في ظل التضخم غير المسبوق الذي تعيشه سوريا، تزامنا مع انخفاض القدرة الشرائية للأهالي، لجأ بعض التجار إلى تخفيف تدفق المواد الاستهلاكية إلى الأسواق السورية، ما ينذر برفع أسعارها قريبا، لتصل إلى مواد متل المرتديلا والمحارم وبعض المواد الغذائية بحسب ما أكد تجار الجملة في الأسواق.

شح المواد في السوق

العديد من التجار أكدوا انخفاض معدلات تدفق العديد من المواد الاستهلاكية، في حين خفّض العشرات من مندوبي المبيعات لجولاتهم في الأسواق، من ثلاث مرات في الأسبوع إلى مرة واحدة والسبب هو ارتفاع أسعار هذه المواد.

وبحسب ما نقل موقع “أثر برس” المحلي عن بعض تجار المفرّق، فإن: “تجار الجملة غيّروا عاداتهم برفع أسعار السلع من مبلغ كبير دفعة واحدة، وأخذوا يلعبون على حاجة السوق وخاصة بالنسبة للمواد المطلوبة بكثرة، والتي تُقلب بشكل يومي ضمن المحلات، فاليوم تم تخفيض الكميات المطلوبة للمواد التي عليها طلب، وغدا بعد طلب المواد يرفعون السعر بين 200 و300 ليرة لكل قطعة.

وأكد أحد التجار، أنه أراد الحصول على كميات كبيرة من المرتديلا والأندومي، حيث طلب 30 طردا فيما تم منح واحدا فقط ويقول المندوب: “لا يوجد بضاعة دبر حالك“، علما أنه قبل أسبوعين كانت البضاعة متوفرة وبكميات كبيرة ويطلبون تنزيل المزيد من أجل أن يحقق مدير المبيعات في الشركات خطة مبيعاته.

قد يهمك: ارتفاع جديد لأسعار الخضروات.. الليمون يباع بالحبة والكيلو بـ17 ألف ليرة سورية

من جانبه قال أمين سر جمعية حماية المستهلك، المهندس عبد الرزاق حبزة، في تصريح لـ “أثر برس” إن: “التغيرات بأسعار المواد في الأسواق يومية ولها عدة عوامل منها عدم انسيابية المادة، وعدم ضخ التجار كميات إضافية من المادة خوفا من ارتفاع الأسعار، كما يخاف التاجر على رأس ماله من البضاعة لذلك يقلل الكميات التي يطرحها في الأسواق، والخوف والهلع من طرح المواد في الأسواق والحصول على بضاعة بديلة بنفس السعر“.

وأشار حبزة، إلى أن التجار يتّبعون أسلوب تقنين المواد في الأسواق ومن ثم فقدانها، وقيام المستهلك بدفع سعر أعلى للحصول على المادة ومن ثم الاعتياد على السعر الأعلى، وهكذا يتم تقبّل ارتفاع الأسعار .

فشل حكومي

يبدو أن حكومة دمشق عاجزة عن القيام بأية إجراءات من شأنها ضبط الأسعار في الأسواق السورية، بعدما جرّبت آليات عديدة وأصدرت عشرات التعاميم، التي لم يكن لها أية آثار إيجابية على المواطن والأسواق.

هذا وتشهد الأسواق السورية ارتفاعا كبيرا في أسعار مختلف السلع والمواد الغذائية، ورغم انخفاضها الطفيف مؤخرا في بعض المواد مقارنة بالفترة الماضية، إلا أن هذا الانخفاض الذي حصل لم يصل بعد إلى مستوياته المعهودة، والتي يجب أن تتناسب مع مستوى رواتب المواطنين بطبيعة الحال، وسط فشل حكومة دمشق في تحقيق وعودها بضبط الأسعار، وتخفيف الحمل على عاتق المواطنين.

قد يهمك: السوق السوداء للغاز تنتعش في سوريا لهذه الأسباب

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.