بعد نحو شهرين على انسحاب زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، من العملية السياسية، واستقالة كتلته من البرلمان العراقي، تحدث عضو مجلس النواب المستقل باسم خشان عن سبب الانسحاب، فيما تحدث عن سيناريو لمحاولات تحالف الصدر الاستحواذ على الحكومة العراقية، في معرض رده على أقاويل تحدثت عن تفريط النواب المستقلين لمبادرة قدمها الصدر لهم لتشكيل الحكومة. 

خشان أكد، اليوم الجمعة، أن مبادرة النواب المستقلين دفعت زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر إلى الانسحاب من العملية السياسية، وجاء ذلك في تدوينة له على موقع “فيسبوك”، وتابعها موقع “الحل نت”.

وذكر خشان القصة الكاملة من ألف المشروع الثلاثي إلى ياء استقالة الصدريين من البرلمان، على حد تعبيره.

وقال إن “التحالف الثلاثي، سيطر على السلطة التشريعية، فانتخب رئيس المجلس ونائبيه من أعضاء هذا التحالف، وعدل النظام الداخلي لمجلس النواب لكي يقصي من لا يريد من اللجان النيابية”.

اقرأ/ي أيضا: 10 أسباب وراء انسحاب الصدر من العملية السياسية العراقية

مساعي تشكيل الحكومة

بعد ذلك “سعى لتشكيل حكومة تتقاسم مناصبها الأحزاب الثلاثة التي تشكل منها التحالف وفقا للقواعد المحاصصة القديمة، فتكون حصة الشيعة للكتلة الصدرية حصرا، وحصة الكرد للحزب الديمقراطي الكردستاني، وحصة السنة لتحالف الخنجر-الحلبوسي”.

وبحسب خشان، أنه “لم يعرض هذا التحالف على المستقلين شيء غير رئاسة لجنة هنا وأخرى هناك، وقد قبل بهذا العرض النواب الذين أعلنوا بقاءهم على الحياد في مسألة تشكيل الحكومة، وعارض هذا المشروع عدد لا بأس به من النواب المستقلين”، مبينا أنه “كنت أحد هؤلاء”.

وأوضح أنه “تصديت لهذا المشروع كفرد، ووقفت بمفردي ضده في المحكمة الاتحادية، وحصلت على أمر ولائي عطل عمل المجلس لأسابيع، وقاطعت جلسة انتخاب رئيس الجمهورية كفرد، وكذلك فعل عدد من النواب المستقلين الذين أدركوا خطورة سيطرة التحالف الثلاثي على كل السلطة التشريعية وكل السلطة التنفيذية معا”.

في أعقاب ذلك “أصبح تشكيل الحكومة مستحيلا دون التفاوض مع المستقلين المعارضين لهذا المشروع”، بحسب النائب المستقل. 

كما أشار إلى أنه “بدلا من التفاوض مع المستقلين، منح السيد الصدر قوى الإطار 40 يوما لتشكيل الحكومة، ولم يعرض على المستقلين شيء على الإطلاق، وقبل نهاية هذه المدة، أعلنت قوى الإطار مبادرتها التي تضمنت الاتفاق على أن يكون رئيس الوزراء من المستقلين، وفي اليوم التالي رد السيد الصدر تحية الإطار بأقل منها”.

اقرأ/ي أيضا: إعلان أسباب انسحاب “الكتلة الصدرية“.. تمهيدا لحراك شعبي عراقي؟

مبادرة غير واضحة

خشان بين أنه “ردا على مبادرة الإطار، وليس رغبة في ضم المستقلين، أعلن السيد الصدر مبادرة غير واضحة تخلى فيها عن رئيس الوزراء القح لصالح المستقلين لكن وفق شروط ومعايير لم يحددها في مبادرته غير الواضحة، واشترط توقيع 40 نائبا غير مشكوك في استقلالهم ليكونوا جزءا من كتلة التحالف الثلاثي”.

بعد إعلان المبادرتين، قال خشان إن “النواب المستقلين اجتمعوا وطرحنا مبادرتنا التي تضمنت تشكيل الكتلة النيابية الأكثر عددا بقيادة المستقلين الذين سيكون لهم حق ترشيح رئيس وزراء مستقل، وعرضنا هذه المبادرة على الكتلة الصدرية فرفضتها، وعرضناها على قوى الإطار فوافقت عليها، ولم يعترض عليها الكرد ووافق عليها بعض السنة”.

وأردف أن “الصدر أدرك إن مبادرة المستقلين قطعت كل الطرق التي تؤدي إلى تحقيق نصاب الثلثين لمصلحة المشروع الثلاثي، وعليه قرر الانسحاب من العملية السياسية بعد شعوره باليأس والاحباط، وهو يدرك إنه يستطيع أن يعطل كل شيء إذا لم تأت الرياح بما لا يشتهي”.

يشار إلى أنه، في الرابع من أيار/مايو الماضي، وبعد فشل “الإطار التنسيقي” بتشكيل الحكومة العراقية وانتهاء مهلة زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر التي منحها لهم بذلك الخصوص أطلق مبادرة جديدة.

فقد منح مقتدى الصدر من خلال تغريدة عبر موقع “تويتر”، فرصة تشكيل الحكومة العراقية المقبلة للنواب المستقلين، خلال مدة أقصاها 15 يوما.

ماذا قال الصدر؟

في تفاصيل التغريدة قال الصدر، إنه “بعد التشاور مع حلفاء التحالف الأكبر “إنقاذ وطن”، أقول إن للعملية السياسية الحالية 3 أطراف”.

وأضاف الصدر، أن الطرف الأول هو تحالف “إنقاذ وطن”، وهو راعي الأغلبية الوطنية، ولكنه وبسبب قرار القضاء العراقي بتفعيل الثلث المعطّل، تأخر بتشكيل حكومة الأغلبية.

الصدر أردف، أن الطرف الثاني هو “الإطار التنسيقي”، وهو الداعي لحكومة التوافق، وقد أعطيناه مهلة 40 يوما لتشكيل حكومة توافقية، لكنه فشل في تشكيل الحكومة.

وتابع الصدر، أن الطرف الثالث، هم الأفراد المستقلون في البرلمان، وندعوهم لتشكيل مستقل لا يقل عن 40 فردا، بعيدا عن “الإطار التنسيقي” الذي أخذ فرصته الكاملة.

وأكمل الصدر، أنه على النواب المستقلين الالتحاق بالتحالف الأكبر “إنقاذ وطن”، ليشكّلوا حكومة مستقلة، وسيصوت تحالف “إنقاذ وطن” على حكومتهم، بما فيهم “الكتلة الصدرية” وبالتوافق مع أكراد وسنّة التحالف، دون أن يكون لـ “التيار الصدري” مشاركة في وزرائها، على أن يكون ذلك بمدة 15 يوما للإسراع بإنهاء معاناة الشعب.

اقرأ/ي أيضا: تقرير بريطاني: انسحاب الصدر من الانتخابات العراقية قد يُعيد المالكي إلى الرئاسة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.