مع كل ارتفاع لأسعار المواد الأساسية في سوريا، تبدأ المواد المغشوشة منها بالانتشار في الأسواق، وسط عجز الحكومة السورية عن حماية حقوق المستهلكين، ليصل الغش مؤخرا إلى مواد التنظيف.
الغش وارتفاع الأسعار
موقع “أثر برس” المحلي، يوضح أن ارتفاع أسعار المنظفات في سوريا، دفع الأهالي إلى شرائها من البسطات غير الموثوقة بسبب انخفاض أسعارها، مقارنة بالأسعار في المحلات التجارية، مشيرا إلى أن بعض المواد المغشوشة تسبب تلف في الغسالات الآلية.
ويؤكد الموقع المحلي، في تقرير نشره السبت، أن مواد التنظيف المصنعة محليا، انتشرت بشكل واسعة في العديد من المتاجر والبسطات المنتشرة في الشوارع، وهناك إقبال عليها، لا سيما بعد أن سجلت المنظفات ارتفاعا بلغت نسبة مئة بالمئة مؤخرا.
ومعظم هذه المواد تكون مغشوشة، ولا تحمل أسماء شركات معروفة، وتباع بأسعار رخيصة، ذلك ما يجعل الإقبال عليها مقبولا.
وحول أساليب غش مواد التنظيف، يشير تقرير الموقع المحلي إلى أنه: “خلال جولة على بعض أسواق دمشق نلاحظ وجود ارتفاع في أسعار مادة سائل الغسيل لـ5 أضعاف، حيث وصل السعر لحدود 15 ألف ليرة سورية للعبوة الصغيرة، وارتفاع الشامبو لـ10 آلاف ليرة سورية، وكيلو الصابون المحلي بلغ 45 ألف ليرة سورية، إضافة لارتفاع علب منظفات الأوتوماتيك لـ30 ألف ليرة سورية“.
قد يهمك: ما سبب طرح سندات الخزينة بالليرة السورية في سوق الأوراق المالية؟
عجز حكومي
يبدو أن حكومة دمشق عاجزة عن القيام بأية إجراءات من شأنها ضبط المواد المغشوشة، التي انتشرت مؤخرا وطالت العديد من السلع الأساسية، والمواد الغذائية في الأسواق السورية.
من جانبها اعترفت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، بانتشار ظاهرة الغش على نطاق واسع، وأوردت أمثلة عن آلية الغش المتبعة وذلك بعد تحليل عينات من المواد، حيث يتم غش المنظفات عبر إضافة الملح إليها على حساب المادة الفعّالة.
رئيس جمعية حماية المستهلك عبد العزيز المعقالي، برر في تصريحات نقلها موقع “أثر برس“المحلي، انتشار الغش، بـ“وجود سوء في الإنتاج بسبب قيام البعض بتخفيض نسبة المادة الفعّالة ولاسيما أن الماركات المعروفة أو المصانع الكبيرة توقفت أغلبيتها عن الإنتاج، وخروجها عن الخدمة، أدى لظهور ما يسمى المواد مجهولة المصدر معبأة ضمن عبوات بلاستيك أو أكياس نايلون، إضافة للجوء بعض المحال للترويج لهذه المنتجات بهدف الكسب المادي الكبير مقارنة بالمواد الأخرى“.
مواد أخرى طالها الغش
لم يقتصر الغش على المواد سابقة الذكر في الأسواق السورية، ففي وقت سابق من آذار/مارس الماضي، ضُبطت كميات كبيرة من التمور الفاسدة والموبوءة بالحشرات كانت معروضة للبيع بالإضافة إلى شراب أطفال منتهي الصلاحية.
ومن جهة ثانية، وبالتزامن مع فقدان الزيوت النباتية في الأسواق والارتفاع الكبير في أسعارها، بدأت تظهر أنواع من الزيت النباتي المغشوش في الاسواق السورية، كان أبرزها زيت من نوع “ليو“، بحسب متابعة “الحل نت“.
الألبان والأجبان أيضان تعرضت صناعتها للغش في الفترة السابقة، حيث انتشرت أنواع عديدة منها في الأسواق تم إنتاجها بطريقة سيئة، ومخالفة للمعايير.
كما طال الغش مادة القهوة، حيث قام بعض تجار البن في سوريا بغش القهوة بأساليب متعددة لزيادة أرباحهم، رغم ارتفاع أسعارها، وذلك من خلال استخدام مواد معينة لغش البن، والتي أصبحت كثيرة جدا ومتنوعة، ويصعب اكتشافها بسهولة، منها تحميص الشعير أو البقوليات أو الخبز المحروق أو جذور الهندباء، أو نواة التمر بعد طحنها، إضافة لاستخدام نشارة الخشب الناعمة لزيادة الوزن أثناء التحميص من ثم إضافة المنكهات لإعطاء مذاق القهوة، كما يستخدم الحمص بديلا عن حبات الهيل، واستخدام الغليسرين أثناء التحميص ليساهم بتليف الحبوب المحمصة منعا لتبخر الماء الموجود فيها، حسب متابعة “الحل نت“.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.