رغم التوافق الكبير بينهم فيما يخص التضييق على المدنيين ضمن مناطق سيطرتهم بريف الرقة الشرقي، إلا أن الصراعات الداخلية المتكررة بين الميليشيات الإيرانية و”الفرقة الرابعة” التابعة للجيش السوري، أكبر من ذلك وتفضي في غالب الأحيان إلى سقوط قتلى وجرحى منهم، كما حدث قبل يومين في مدينة معدان بعد أن اندلعت اشتباكات مسلحة بين ميليشيا “فاطميون” من جهة و”الفرقة الرابعة” من جهة أخرى وأسفرت عن سقوط قتيل وجرحى.

خلاف على تقاسم الكمية

الصحفي كرم الهويدي يقول لـ “الحل نت” إن سبب الاشتباك الذي حصل بين عناصر من ميليشيا “فاطميون” وعناصر من “الفرقة الرابعة” بالقرب من مدرسة “طه كريبان” في المدينة، الجمعة الماضية، هو الخلاف على تقاسم كمية من المواد المخدرة بينهم، إذ أسفر عن وقوع قتيل من “الرابعة” وجرحى من كلا الطرفين، إضافة لإصابة رجل كان على مقربة من مكان الاشتباك، كما تسبب بأضرار مادية في الممتلكات المدنية أيضا.

وأشار الهويدى إلى حالة القلق التي يعيشها السكان لليوم الثالث على التوالي خشية من تجدد الاشتباكات، خاصة مع استمرار وصول تعزيزات عسكرية لكلا الطرفين إلى المدينة، وسط تهديدات متبادلة بينهم في اقتحام مقرات بعض، دون تدخل من أي طرف لتهدئة الوضع والحيلولة دون وقوع أي اشتباك.

لافتا إلى أن الجزء الأكبر من مدينة معدان يخضع لسيطرة “الحرس الثوري” الإيراني وبقية الميليشيات الموالية له، ويضم هذا الجزء عناصر إيرانية وأفغانية وباكستانية وعراقية إلى جانب عناصر من “حزب الله” اللبناني، وقد قسموا المنطقة إلى قطاعات بحيث يخول لكل ميليشيا بيع كمية محددة مسبقا من المخدرات ضمن قطاعها الخاص.

وكشف أن تجارة المخدرات في المنطقة التي يسيطر عليها “الحرس” تشهد رواجا كبيرا من قبل العناصر الذين يتقاسمون وقياداتهم الأرباح، موضحا بأن الميليشيات الإيرانية تروج للمخدرات في المنطقة بشكل مكشوف، حيث تباع ببسطات القهوة والشاي.

إقرأ:6 مليار دولار أرباح سنوية من المخدرات لدمشق.. ما علاقة ماهر الأسد؟

ليست جديدة

من جهته، أفاد مراسل “الحل نت” بأن اشتباكات مسلحة اندلعت في حزيران/يونيو الفائت، بين عناصر من “حزب الله” وعناصر من ميليشيا “زينبيون” غربي مدينة معدان، تسببت بوقوع جرحى من كلا الطرفين.

مضيفا أن إحدى المجموعتين توغلت في أراضي المجموعة الأخرى لتبيع المخدرات فيها، ما تسبب لاحقا في اندلاع الصراع بينهما.

تقرير سابق لـ “الحل نت” أشار إلى انتشار ظاهرة الإدمان على حبوب “الكبتاجون” و”الترامادول” و”الحشيش”، على نطاق واسع في عموم مناطق انتشار إيران في سوريا، وتشير كل المعطيات والمعلومات الواردة من تلك المناطق، والتي حصل عليها “الحل نت”، إلى تورط “الحرس الثوري”، و”حزب الله” اللبناني، والأجهزة الأمنية السورية بنشر المخدرات بين المواطنين، وغياب أي رقابة أو ملاحقة للتجار والمروجين الداخليين.

قد يهمك:المخدرات والنفوذ الإيراني.. عوامل تحرك دور عربي جديد في سوريا؟

ومن الجدير بالذكر، أن عمليات تصنيع وتهريب وترويج المخدرات، عمليات ممنهجة ومتكاملة، تشرف عليها الميليشيات الإيرانية وحكومة دمشق، فهي من جهة مهمة من الناحية الاقتصادية بسبب الإيرادات الضخمة الناتجة عنها، ومن جهة أخرى تسهل بسط السيطرة على المجتمع من خلال إغراقه بمختلف أنواع المخدرات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.