فاقمت تكلفة الكهرباء من أعباء الاحتياجات المعيشية اليومية للأهالي ضمن مناطق سيطرة الحكومة السورية والميليشيات الموالية لها في دير الزور، حيث ارتفعت أسعار ألواح الطاقة الشمسية ومستلزماتها بشكل كبير، بالتزامن مع رفع سعر الأمبير عبر المولدات الخاصة.

الضرائب تضاعف سعرها

الصحفي عهد الصليبي، يقول الـ “الحل نت” إن معظم سكان المنطقة وخصوصا في الأرياف، باتوا يستخدمون الألواح الشمسية، لتحصيل الكهرباء اللازمة لتدبير احتياجات اليومية، وتشغيل مضخات المياه لسقاية محاصيلهم الزراعية أيضا.

موضحا أن نسبة كبيرة من الأهالي تعتمد الآن على تلك الألواح بالتزامن مع الانقطاع المستمر للكهرباء، الأمر الذي تسبب بتضاعف سعرها وخاصة في مدينة البوكمال، بسبب الإتاوات والضرائب الكبيرة التي تفرضها حواجز الميليشيات الإيرانية في المدينة على البضائع القادمة من الخارج، بالإضافة إلى جشع التجار الذين استغلوا حاجة الأهالي لها، إذ بات يتراوح سعر اللوح الواحد بين 500 ألف إلى 900 ألف ليرة سورية بحسب نوعيته، بعد أن كان بحدود 250 إلى 400 ألف قبل فترة قصيرة.

مشيرا إلى أن أصحاب المولدات الخاصة (الأمبيرات) رفعوا أسعارهم أيضا، حيث أصبح سعر الأمبير الواحد 10 آلاف ليرة أسبوعيا مع تقليل ساعات التشغيل لأربع ساعات يوميا، ولا أحد يستطيع الاعتراض من السكان على ذلك، كون غالبية أصحاب المولدات عناصر في الميليشيات الإيرانية أو المحلية.

يعتبر المزارعون في أرياف المدينة، أن استخدام ألواح الطاقة الشمسية هي الخيار الوحيد أمامهم من أجل تشغيل محركات ضخ المياه اللازمة لسقاية محاصيلهم الزراعية، مع الارتفاع الكبير بأسعار المحروقات اللازمة لتشغيلها، إلى جانب صعوبة تحصيلها أيضا.

لا خيار سواها

المزارع عامر التمير من سكان بلدة الزباري بريف دير الزور الشرقي، أكد خلال حديثه لـ “الحل نت”، بأنه اضطر إلى شراء عدة ألواح طاقة شمسية، بسبب عجزه عن تأمين المحروقات اللازمة لتشغيل مضخة المياه الخاصة بأرضه خلال الشهرين الماضيين، الأمر الذي تسبب بتلف ثلث محصوله الصيفي الذي زرعه هذا العام، نتيجة العطش.

موضحا بأن ألواح الطاقة الشمسية، وعلى الرغم من ارتفاع سعرها وتكاليف تركيبها وصيانتها، تعد أرخص بكثير من استخدام المحروقات في تشغيل مضخات المياه، لذلك فإن الاعتماد عليها في هذه الفترة هو أمر ضروري، لتلافي خسارة المحاصيل الزراعية.

وطالب التمير، الجهات المسؤولة التي تدير المنطقة، بضرورة إيجاد حلول سريعة لمشكلة الكهرباء، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة بشكل كبير جدا، وعدم قدرة الكثير من العوائل على تأمين الكهرباء البديلة سواء عن طريق الألواح الشمسية أو الأمبيرات.

الجدير ذكره، تُستخدم ألواح الطاقة الشمسية في توفير الكهرباء للمنازل وبعض الورشات الصناعية التي تستجر كهرباء بمعدلات تستطيع الألواح توليدها، مثل ورشات الخياطة والمداجن، إلى جانب استخدامها بتشغيل مضخات المياه، وتنتشر محال بيعها بشكل كبير ضمن مركز مدينة دير الزور وصولا إلى مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية، إلى جانب محال أخرى تنتشر في أسواق أرياف المنطقة.

وتتذرع الحكومة السورية دائما، بنقص الوقود اللازم لتوليد الكهرباء وإجراء صيانة لبعض محطات الطاقة الكهربائية، حيث تحرص على عدم تقديم وعود بتحسن وضع التيار الكهربائي لدفع السكان إلى الاعتماد على الطاقة المتجددة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة