرباء على مدار يوم كامل دون انقطاع للتيار الكهربائي”، وفق كريم.

وأكّد وزير الكهرباء، عدم إمكانية تجهيز المحطات بالغاز المحلي خلال المستقبل القريب، لافتًا في الوقت ذاته إلى وجود “حاجة لاستيراد الغاز خلال السنوات الـ 5 المقبلة”.

حاجة عراقية للغاز الإيراني

الوزير العراقي بيّن أيضا، أن “الوزارة وقعت كمرحلة أولى على إنتاج 7500 ميغاواط من الطاقة النظيفة من قبل شركات عالمية تم توزيعها على مستوى العراق”.

في أيار/ مايو الماضي، بيّن وزير الكهرباء العراقي، عادل كريم، أن العراق بحاجة للغاز الإيراني ما بين 5 – 10 سنوات، “حيث نعتمد على الغاز الإيراني لتوليد من 7 – 8 آلاف ميغاواط من الكهرباء يوميا”.

وأردف كريم في حوار أجراه معه التلفزيون العراقي، أنه تم الاتفاق مع الجانب الإيراني على تزويد العراق بـ 50 مليون متر مكعب يوميا من الغاز، من أجل توفير الكهرباء بشكل جيد خلال هذا الصيف.

منذ سنوات عديدة، تشهد المحافظات العراقية احتجاجات واسعة تخرج في كل صيف ضد أزمة انقطاع الكهرباء في العراق، في ظل درجات حرارة عالية تشهدها البلاد في الصيف تصل لنصف درجة الغليان، وتتعداها قليلا في أحايين كثيرة.

ويعاني العراق من تردي المنظومة الكهربائية منذ التسعينيات، بعد اجتياح رئيس النظام السابق، صدام حسين للكويت. ما أدى لقصف البلاد، ليتضرر القطاع الكهربائي بعد أن ناله القصف آنذاك.

ولم بنجح صدام منذ 1991 وحتى سقوطه في 2003، بإصلاح المنظومة الكهربائية. ولم تنجح الحكومات العراقية المتعاقبة بعده في إصلاحها أيضا، رغم مرور 19 سنة على التغيير.

ومنذ عراق ما بعد 2003، أنفقت الحكومات العراقية المتعاقبة ما مقداره 62 مليار دولار. تعادل ميزانيات الأردن لـ 4 سنوات، وتكفي لبناء أحدث الشبكات الكهربائية. والنتيجة كهرباء رديئة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.