بموجب اتفاقيات “الممر الآمن” المنفصلة الموقعة في 22 تموز/ يوليو في العاصمة التركية إسطنبول مع أوكرانيا وروسيا تحت رعاية الأمم المتحدة، لضمان تصدير ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية العالقة في موانئ الأوكرانية في البحر الأسود، بدأت أول سفينة محملة بالحبوب الاستعداد للانطلاق اليوم الاثنين من الموانئ الأوكرانية.

أول سفينة بموجب الاتفاقية

وزارة الدفاع التركية، أعلنت اليوم الإثنين، أن أول سفينة محملة بالحبوب ستغادر اليوم من الموانئ الأوكرانية، وفق اتفاقية “الممر الآمن” الموقعة الشهر الفائت.

وتابعت الوزارة في بيان على موقعها الرسمي، أن أول سفينة محملة بأكثر من 26 ألف طن من الذرة ستنطلق من ميناء “أوديسا” الأوكراني في تمام الساعة الثامنة والنصف بتوقيت تركيا متوجهة إلى لبنان.

ووفق البيان، فإن الجهود المبذولة في مركز التنسيق المشترك بإسطنبول، أسهمت في التوصل إلى اتفاق لخروج السفينة الأولى من ميناء “أوديسا” الأوكراني.

من جانبه، المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، أفاد يوم أمس الأحد، إن “هناك احتمالا كبيرا لانطلاق أول سفينة للحبوب من موانئ أوكرانيا اليوم الإثنين.

وتابع قالن خلال مقابلة مع القناة “السابعة” التركية، أن “مركز التنسيق المشترك في إسطنبول سيكمل على الأرجح العمل النهائي على طرق التصدير قريبا جدا”. ونوّه قالن إلى أنه لا تكفي إشادة العالم بالاتفاقية، بل يجب على المجتمع الدولي دعم مفاوضات السلام أيضا، على حد وصفه.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الأوكراني, ديميتري كوليبا، اليوم الإثنين، أن استئناف تصدير الحبوب الأوكرانية للمرة الأولى منذ الغزو الروسي في شباط/فبراير الفائت، يشكّل “انفراجا للعالم”.

احتفاء غربي

في المقابل، رحّب الأمين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريش بمغادرة أول سفينة تحمل شحنة من الحبوب الأوكرانية، في إطار خطة تهدف إلى رفع الحصار الروسي عن البحر، وفق إعلان متحدث باسم الأمم المتحدة.

ونوّه بيان صادر عن المنظمة الأممية إلى أن “الأمين العام يأمل في أن تكون هذه الأولى من بين العديد من السفن التجارية بموجب الاتفاقية الموقعة، وأن تحقق الاستقرار والمساعدة الضروريين للأمن الغذائي العالمي، خصوصا في ظل الظروف الإنسانية الهشة جدا”.

وأردف البيان أن برنامج الغذاء العالمي ينوي شراء وإرسال شحنة من 30 ألف متر مكعب من القمح الأوكراني خلال الأيام المقبلة. 

ومن جانبها، أشادت سفارة الولايات المتحدة في كييف بخروج أول شحنة حبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود منذ أن بدأت روسيا غزوها للبلاد. وأضافت السفارة في تغريدة على منصة “تويتر”: “سيراقب العالم استمرار تنفيذ هذه الاتفاقية لإطعام الناس في جميع أنحاء العالم بملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية المحاصرة”.

إلى ذلك، وصفت سفيرة المملكة المتحدة، ميليندا سيمونز ، أول شحنة حبوب تغادر أوديسا بأنها “خطوة أولى”.

وكتب سيمونز على “تويتر”: “هذه خطوة مهمة لكنها خطوة أولى”..تحتاج (روسيا) الآن إلى احترام جانبها من هذه الصفقة والسماح لسفن الحبوب بالمرور بأمان. وعليهم التوقف عن حرق الحبوب (الأوكرانية) والاستيلاء عليها”.

كذلك، رحب الكرملين بإبحار أول سفينة محملة بالحبوب من مرفأ أوديسا، وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، للصحافيين إنه “بالنسبة لمغادرة أول سفينة، فهذا إيجابي جدا. فرصة جيدة لاختبار فاعلية الآليات التي تم الاتفاق عليها خلال المحادثات في إسطنبول”، بحسب وكالة “فرانس برس”.

وتعتبر هذه السفينة هي أول شحنة تغادر رسميا من موانئ أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير الفائت، بعد أن جرى توقيع اتفاقيات منفصلة من قبل أوكرانيا وروسيا، برعاية أممية ووساطة تركية، أواخر الشهر الفائت.

وعلى إثر الاتفاقيات هذه، تم تدشين مركز تنسيق صادرات الحبوب عبر البحر الأسود، وبموجب الاتفاقات المبرمة لمدة 4 أشهر بين روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، سيُجري هذا المركز عمليات تفتيش للسفن عند إبحارها ولدى وصولها إلى إسطنبول للتحقق من أنها لا تنقل إلا الحبوب، وبالتالي لا تنقل أسلحة يمكن استخدامها في الحرب الدائرة في أوكرانيا.

وبموجب خطة الأمم المتحدة فإن أوكرانيا ستتمكن من تصدير 22 مليون طن من الحبوب والسلع الزراعية الأخرى التي توقفت في موانئ البحر الأسود بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، وبالتالي الأيام المقبلة كفيلة بكشف مدى التأثير الإيجابي لهذه الاتفاقات، فيما إذا كانت قادرة على إحداث انفراجة في أزمة الغذاء.

قد يهمك: قمح وشعير مسروق من أوكرانيا إلى سوريا.. تفاصيل جديدة

حجز القمح الأوكراني في لبنان

السفارة الأوكرانية في لبنان أعلنت عبر منصة “تويتر”، يوم أمس الأحد، حصولها على وثائق وإثباتات حاسمة تؤكد أن القمح الموجود على متن الباخرة السورية “لوديسيا” مسروق من أوكرانيا. وأشارت السفارة، إلى إنها ستتقدم بطلب لدى قاضي العجلة في طرابلس لتمديد حجز الباخرة.

وفي 28 من تموز/يوليو الماضي، رست سفينة سورية خاضعة للعقوبات الأميركية في ميناء “طرابلس” شمالي لبنان، محملة بالشعير والقمح الأوكراني.

كما ونقلت وكالة “رويترز” عن السفارة الأوكرانية حينها، أن روسيا نهبت حمولة السفينة من متاجر أوكرانية، وأن السفينة انطلقت من ميناء في شبه جزيرة القرم المغلق أمام الشحن الدولي، وتحمل خمسة آلاف طن من الشعير ومثلها من الدقيق، يُشتبه بأنها مأخوذة من مخازن أوكرانية.

وأشارت السفارة الأوكرانية في بيروت، إلى أنه هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها شحنة حبوب ودقيق مسروقة إلى لبنان.

وبعد أن تلقت الخارجية اللبنانية، عددا من “الاحتجاجات والإنذارات من عدد من الدول الغربية”، احتجز مسؤولون لبنانيون يوم السبت الفائت، تلك السفينة بالقرب من طرابلس لتفتيش حمولتها.

وكلّف النائب العام التمييزي في لبنان، غسان عويدات، المديرية العامة للجمارك وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، ضبط سفينة تحمل قمحا وشعيرا من أوكرانيا، بعد أن تقدمت السفارة الأوكرانية في بيروت، ببلاغ تدّعي أن السفينة “لوديسيا” التي ترفع العلم السوري، حملت بشكل غير قانوني القمح من مناطق في أوكرانيا باتت خاضعة للسيطرة الروسية.

وتعتبر السفينة السورية “لاوديسا” إحدى 3 سفن مملوكة لهيئة الموانئ السورية، والتي تقول أوكرانيا أنها كانت تنقل القمح المنهوب من المتاجر في الأراضي الأوكرانية التي تجاوزتها روسيا مؤخرا. وفُرضت عقوبات أميركية على السفن الثلاث من قبل الولايات المتحدة منذ عام 2015.

قد يهمك: القمح الأوكراني.. لبنان يحتجز سفينة ترفع علم سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة