مع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا شهره السادس، لا تزال روسيا تتعرض لخسائر اقتصادية، وفي مقابل ذلك تحاول تعويض جزء من خساراتها من خلال سرقة الحبوب الأوكرانية بالتعاون والتنسيق مع حكومة دمشق، التي باتت تنقل الحبوب المسروقة من القمح والشعير بسفن سورية وإلى الموانئ السورية.

سرقة جديدة

عمليات نقل جديدة، لكميات من القمح والشعير المسروق شهدتها الموانئ الأوكرانية، من قبل السفن التابعة لمؤسسة النقل البحري التابعة لحكومة دمشق.

وكانت إحدى السفن المحملة بالقمح والشعير، رست أمس الخميس في ميناء طرابلس في لبنان، بعد أن كانت وجهتها الرئيسية ميناء طرطوس.

ونقلت وكالة “رويترز” عن السفارة الأوكرانية في بيروت، اليوم الجمعة، قولها إن السفينة “لاودسيا” التابعة لمؤسسة النقل البحري السورية رست في طرابلس، مبينة أن السفينة انطلقت من ميناء في شبه جزيرة القرم المغلق أمام الشحن الدولي حاملة 5 آلاف طن من الشعير و 5 آلاف طن أخرى من الدقيق، مع اشتباه في أنها مأخوذة من مخازن أوكرانية.

وأشارت السفارة الأوكرانية في بيروت، إلى أنه هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها شحنة حبوب ودقيق مسروقة إلى لبنان.

وجاء الكشف عن هذه الشحنات المسروقة بعد خمسة أيام من عبور السفينة السورية “لاوديسا”، من مضيق البوسفور، وهي محملة بالشعير الأوكراني المسروق، ومتجهة نحو ميناء طرطوس البحري، بحسب مرصد تركي.

وتعتبر السفينة السورية “لاوديسا” إحدى 3 سفن مملوكة لهيئة الموانئ السورية، والتي تقول أوكرانيا أنها كانت تنقل القمح المنهوب من المتاجر في الأراضي الأوكرانية التي تجاوزتها روسيا مؤخرا.

إقرأ:بقيمة 40 مليون دولار.. روسيا تنقل القمح المسروق من أوكرانيا لسوريا

سرقة بقيمة 40 مليون دولار

بحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”، فإن السفارة الأوكرانية في بيروت، قالت في مطلع شهر حزيران/يونيو الماضي، أن روسيا أرسلت لحليفتها سوريا ما يقدر بنحو 100 ألف طن من القمح سُرقت من أوكرانيا منذ غزوها البلاد، واصفة الشحنات بأنها “نشاط إجرامي”، وأفادت السفارة في بيان لها في حينه، أن الشحنات تمت بواسطة السفينة “ماتروس بوزينيتش” التي ترفع العلم الروسي، والتي رست في ميناء اللاذقية البحري الرئيسي في سوريا أواخر شهر أيار/مايو الماضي.

بيانات من شركة “ريفنتيف”، وهي واحدة من أكبر مزودي بيانات الأسواق المالية والبنية التحتية في العالم، تحميل القمح في السفينة في ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014، إذ غادرت السفينة بتاريخ 19 من أيار الماضي، وموقع تفريغ الشحنة كان في سوريا.

السفارة الأوكرانية، قالت في بيانها، أن الحبوب الموجودة على متن السفينة “ماتروس بوزينيتش”، تمت سرقتها من منشآت التخزين الأوكرانية في المناطق التي احتلتها القوات الروسية حديثا، مشيرة إلى أن القمح سرق من منشأة تجمع القمح من ثلاث مناطق أوكرانية في دفعة واحدة.

وأوضحت السفارة، نقلا عن السلطات الأوكرانية، أن أكثر من 100 ألف طن من القمح الأوكراني “المنهوب” وصل إلى سوريا خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ومع ارتفاع أسعار القمح العالمية عن 400 دولار للطن، فإن هذا الحجم سيكون أكثر من 40 مليون دولار.

وفي مطلع شهر أيار/مايو الماضي، اتهمت مديرية المخابرات الرئيسية بوزارة الدفاع الأوكرانية، روسيا بسرقة آلاف الأطنان من الحبوب المخزنة في المخازن ونقلها إلى سوريا، مضيفة أن سفن ترفع العلم الروسي مليئة بالحبوب الأوكرانية المسروقة تتجه إلى سوريا، وإن السفن الروسية وصلت بالفعل إلى البحر الأبيض المتوسط، مشيرة إلى احتمالية تهريب الحبوب من سوريا إلى دول أخرى في الشرق الأوسط.

كما أن سفينة شحن روسية ضخمة محملة بالحبوب الأوكرانية المسروقة، ظهرت في صور أقمار صناعية راسية أمام الشواطئ السورية باللاذقية، بحسب تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” في الـ11 من شهر أيار/مايو الماضي، والذي أوضح أن شركة التصوير عبر الأقمار الصناعية “بلانت لابز”، و”تنكر تريكر”، التقطت صورا للسفينة ماتروس بوزينيتش، المبنية عام 2010 قبالة مدينة اللاذقية، مضيفة بأن صور السفينة في الميناء تتطابق مع وصف السفينة التي ترفع العلم الروسي وأبعادها.

وكانت السفينة أرسلت في الخامس من أيار/مايو الماضي آخر بث في أثناء وجودها بالمياه بين قبرص وسوريا. وأدرجت وجهة السفينة على أنها بيروت. وكانت تبعد نحو 47 كم عن اللاذقية، وقد تم تحميلها منذ 27 نيسان/أبريل الماضي على الأقل.

ونتيجة للسياسات الروسية، اتهم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في وقت سابق من شهر أيار/مايو الماضي، روسيا بأنها مسؤولة عن مفاقمة أزمة الغذاء في العالم من خلال حربها على أوكرانيا، لاسيما من خلال قصف مخازن القمح ومنع السفن من نقل الحبوب إلى الخارج، بحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”.

قد يهمك:صراع إيراني تركي في أوكرانيا بسبب الطيران العسكري

وكانت الأمم المتحدة حذرت مطلع أيار/مايو الماضي ، من أن أسعار المواد الغذائية وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في آذار/مارس في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، الدولة المنتجة الكبيرة للمحاصيل الزراعية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.