تطفو من جديد على السطح الخلافات الداخلية بين ميليشيات إيران في محافظة دير الزور شرقي سوريا، ولا سيما بعد حملة الاعتقال الأخيرة التي قامت بها ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني تجاه 18 من عناصرها المحليين في الريف الشرقي للمحافظة.

أسباب الاعتقال

مصدر مقرب من “الحرس الثوري”، فضل عدم ذكر اسمه، أفاد لـ “الحل نت” بأن ميليشيا “الحرس” اعتقلت مجموعة من عناصرها المحليين المنتسبين لـ “الفوج 47” التابع لها في كلا من بلدتي السيال والصالحية بريف البوكمال، بعد تخلفهم عن الالتحاق بمحارسهم ونقاطهم، والتهديد بترك صفوف “الحرس” والانضمام إلى إحدى الميليشيات المدعومة روسيا في مركز مدينة دير الزور.

وأوضح المصدر، بأن السبب الذي دفع بالعناصر للقيام بذلك، هو التمييز في المعاملة بينهم وبين العناصر الإيرانيين والعراقيين، سواء من حيث تدني رواتبهم مقارنة برواتب العناصر الأجانب والتأخر الدائم في تقبيضهم، إضافة إلى المعاملة السيئة من قبل قادة الميليشيا العسكريين، وسوء الطعام والشراب أيضا.

وتفضل الميليشيات الإيرانية في عموم مناطق انتشارها في دير الزور، عناصرها الأجانب على عناصرها المحليين وهو ليس بالأمر الجديد، حيث ولد في مرات سابقة تصادمات بينهم، وانشقاقات كثيرة لعناصر محلين وهروبهم بسلاحهم إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” شمال شرق النهر، وفقا لذات المصدر.

تمييز في المعاملة

الصحفي عبيدة عبد الرحمن، تحدث لـ “الحل نت” قائلا بإن حالات الانشقاق والهرب من صفوف الميليشيات الإيرانيّة تكررت مؤخرا في المحافظة، حيث شهد مطلع شهر حزيران/ يونيو الفائت، انشقاق مجموعة مؤلفة من ستة عناصر منخرطين في صفوف “الفوج 47” في بلدة محكان، وهروبهم باتجاه مناطق سيطرة “قسد”.

وسبق حادثة الانشقاق الأخيرة، وفقا للمتحدث، انشقاق أربعة عناصر من ميليشيا “الحرس” في مدينة الميادين بعد اعتقالهم من قبل قائد مجموعتهم، بحجة تأخرهم عن الالتحاق بنقاطهم، ليخرجوا من السجن وينضموا إلى صفوف ميليشيا “الدفاع الوطني” المدعومة روسيا، لتأمين الحماية لأنفسهم.

يأتي ذلك كله، في ظل الاستهداف المكثف للطائرات الإسرائيلية وأخرى مجهولة لمواقع الميليشيات الإيرانيّة بريف دير الزور خلال الآونة الأخيرة، إضافة إلى زج العناصر المحليين في الخطوط الأمامية بمعارك تمشيط بادية دير الزور من خلايا تنظيم داعش الإرهابي ما دفع بالكثير منهم للفرار.

ويعد “الفوج 47” أحد أهم الفصائل العسكرية التابعة لإيران في دير الزور ومعظم عناصره من شبّان المنطقة أجبرتهم الظروف الاقتصادية المتدنية والأمنية على الالتحاق بتلك الميليشيات، هربا من الخدمة الإلزامية والاحتياطية والملاحقات الأمنية أيضا.

وتتقاسم الحكومة السورية وقوّات سوريا الديمقراطيّة السيطرة على محافظة دير الزور، في وقتٍ تشهد مناطق الحكومة صراعا بين روسيا وإيران، يتمثل بمواجهات تشهدها المنطقة بين الميليشيات الإيرانيّة والميليشيات المحلية التي تدعمها روسيا وأبرزها مجموعات “الدفاع الوطني”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.